سعيد سليمان سنا كتب لزهرة سورية كل المؤشرات تدل على أن القيادة السورية قد استوعبت دروس حرب تموز
العالم لا يحترم إلا القوي و إذا أردنا أن نحافظ على بلدنا عزيزة قوية يجب علينا أن نحافظ على جيشها الذي هو قادر على رد أي عدوان قد تتعرض له سوريا الآن و في المستقبل .
بسبب التوازن الاستراتيجي الذي يصنعه الجيش السوري في المنطقة فهذا الجيش مستهدف في أي تحرك خارجي أو داخلي متآمر و إذا كنا نتابع سياسات أمريكا في حروبها السابقة فسوف نعلم أن أول ما تقوم به هذه الدول بعد اجتياحها أو احتلالها أو سمّه ما شئت للبلدان هو تفكيك جيوشها و أحدث مثال هو الجيش العراقي الذي كان جيشا قوياً يحسب له حساب في موازين القوى في المنطقة أما الآن فأين الجيش العراقي ؟.
كل المؤشرات تدل على أن القيادة السورية قد استوعبت دروس حرب تموز .
وتعمل على بناء " جيش مختلف " سنرى جيشاً برياً سورياً مختلفاً عما عرفناه ،
جيش مختلف ، من حيث تركيب هيكل القوات ، ونظام التسلح ، وأساليب القتال ، والأهم جيش يعتمد إستراتيجية دفاعية من نوع " مختلف " .
اعتبر المؤرخ والمفكر الفرنسي الشهير، أوليفيه روا ، أن المسألة بين الرئيس الأسد وعدد من زعماء العالم باتت ثأراً شخصياً لكسر كبرياء الأسد .
وقال روا الذي يعتبر من أكبر المؤرخين المعاصرين للنزاعات في العالم الإسلامي في مقابلة مع القناة الفرنسية الثانية :
أنا على وشك أن اشهد أول انتصار لزعيم عربي ، وهو الأسد ، على زعماء القرار في العالم .
فبادره المذيع الذي كان يحاوره قائلا :
أليست هذه مبالغة ونحن نرى عد الضحايا يتزايد ؟ ، فأجاب روا :
أنا شاهد على حدث ولست أقيم من هو على حق أو على خطأ .
أين المبالغة في كلامي عندما يجتمع مجلس الأمن ويقر الحرب على أفغانستان بساعتين ونصف ويفشل بإقرار قرار ضد الأسد منذ شهور ، وهو منعقد منذ أسبوع بدعم من العرب ولم يستطع أن يتخذ قرار المواجهة المباشرة مع الأسد ، بل يتحايل ليخفف وطأة القرار على أمل أن يخرج بشيء يعيد لهذه الدول هيبتها بعد التحدي الصريح والعلني للأسد . . ؟ .
فسأله المذيع : لماذا تتكلم عن مواجهة الأسد ولا تقول مواجهة سورية ..؟
أجاب اوليفيه : يا سيدي الآن بات الموضوع ثأر شخصي من زعماء الدول العربية وزعماء العالم لكسر كبرياء الأسد . وأنا أسألهم : إذا كان الأسد فعلاً ضعيف ، كما صرح مراراً اوباما وبيريز ، وانه سيسقط قريباً بل في أسبوعين وقد مضى شهور ، ولماذا عندما يسألوا عن التدخل العسكري يسارعوا إلى القول أنه لا إمكانية لضرب سورية ، لماذا ، هل بسبب عدم توفر الوقود في طائرات " النيتو " أم أنهم يدركون فعلاً أن الأسد أضاف تقنية جديدة لسياسة أبيه، حافظ الأسد . .؟
كان الأسد الأب قاسي الملامح والردود ، وهدوءه يخرجك عن صوابك .
والأسد الابن يستوعبك عندما تخرج عن صوابك بملامح وجهه المريحة مع احتفاظه بكل صفات والده من القوة . وأضاف : أنا أقول لك سيدي ، الأسد يملك أوراقا كثيرة بيده تجعلهم يبتعدون عنه عندما يقتربون أكثر مما هو يريد ، وهذه قوة برأيي وليست ضعفا .
لم تصمد دولة عربية بتاريخها كل هذا الوقت عندما يقرر الغرب القضاء عليها كما صمدت سورية .
وأقول سورية الآن لأن أهم ورقة يلوح بها الأسد اليوم هي تأييد غالبية الشعب له .
