تشوركين: موسكو ستستخدم الفيتو ضد أي مشروع قرار غير مقبول حول سورية
أعلن فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أن بلاده ستستخدم حق النقض الفيتو ضد أي مشروع قرار في مجلس الأمن حول سورية تعتبره غير مقبول.
وقال تشوركين في تصريحات للصحفيين أمس.. إنه إذا كان نص القرار غير مقبول فسنصوت ضده بالطبع مشدداً على أن روسيا لن تسمح بتمرير نص تعتبره خاطئاً أو إصدار قرار يؤدي إلى تأجيج الوضع وهذا أمر لا شك فيه.
وأشار تشوركين إلى أن روسيا ستطرح مسألة تحديد موعد لدعوة محمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى مجلس الأمن كي يتحدث عن عمل بعثة المراقبين لاعتقادنا أن استدعاءه في الوقت المناسب سيكون أمراً هاماً.
وأضاف تشوركين.. إن ممثلي قيادة الجامعة العربية جاء في تصريحاتهم خلال جلسة مجلس الأمن أمس تأويل للأحداث في سورية يختلف عما ورد في تقرير بعثة المراقبين إذ أن الأمين العام للجامعة ووزير الخارجية القطري ألقيا بالمسؤولية عن الأحداث في سورية على الحكومة السورية ولم يقولا أي شيء تقريباً عن العنف من قبل المعارضة الأمر الذي سمعناه أيضا في تصريحات مندوبي الدول الغربية الذين ألقوا كلمات في هذه الجلسة.
وشدد المندوب الروسي على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار كل المعلومات الواردة في تقرير بعثة المراقبين العرب لدى صياغة القرار واصفا خطوات جامعة الدول العربية بشأن سورية بغير المنطقية حيث يقررون تمديد عمل بعثة المراقبين وبعد ذلك يقوم البعض بسحب مراقبيهم من البعثة.
واعتبر تشوركين أن روسيا التي ترى في الجامعة العربية بالذات طليعة المجتمع الدولي التي تعمل على تسوية الوضع في سورية لديها مسؤولية معينة، كما أن هناك فرصا مع وجود دعم من قبل المجتمع الدولي لكن الوضع ليس جيدا نظرا لطبيعة العلاقات بين جامعة الدول العربية وسورية بعد تعليق عضويتها فيها.
وأشار تشوركين إلى أن روسيا تعتبر عمل بعثة المراقبين العرب ضروريا إذ ساعد عملها في توفير التصور الموضوعي لما يحدث في سورية معربا عن أمله في أن تهدأ الأوضاع ويتم اتخاذ إجراءات أمنية إضافية وتتمكن البعثة من العودة لعملها ومشددا على ضرورة أن يدعم الغرب بعثة المراقبين العرب.
وأشار تشوركين إلى أن روسيا تؤيد التوجه نحو قرار توافقي في مجلس الأمن الدولي مؤكدا أن طرح مسودات غير مدروسة جيدا قد يؤدي إلى انشقاق في مجلس الأمن وقال إن بعض زملائنا الغربيين يتفهمون أن طرح مسودات قرار غير مدروسة بشكل مطلوب قد يؤدي إلى انشقاق في مجلس الأمن، واصفا اتخاذ مثل هذه الخطوات بالخاطئة وغير البناءة.
وأشار المندوب الروسي إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن تصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار حيث لا يوجد هناك أي مشروع جاهز وينبغي إعداد المشروع.
وحول التعاون الروسي الصيني في مجلس الأمن أكد تشوركين وجود تعاون وثيق جدا حول جميع المسائل التي تناقش في مجلس الأمن الدولي وأن تصورات الطرفين حول ما يحدث في سورية متقاربة جدا مشيرا إلى اتصالات دائمة مع نظيره الصيني لبحث الوضع المترتب في مجلس الأمن بالنسبة لمناقشة الموضوع السوري.
كما أشار تشوركين إلى أن الدول الأخرى من أعضاء مجموعة بريكس كجمهورية جنوب أفريقيا والهند، لديها مواقف مشابهة للموقف الروسي وأن دولا أخرى تشاطر روسيا بعض مواقفها بشأن سورية وتقديراتها مثل باكستان وأذربيجان.
وجوابا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة والبلدان الغربية والبلدان الخليجية لتغيير مواقفها إزاء سورية قال تشوركين.. إن الضغوط هي من أدوات الديبلوماسية بهذا الشكل أو ذاك ونحن نفسنا نمارس الضغوط عندما يتطلب الأمر ولقد استخدمنا ذلك لوقف قصف المدنيين في ليبيا ونجحنا في ذلك الى حد معين لقد تعودنا على الضغوط وهم يمارسون ضغوطا معينة علينا وعلى غيرنا للتوصل إلى نتائج معينة.
وأضاف إن زملاءنا الغربيين تصرفوا خلال جلسة مجلس الأمن يوم أمس الأول بصورة مهذبة ولم ينطقوا بأي ملاحظة حادة إزاء روسيا وأريد أن أكشف لكم سرا.. فلو أنهم تصرفوا على نحو آخر لكانت كلمتي مغايرة بعض الشيء لما سمعتموه أثناء الجلسة وهذا يدل على أن الجلسة مرت بهدوء وهذا أمر غير سيء ويوفر الظروف لعمل المجلس بشكل يساعد على التوصل إلى وفاق وإيجاد حل للمسألة السورية.
وحول حظر تصدير الأسلحة إلى سورية أشار تشوركين إلى أنهم يطالبون روسيا بعدم تصدير أسلحة إلى سورية ولكن هذا الأمر يعني وقف تصدير الأسحلة إلى الحكومة السورية بينما يستمرون هم في إرسالها إلى المجموعات المعارضة المسلحة وهم يرفضون الاعتراف حتى بوجود هذه المجموعات المسلحة ويرفضون إدانتها وينفون واقع أنهم يرسلون الأسلحة إليها ولذلك فنحن لا نستطيع فسخ عقودنا وعلاقاتنا مع سورية على مدار سنوات كثيرة ولذلك نقول لهم إننا لن نوافق على أي حظر للأسلحة إلى سورية.
وأشار تشوركين إلى أن جامعة الدول العربية اتخذت موقفا فاترا من طلبنا حضور رئيس بعثة المراقبين العرب في سورية الجنرال الدابي جلسة مجلس الأمن وتحججوا بمختلف الذرائع ونحن نضع هذه المسألة تحت الرقابة ونرى أن حضوره هام جداً.
وأضاف أن تقرير المراقبين لم يرد إلى مجلس الأمن ونحن طالبنا بذلك وطالبنا بأن يوزع كوثيقة رسمية للأمم المتحدة لكنهم يماطلون في ذلك كثيراً.