زهرة سورية تسلط الضوء على جمعية شمس الغد للمعاقين واهتمام كبير بالشباب ذوي الاحتياجات الخاصة
كلنا يعرف الدور الذي تؤديه الجمعيات الإنسانية والخيرية في دعم المعاقين وتشجيعهم على تخطي إعاقتهم من خلال عدد من الخدمات والنشاطات التي تزيد فيهم الاحساس بدورهم الفعال في المجتمع .
واليوم نسلط الضوء على جمعية شمس الغد للمعاقين جسدياً بحلب لنتعرف اكثر على ماتقدمه اتجاه شبابنا ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك من خلال هذا الحوار مع السيد رضا مراد
رئيس مجلس ادارة الجمعية .
* برأيك ماهي الإعاقة ومن هو صاحب الاحتياجات الخاصة ؟
أن يشعر الإنسان بآلام وأحاسيس أخيه الإنسان شيء عظيم ولكن الأعظم أن يبحث في كيفية مساعدة هؤلاء المعوقين ممن شاء القدر أن يعانون من قصور في قدراتهم الجسدية أو الذهنية كلاً أو جزأً وبالتالي الإعاقة هي عدم قدرة الإنسان القيام بما يتوجب القيام به من نشاط بشري طبيعي بسبب قصور أو خلل وظيفي أو فقدان لأحد أطرافه أو حواسه كلاً أو جزأً كالإصابة بشلل في أحد الأطراف أو الإصابة بالصمم و عدم القدرة على التكلم أو كفاف البصر .
* متى تأسست جمعية شمس الغد وماهو الدور الذي تؤديه ؟
أشهرت الجمعية بقرار وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل رقم / 1296/ تاريخ 17/7/2005
على يد مجموعة من الشباب والشابات المعوقين وهي تقوم بدور اجتماعي وثقافي وصحي في اطار خيري غير تقليدي … حيث تعمد الجمعية إلى إقامة دورات مهنية وتدريبية للزملاء المعوقين كل حسب قدرته الفيزيولوجية والعلمية والمعرفية والنفسية .
كدورات حاسوب ودورات صناعة الخيزران والقش ودورات تعليمية للغات أجنبية وغيرها تؤهل هذا المعوق ليكون عاملاً منتجاً يزج لاحقاً بسوق العمل ولنا تجارب واضحة في هذا المجال .
كما نتعاون مع كثير من الجهات ذات العلاقة مثل غرفة صناعة حلب ولجنة الجلديات ومركز التدريب المهني وفرع الهيئة العامة للتشغيل و تنمية المشروعات بحلب وعدد من الجمعيات الأهلية والفعاليات الإقتصادية وهذا جزء من الدور الذي تقوم به الجمعية إلى جانب الرعاية الصحية والرحلات الترفيهية والمعالجات الطبية والندوات التثقيفية والمهرجانات الفنية والأدبية .
* ماهي الأهداف التي وجدت من أجلها جمعية شمس الغد للمعاقين ؟
1- الإهتمام بالمعاقين وتقديم الرعاية الصحية لهم .
2- الإهتمام بالمعاقين وتقديم الرعاية الاجتماعية والتعليمية لهم وفتح دورات خاصة بهم .
3- الإهتمام بتأهيل هؤلاء المعوقين مهنياً وتدريبهم على المهن التي تلائمهم.
4- العمل على النهوض بامستوى الثقافي للمعاقين والإهتمام بالمهارت المتميزة عند بعضهم ومتابعتها.
5- افتتاح مشاغل خاصة بهم وتأمين عمل لهم .
تخدم الجمعية / 500/ خمسمائة معوق مع عائلاتهم .
* ماهي أبرز الخدمات التي تقدمها الجمعية ؟
تقدم الجمعية للمعوق إضافة إلى ماذكر مساعدات عينية كالموارد التموينية والغذائية والمنظفات والكراسي المدولبة والعكاكيز وبعض الأدوية والتأهيل النفسي والحركي بالتعاون مع عدد من المراكز الصحية والاطباء وبالتعاون مع بعض الزملاء من الجمعيات الأخرى .