الآن بات العالم ، وحتى سكان القطب المتجمد ، يعرف بشار الأسد ، وعندما يتساءلون من سيسقط ولماذا لم يسقط، يتحول في هذا الوقت إلى الشخصية الأكثر انتشاراً في أفكار الناس وهذه ميزة للأقوياء .
وفي تسجيل بثته القناة الفرنسية " 2 " لحوار دار بين مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين ورئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم ليلة السبت – الأحد، وجه بن جاسم الكلام إلى تشوركين محذرا إياه من اتخاذ أي " فيتو " بخصوص الأزمة في سوريا ، مشيرا إلى أنه على روسيا أن توافق القرار و إلا فإنها ستخسر كل الدول العربية .
فرد تشوركين بكل هدوء أعصاب قائلا : " إذا عدت لتتكلم معي بهذه النبرة مرة أخرى ، لن يكون هناك شيء اسمه قطر بعد اليوم " .
وأضاف تشوركين : " أنت ضيف على مجلس الأمن فاحترم نفسك وعد لحجمك وأنا أساسا لا أتحدث معك أنا أتحدث باسم روسيا العظمى مع الكبار فقط ".
وفي دليل جديد يثبت قيام قطر بالتجييش الإعلامي ومحاولة تصنيع رأي عام يستهدف سورية ودورها في المنطقة كشفت وثيقة حصلت عليها سانا عن قيام قطر بدفع آلاف الدولارات بشكل شهري لبعض الكتاب في روسيا من أجل تأسيس موقع على الانترنت وفبركة مواد وأخبار لترويجها بما يخدم المؤامرة التي تتعرض لها سورية .
وكشفت الوثيقة المؤرخة بتاريخ 10 كانون الثاني الماضي أسماء الشخصيات المجندة لصالح قطر في التآمر على سورية وهم :
محمود الحمزة وبسام البني وأسامة الحلبي ونصر اليوسف وعمر الشعار ورائد جبر ومازن عباس وأيغور شارتوف وأليسا كوبيان وأندريه فيتشور شيريوفيتش وسيرغي أندرييفيتش .
وتأتي هذه الوثيقة لتضاف إلى مجمل الأدلة والوقائع التي تؤكد قيام قطر إلى جانب دعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة بحرب إعلامية ضد سورية عبر قناة الجزيرة القطرية والقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية والصحف والمجلات ودور النشر التابعة لمجموعة لاغاردير الإعلامية الفرنسية التي تعد قطر المساهم الرئيسي في رأسمالها .وما قصة الأسماء التي زود بها رئيس الوزراء القطري . . وهل نجحت خطة جمعية قطر الخيرية في سورية . .!
في كشف المستور : أمريكا توبخ حمد بن جاسم على فشله في مشروع إسقاط النظام السوري .
فقد ذكرت مصادر إعلامية أن الولايات المتحدة الأمريكية زودت وزير خارجية قطر " حمد بن جاسم " في زيارته الأخيرة لأمريكا بلوائح اسمية تضم عشرات الأشخاص العرب من خريجي معهد " لانغلي " ، لاعتمادهم ضمن بعثة المراقبين العرب في سورية .
ومعهد " لانغلي " يقع في ضاحية " لانغلي " على بعد 15 كلم من واشنطن وهو مركز استخباراتي محصن يتم فيه تدريب وتخريج الجواسيس ورجال المخابرات الذين يتم اختيارهم بمواصفات دقيقة للعمل في الخارج .
وبحسب المصادر فإن الإدارة الأمريكية وبخت الأمير القطري وحملته مسؤولية فشل الخطة التي تم الاتفاق عليها لإسقاط سورية وزعزعة الأمن والاستقرار فيها خاصة بعد تصدع الجبهة المعادية لسورية والتي أقامتها قطر في جامعة الدول العربية وخاصة بعد الانتصار السوري الساحق المتمثل بفرض شروط سوريا على جامعة الدول العربية فيما يخص البروتوكول وبعثة المراقبين إذ تبين ان نسبة كبيرة من المراقبين لا يعملون ضمن الأجندة القطرية وفق الخطة المرسومة وأن سوريا قد استطاعت أن تساعد بعثة المراقبين في كشف الحقيقة وفضح العدوان الإعلامي ضد سورية .
