غازي الحمود كتب لزهرة سورية :الطبخة أميركية والجواكر عربية – غربية وفي نيويورك «ضاعت الطاسة»
خاضت الجمهورية العربية السورية حرب عالمية عربية سياسية في قلب الولايات المتحدة بنيويورك على لسان الدكتور الجعفري.
وقد رأينا كيف تحولت الجلسة بالفعل إلى حرب عالمية وعلى أوسع المستويات، نتيجة الخلافات التي كانت واضحة للعيان، واتساع رقعتها.
ونظراً للتزييف الإعلامي الكبير فقد اتضح ان كثير من الدول التي شاركت في دعم المبادرة «العبرية الغربية» لا تعي ماذا يحصل، والدليل على ذلك هو أن بعض مندوبيها لم يتحدثوا إلا لبضعة دقائق فقط «كرفعة عتب» ولكن كل دقيقة تعادل مليون دولار، هذا بعرف الاتفاق الحَمَديْ العبري الغربي.
وتأكدت فبركة المشروع «اليهو أميركي» وفي مرحلته قبل الأخيرة، والتي فشلت أمس، وليس ذلك فحسب بل وان أوراقها جاهزة، ومقدمة على طاولات المندوبين، ومسربة للصحافة الفضائية ولاسيما الكهف المغري لعلي بابا والأربعين حرامي «الجزيرة» وأختها «العربية».
وقد أكدت الخلافات التي تصاعدت بين أعضاء مجلس الأمن بشأن مشروع القرار، حتى انها وكما تقول إحدى الصحف الأميركية الصادرة صباح اليوم: كانت أحد الأسباب الرئيسة وراء إعلان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري جاسم بن حمد الثاني في اللحظة الأخيرة، إلغاء مؤتمرهما الصحفي.
جلسة مجلس الأمن استغرقت 6 ساعات متواصلة، تبحث في عقوبات شديدة على سورية، ولكن عناية الله سبحانه وتعالى ودعاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لها «اللهم بارك لنا في شامنا» كانت موجودة أمس، بل هي موجودة إلى يوم الدين، حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في الحديث «الشام صفوة الله من بلاده، من خرج منها من أهلها فبسخط من عنده، ومن دخل إليها من غير أهلها فبرحمته».
وصدق الجعفري حين قال منذ أكثر من ستين عاماً وفلسطين محتلة، ولم يجتمع العرب من حينها في مجلس الأمن لمناقشة فلسطين، واحتلالها، رغم الانتهاكات اليهودية التي تحصل، من ذلك الحين إلى يومنا هذا.
وتقول الصحيفة: نبيل العربي -الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي طاردته كاميرات التليفزيون المختلفة حتى الفناء الخارجي لمبنى الأمم المتحدة حيث استقل سيارته-: اكتفى بقوله: لم تعد لدي إجابات كي أقولها لكم.
غير ان فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن انتقد بشدة دعوة الجامعة العربية في جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا، وقال للصحفيين: ليس من دور مجلس الأمن أن يؤيد دعوات نقل السلطة التي تطالب بها خطة الجامعة العربية، منتقداً في الوقت نفسه قرار العقوبات الاقتصادية العربية، واصفاً إياها بغير الإيجابية والسلبية، وأجاب في تصريح لأحد الصحفيين: إن روسيا لن توافق على نقل السلطة في سوريا، كما أعرب عن قلق بلاده جراء توقف عمل بعثة المراقبين العرب.
مشدداً على رفض موسكو أي قرار أممي يتضمن عقوبات اقتصادية أو فقرات تؤجج الصراع، وتبرر التدخل الأجنبي.
ولن ينسى تشوركين، الاقتراح الروسي، وقد دعا للاستهداء به في أي قرارات قد يتخذها المجلس، متحدثاً عن وجود عناصر مسلحة في سورية مهمتها قتل المدنيين، والعسكريين على السواء.
وأخيراً جدد تشوركين دعوته لممثلي المعارضة والحكومة للحوار في موسكو دون شروط مسبقة يفضي إلى تسوية سلمية منوهاً في كلمته إلى أن موسكو طرحت مشروعاً في ديسمبر الماضي بشأن الأزمة.
وأخيراً لنا كلمة
نقول والله يا عرب: لو أننا اجتمعنا ووحدنا كلمتنا، ونضخ أموالنا التي أهدرناها على قتل شعبنا، لحررنا فلسطيننا.. ورغم ذلك نقول نعم: نحن عرب ولا نخجل.. ولنا الشرف في أننا نعرف كيف نحمل المنجل.. ولا نخجل.