* كيف يتم رعاية المواهب الموجودة في الجمعية ؟
عن رعاية المواهب نقيم المعارض الفنية و نشجع الإبداع بكل أشكاله فهناك مهرجان سنوي سمي
(مهرجان شمس الغد الأدبي) يقام كل عام يشارك فيه الأدباء المبدعون المعوقون من كل المحافظات السورية على مدى أيام يقدمون فيه نتاجاتهم الأدبية من قصة وشعر وخاطرة وقصة قصيرة وغيرها …
كما نتعاون مع أساتذة وفنانين لمتابعة البعض مما لديهم هوايات موسيقية وتقيم الجمعية مهرجاناً فنياً سنوياً يشارك فيه عدد من الفنانين الكبار والفرق الفنية والمحلية ويحضره جمهوراً كبيراً على مدرج قلعة حلب أو في صالة الأسد الرياضية وغيرها من المسارح المعروفة .
* ماهي الصعوبات التي تعترض عمل الجمعية ؟
حول الصعوبات التي تعترض سير العمل في الجمعية في جزء كبير منها ترتبط بثقافة المجتمع .
(حيث يجب أن تتغير النظرة لذوي الاحتياجات الخاصة) فالمعوق ليس ذلك الإنسان الجالس في زوايا الطرقات لاحول له ولاقوة يستجدي العطف والمساعدة .؟
إن المعاق انسان طبيعي إذا توفرت له سبل الحياة الكريمة والبيئة المؤهلة التي تمكنه من السير والحركة والتعلم والعمل والإنتاج واستخدام حواسه الاخرى السليمة .. فعميد الأدب العربي طه حسين معوق والمعري معوق وبتهوفن معوق وغيرهم كثير لسنا بصدد ذكرهم كلهم من ذوي الإعاقات.
فالمعوق:هو الإعلامي المتألق والمثقف والأديب والمبدع والفنان والمواطن المسؤول والإنسان المرهف الإحساس الذي يعمل دون كلل لإثبات ذاته وبناء وطنه .
* ماهي النصائح التي تقدمها لذوي الإحتياجات الخاصة ؟
أنصح الزملاء المعوقين بالتوجه دائماً إلى أقرب جمعية تعنى بهم ومن ثم العمل والإنطلاق فقد ولى زمن البطولات الفردية .
العمل اليوم والنجاح الحقيقي هو في عمل المؤسسات التي يمكن من خلالها انجاز مالايمكن انجازه فردياً.
* ماهي طموحاتكم المستقبلية تجاه المنتسبين للجمعية ككلمة أخيرة ؟
طموحنا الوصول إلى بيئة مؤهلة في الطريق والمنزل والعمل والمدرسة والمباني الخاصة والعامة وفي وسائل النقل المختلفة وفي الوسائل العلمية والتعليمية والحركية والوسائل المساعدة ليحيا هذا المعوق حياة أقرب للطبيعية كما في الكثير من دول العالم حيث يستطيع المعوق العمل والسفر وانجاز ماهو مطلوب من بكل يسر.
إن من حق المعوق أن يحيا حياة كريمة وإن وطننا بما يملك من إرث حضاري وديني وأخلاقي لابد أن يساند أخاه ويساعده ويرفع من مكانته بغض النظر عن لونه أو عرقه أو دينه وهذا مانسعى اليه حيث قد تحقق للمعاقين الكثير مما يطمحون إليه وصدرت مراسيم وقرارات في هذا الاتجاه مثل القانون /34/ لعام 2004 والعقد العربي للمعوقين لعام 2003 والخطة الوطنية للإعاقة .
أشكر في نهاية حوارنا رئيس مجلس الإدارة لجمعية شمس الغد للمعاقين جسدياً الأستاذ رضا مراد لتفانيه في عمله ونأمل له المزيد من التألق والنجاح.