ووفق المصادر فان أمير قطر الذي بدا عليه الإرباك بعد التوبيخ الشديد وتهديده بانقلاب السحر على الساحر خاصة بعد الأحاديث التي دارت بينه وبين المسؤولين الأمريكيين والتي سرّ بها إليهم بأنه لا يستطيع الاستمرار في تنفيذ المخطط المرسوم لسورية لأن قطر بذلت كل ما تستطيع من مال وسلاح وحتى مسلحين لإسقاط النظام في سورية لكن النتيجة باءت بالفشل ، كل التبريرات السابقة التي قدمها " بن جاسم " لم تقنع الإدارة الأمريكية وطلبت الاستمرار والتصعيد محذرة إياه بأن الفشل سيكون ثمنه غاليا وقد يؤدي إلى الإطاحة بالعائلة الحاكمة في قطر سيما وأن السوريين يملكون الكثير من الوثائق الخطيرة التي تتضمن فضائح غير مسبوقة قد تؤدي إلى نسف الكثير من الأنظمة الحاكمة في الخليج ، وهذا ما دفع الأمير القطري الذي بدا عليه التوتر والانفعال إلى الظهور بمؤتمر صحفي هاجم فيه بعثة مراقبي الجامعة العربية واتهمهم بعدم الكفاءة تمهيدا لطلب الاستعانة بالخبراء المدربين على الأعمال التجسسية والمخابراتية .
وتضيف المصادر بأن المسؤولين الأمريكيين طلبوا من " حمد " بذل جهود أكثر للسيطرة على وفد المراقبين وضمان خروج التقرير بالطريقة التي يريدها الأمريكيون وفي حال عدم قدرتهم على ذلك أن يجدوا طريقة مناسبة لإنهاء مهمة المراقبين وسحبهم من سورية درءاً للفضائح لأن تبعات ذلك لن تنحصر في منطقة الخليج وستطال الجميع بما فيهم المسؤولين الأمريكيين والأوربيين ، ومن ضمن المعلومات : قطر أبلغت واشنطن أنها لم تعد قادرة على البذخ المفرط للمال نظراً لارتباطاتها الكثيرة بعقود عقارية واستثمارية في الأيام القليلة الماضية في كثير من بلدان أوربية وعربية إضافة الى أن المبالغ الباهظة التي أنفقتها قطر على ثورات الربيع العربي وخاصة في مصر وليبيا وسورية واليمن إضافة إلى ابتزازها من دول أخرى كالأردن وتركيا لم تؤدي إلى تحقيق الغاية المرجوة منها وهو الأمر الذي دفع بقطر لإقحام الجمعيات ( الخيرية القطرية والخليجية ) في ما يسمى الربيع العربي وذلك لجمع الأموال لتمويل المسلحين في سورية والتي وصلت الى ما يقارب 37 مليون ريال قطري أي ما يعادل 10 مليون دولار وبالتالي فان اكتشاف الشعب القطري بأن الأموال التي جمعت ليست لغايات خيرية قد يؤدي إلى ردة فعل عنيفة تهدد بزعزعة الأمن والاستقرار في قطر التي سخرت كل مركباتها( السيارات ) الحكومية والخاصة التي يملكها حكام الإمارة لجمع اكبر كمية من المال .
الأموال التي تجمع بواسطة " قطر الخيرية " ليس لإرسالها إلى الأسر السورية الوهمية على الحدود الأردنية السورية بل تجمع لشراء السلاح ودفع المزيد من المسلحين العرب باتجاه الداخل السوري مقابل تلك الأموال ، وبحسب المصدر فإن مبلغ يقدر بـ22 مليون ريال قطري تم تحويله لأحد التيارات السلفية والتكفيرية والتي تتخذ من لبنان والأردن مقرات لها والمعروفة بعدائها الشديد لسورية و أن محادثات أولية جرت عن إرسال إمدادات من السلاح إلى قادة تلك التيارات ، وتشير المعلومات أن قطر عمدت إلى تحويل المبلغ المذكور بعد زيارة " علي مبارك الكبيسي " رئيس قسم الممولين بالمحسنين القطريين للحدود الأردنية حيث التقى قادة التنظيمات المسلحة وممثلين عن حزب التحرير الإسلامي وعن الإخوان المسلمين المتواجدين على الحدود الأردنية الجنوبية وفي المحافظات والمناطق الأردنية :كالرمثا والمفرق وماركا وصويلح ، وكان جواب " الكبيسي " على سؤال أحد الصحفيين حول زيارته للحدود الأردنية السورية هي التبرع وتقديم المساعدات والمعونات الإنسانية العاجلة للاجئين السوريين المتواجدين على الحدود الأردنية .
