مأمون شحادة كتب لزهرة سورية :بورسعيد وركلات الترجيح الفئوية والقبلية!!
ليس غريبا أن نجد المستطيل الأخضر مصبوغاً باللون الأحمر! وليس غريبا كذلك أن نجد إطاره الكروي موشحاً بالأسود وغبار داحس والغبراء! في الوقت الذي أصبحت البوصلة الرياضية تتجه نحو ركلات الترجيح الفئوية والقبلية.
كم هي الحالة صعبة، هتافات مسرعة يرددها "جمهور متهور" يضرب بعرض الحائط كل الأخلاق الرياضية، ولا يرى في الملعب أو على المدرج إلا نفسه، الأمر الذي أدى إلى ارتكاب أبشع جريمة بحق المشروع الرياضي العربي، وفق مجموعة "من الانحناءات"، فالعامل الزمني المتخم بالإجراءات لاذ بالفرار تاركاً هذا الجمهور يعبث بالحق العام، حتى استقر به الأمر إلى احداث حالة خطرة وحرجة، تُسكِنُ المجتمع الرياضي غرفة الإنعاش السياسي ما بين رحمة الله والخطابات.
أمثال وعبارات كثيرة نقولها ونتداولها هنا وهناك، ما بين قول الحقيقة وغيرها "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة"، فهل تكفي تلك العبارات لرأب الصدع الذي أصاب الحالة الرياضية لردع الذين يضربون بعرض الحائط قاعدة العمل الرياضي، أم أن تلك العبارات يلزمها تنشئة اجتماعية لولادة ثقافة رياضية؟!
إن هؤلاء المتهورين يمثلون سرطاناً ينخر جسم المجتمع الرياضي، ما يعني أنه يجب استئصالهم كما يستأصل السرطان من الجسد، لكي يكون رادعاً لغيرهم من أجل سلامة واطمئنان المسيرة الرياضية، فاليوم هو، وغدا أنت، وبعد غد أنا. فما الذي يتبقى بعد ذلك؟ الإجابة واضحة: "متهورون" يتقوقعون في أنانيتهم، ويهدرون الحق الرياضي، ويفاجئون المجتمع بخسائر متتالية، فالأنانية أصبحت قاعدة للعمل الشخصاني، والجمهور قبيلة تتحكم بعناصر الفريق، كل ذلك يحمل عنوانا بالخط العريض، "سقوط الروح المعنوية واصطدامها بجدار الأنانية، والشخصانية، والقبلية"، ما يعني أن السقوط يحمل ذلك العنوان وليس تشجيع الفريق، وما حرب داحس والغبراء، التي وقعت بين الجمهور المصري والجزائري قبل سنوات إلا صورة كربونية تَرسِم علامات ذلك الجدار وقاعدته الثلاثية، وها هي الفاجعة الكروية تعود إلينا مرة أخرى بصورة دموية وقبيحة بين جمهور فريق المصري البورسعيدي والأهلي.
إن "الثقافة الرياضة" تمثل قضية يهتم بها الجميع، فهي نحن، وهم، وأنتم، سيما وأن عصب المستطيل الأخضر يفتقد إليها. إذن.. النتيجة واضحة: خسارة الحلم والهدف والمستقبل.
أسئلة تطرح نفسها: إلى متى سيبقى هؤلاء يعبثون بالتنشئة الرياضية؟ وهل هناك إجراءات تحد من تلك الأعمال الشخصانية؟ وإلى متى سيبقى عراب القبلية الخجولة ورقة رابحة في يد المارقين والعابثين بتلك التنشئة؟!
من هنا نناشد التنشئة، قبل أن نناشد المسؤول، للقضاء على الأنانية، والتهور، والشخصانية من أجل كتابة أجمل عنوان رياضي "الرياضة أخلاق"، وكما قال غسان كنفاني "إن الإنسان هو في نهاية الأمر قضية"، أفلا تستدعي تلك المقولة صياغة جملة مشابهة لها تحمل عنواناً "إن التنشئة المتراكمة هي في نهاية الأمر ثقافة مكتسبة"، أم أن عراب القبلية الخجولة خجول ولا يقوى على قول الحقيقة إلا من خلال التملق والانزواء؟!.
كل الاحترام على هذا المقال، وان دل هذا انما يدل على حرص الكاتب على المسيرة الرياضية،،،،، فيا حبذا لو نقرأ جميعاً هذا المقال، لكانت الرياضة بالف خير،،،،، الى الامام