تصريحات " الكبيسي " تعارضت مع نفي وزير الداخلية الأردني " محمد الرعود " وجود لاجئين سوريين في الأردن ، وقال خلال اجتماع المجلس الاستشاري والتنفيذي الذي عقد في محافظة المفرق منذ أيام
" السوريون ضيوف في الأردن وسط أقاربهم وامتداد لعائلات متشابكة " .
وهذا التصعيد الهستيري الذي تمارسه مشيخة قطر ربطته المصادر برغبة حكام السعودية وقطر الخروج من عنق الزجاجة ، حيث تشير المصادر أن ما يعلمه هؤلاء الحكام ويخفى عن الرأي العام قد يقلب الطاولة عليهم في أية لحظة ، فالمصادر تؤكد أن هناك أكثر من 70 إرهابيا من أخطر الإرهابيين من السعودية والكويت وعناصر أمن من قطر يقبعون في السجون السورية حيث تم اعتقالهم إثر تسللهم سرا إلى الأراضي السورية ثم مشاركتهم بتنفيذ عمليات التخريب وقتل أبناء الشعب السوري .
ذكرت صحيفة " السفير " اللبنانية انه منذ انتهاء رئيس بعثة المراقبين الفريق الأول مصطفى الدابي من تلاوة التقرير أمام اللجنة بدا التوتر واضحاً على القطريين واعتبروا ما قدم بأنه لا يعكس الواقع بدقة ، ورد الدابي عليهم بأن كل ما هو وارد في التقرير موثق ونحن لسنا مسؤولين عن أي شيء حصل قبل وصولنا ، وما فعلته المعارضة السورية أكثر بكثير مما قام به الجيش السوري ، فتطور الموقف بين الدابي ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الى الحد الذي قال فيه الدابي له
" أوقفوا تحريض الجزيرة والعربية، فتهدأ الأوضاع في سوريا " .
والمفاجأة ، بحسب مصادر في اجتماع اللجنة ومن ثم الاجتماع الوزاري العربي نقلت عنه الصحيفة خبرها ، كان موقف وزير الخارجية السعودي " سعود الفيصل " الذي كان هو رأس الحربة وليس القطريين كما كان يحصل سابقاً ، والتقديرات أن الانفعال السعودي متصل إلى حد كبير بخطاب الأسد الأخير .
وأضافت أن الفيصل قال كلاماً بحق الأسد في الاجتماع " خرج فيه عن اللياقة الدبلوماسية ".
واتهمه بعدم احترام أحد من القادة العرب . وفي الاجتماع الوزاري قال حمد بن جاسم إنه :
" إذا لم يكن سقف البيان عالياً ، سأبادر إلى اتخاذ مواقف أعنف " .
أما لبنان فاعترض على المقررات ، وعندما حصل التصويت أعلن النأي بالنفس ، ورد سعود الفيصل متهكماً على الموقف اللبناني ، لكن المسؤول القطري أبدى تفهمه وقال هذا ليس اعتراضاً ولا تحفظاً إنما نأي بالنفس . وقالت المصادر أن " العراقيين كانوا ميالين إلى الموقف اللبناني برفض القرار ، وعند التصويت أجروا اتصالات وعادوا وصوتوا إلى جانب القرار .
وأوضحت المصادر لـ " السفير " إن " الانطباع السائد في القاهرة أن تقرير الدابي برأ النظام بنسبة تزيد عن 70 في المائة " . وأن بند الإحالة إلى مجلس الأمن " ليس أكثر من علم وخبر " .
الرئيس السوري بشار الأسد بات في مرحلة التفكير بما بعد الفورة ، وهو في طور التحضير لكلمة يعلن فيها عن انتهاء مرحلة العنف وبدء مسيرة الإصلاح ، وذلك على اعتبار أن التوجه الرسمي ينحو صوب إعادة فرض الهدوء الكامل قبل مواعيد الانتخابات المفترضة في أيار المقبل .
الرئيس الأسد ما كان ليتخذ مثل هذا القرار الكبير والخطير لولا حصوله على الضوء الأخضر الروسي والإيراني ، كما أنه ما كان ليقوم بهذه الخطوة التي أكد على استمرارها كل من وزيري الخارجية والمغتربين وليد المعلم ، حين أعلن ان الحسم الأمني بات مطلباً شعبياً ، والداخلية محمد عمر الشعار عندما أكد أن قوات حفظ النظام ماضية في تطهير البلاد من رجس المسلحين ، من دون الحصول على ضمانات أكيدة بأن روسيا ستشكل السد المنيع أمام أي قرار دولي بفرض المزيد من العقوبات أو حتى التفكير بأي خطوة عسكرية محتملة، لاسيما أن الحسم بمفهوم النظام السوري يعني القضاء على مصادر الخطر ، من أي جهة أتى ، بما لا تستبعد المصادر معه أن تصل القوات السورية بحسمها إلى حدود لبنان الشمالية إذا لم يكن على تخوم الأراضي اللبنانية وداخلها أيضا .
نجح النظام السوري في تحويل « فخ » المراقبين لمصلحته . كان يراد للمراقبين أن يشجعوا على التظاهر ، فاكتشف المراقبون أن الوضع على الأرض مغاير للكثير مما تبثه الفضائيات . يقول تقرير دبلوماسي غربي أن خطة متكاملة كانت قد وضعت لاحتلال بعض الساحات الكبيرة في المدن الرئيسة وبينها دمشق من قبل المتظاهرين مع وجود المراقبين ، بحيث تتحول الساحات إلى ما يشبه ميدان التحرير في القاهرة . لم يتحقق شيء من ذلك ، لا بل تحقق العكس تماما ، حصل النظام السوري على اعتراف من فريق المراقبين ، وخصوصا من رئيسه الضابط السوداني محمد الدابي ،
بأن في المدن والأرياف السورية مسلحين.
وجد النظام السوري في المراقبين ما كان يبحث عنه طويلا . حصل على اعتراف عربي بوجود مسلحين من جهة ، وعلى غطاء روسي للقضاء على المسلحين من جهة ثانية .
يضاف الى كل ذلك ان قطاعات من الشعب السوري صارت تشعر بضيق شديد من انعدام الأمن في مناطقها فصارت تطلب وجود الجيش حتى ولو كانت ضمنياً من تيار المعارضة .
القراءة الامنية السورية استقرت على ان استمرار الوضع على ما هو عليه ، يعني السماح بتوسيع رقعة المسلحين وتشجيع الناس على التظاهر أكثر .
انتشر السلاح على نحو بات يهدد بـ « كسر هيبة » الدولة التي أصيبت أصلا بلكمات كثيرة كان أبرزها تفجير أبرز مقار الأمن والاستخبارات في دمشق .
من الصعب تصور اتخاذ القرار الأمني بالحسم من دون تنسيق دقيق مع الروس وعلى الأرجح مع الإيرانيين . المعركة لم تعد محصورة بسوريا . تسلسل الأحداث يوحي بأن موسكو وطهران ودمشق تخوض من على الأراضي السورية حربا إستراتيجية بامتياز . لا مجال للفشل أو التراجع .
الحسم الكامل اذاً هو الخيار الاستراتيجي .
لن تكون حمص وحماه وغيرهما استثناء بعد السيطرة على ريف دمشق . الدعم الروسي لا يقتصر على السياسة وإنما ثمة تنسيق أمني دقيق جدا وأسلحة روسية جاءت إلى ميناء طرطوس مرارا .
العودة إلى التصريحات الروسية حول سوريا والدرع الصاروخية والانتقادات الغربية للانتخابات في روسيا ، توضح أن موسكو تريد استعادة دورها العالمي وأنها قلقة من مستقبل المواجهة مع الغرب في العقود المقبلة جاءت الأزمة السورية تقدم لها وسيلة من ذهب في مواجهة المشاريع الغربية .
يقول سيرغي تشيميزوف المدير العام لمؤسسة « روس تكنولوجيا » الحكومية الروسية ، ان سوريا هي باروميتر صورة روسيا في الشرق الأوسط وإفريقيا . شدد هذا المسؤول الرفيع على ضرورة
" تنفيذ موسكو التزاماتها جميعا في مجال التعاون العسكري والتقني مع سوريا حتى لا تفقد روسيا سوق التسلح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا " .
العالم اذاً أمام تحولات إستراتيجية روسية سيطول أمدها وقد يتفعل أكثر لو عاد فلاديمير بوتين إلى السلطة في الانتخابات المقبلة . كيف يمكن لموسكو إذا أن تقبل بخسارة ورقة كبيرة كالورقة السورية في الوقت الراهن ؟ .
هذا الوضوح في الرؤية الروسية يتناقض تماما مع الغموض الغربي . جاء مسؤول أمني فرنسي كبير الى لبنان . أوحى كلامه بالضياع . فرنسا تتصدر قائمة العاملين على إسقاط بشار الأسد لكنها لا تعرف كيف . الجيش السوري لا يوحي بتفكك قريب . القوة الأمنية لا تزال بيد الأسد . الرئيس السوري يوحي لزائريه وكان آخرهم الوزير السابق وئام وهاب بأنه في ذروة اطمئنانه الأمني والسياسي . الشعب السوري منقسم وجل التقارير الدبلوماسية الغربية تؤكد أن الرئيس السوري ما زال يحتفظ بشعبية كبيرة. السفارة الأميركية في بيروت ومعها دبلوماسيون غربيون آخرون تحدثوا في الآونة الأخيرة لزوارهم عن شعبية للأسد لا تزال تتخطى 55 أو 60 في المائة.
قالت صحيفة « الغارديان » البريطانية قبل أيام :« إن التغطية الإعلامية الغربية لما يجري في سوريا تتجاهل معلومات واستطلاعات تناقض نتائجها الانطباع السائد وهو أن الشعب السوري يريد إطاحة الأسد ». أشارت الصحيفة إلى استطلاع للرأي جرى بتكليف من « مؤسسة قطر» كشف ان 55 في المائة من السوريين لا يرغبون برحيل رئيسها خوفا من حرب أهلية .
سأل المسؤول الأمني الفرنسي الذي زار بيروت مؤخرا عن حقيقة السلاح والمسلحين في سوريا .
قال ان باريس لا تعرف كيف يمكن سقوط الأسد ولا تعرف ماذا سيحل بسوريا لو سقط الرئيس .
أشار الى ضبابية في الموقف التركي توحي بتراجع أنقرة .
السوريون يعرفون لماذا أحجم الأتراك عن اندفاعهم حتى ولو بقيت التصريحات شاجبة . ثمة أمور أمنية لا تعرفها سوى أجهزة البلدين . ويعرف السوريون أيضا أن الجيش الأردني قتل شابا قبل فترة قصيرة لأنه حاول تهريب سلاح إلى سوريا. القرار الأمني الأردني حاسم بضرورة عدم التدخل . أما العراق فهو أكثر من أي وقت مضى سائر خلف الرغبة الإيرانية في مساعدة سوريا اقتصاديا .
الأميركيون بدورهم حائرون . هم يريدون إسقاط الأسد لأن لا خيار آخر لديهم الآن. ماذا يفعل باراك أوباما ؟ هو قال منذ شهر نيسان الماضي ان على الأسد الرحيل . كرر الأمر في بيان مشترك مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا في منتصف آب الماضي . لم يحصل شيء . ما زال الأسد قادرا على النزول إلى قلب دمشق يخطب بشعبه دون ارتداء واق للرصاص ومعه زوجته وأبناؤه . كل يوم يمر مع بقاء الأسد في السلطة هو خسارة لأوباما وساركوزي قبيل الانتخابات الرئاسية في بلديهما . هل يتركان الأسد في السلطة حتى الانتخابات ؟ الأمر صعب ، ولكن كيف ؟ .
لا أحد يملك جواباً . المصادر الغربية تفيد برغبة كبيرة في زيادة تسليح المعارضة . لا بد من نقل المعركة الى مرحلة أكثر دقة . المال موجود . دول الخليج دفعت الكثير في الأشهر الماضية . أقيمت خلية أزمة في فرنسا تضم الفرنسيين والأميركيين . الاتصالات مع أطراف المعارضة قائمة على قدم وساق . ليس مقبولا ترك الأسد يربح المعركة العسكرية .
حمص تحدد المصير
على أبواب حمص سيتحدد مصير أمور كثيرة . لو سيطر الجيش السوري على المدينة كما فعل مع ريف دمشق فسيقطع الطريق على المجلس الوطني السوري . هذا هدف كبير . منذ أعلن رئيس المجلس برهان غليون تحالفه مع رياض الأسعد صار السلاح والمسلحون محسوبين على المجلس . الخطة الأمنية السورية واضحة الأهداف . كل مسلح هو مشروع قتل . القرار المركزي السوري جازم في هذا السياق . باتت الأولوية هي القضاء على المسلحين وبعدها تعود السياسة ..
من مصلحة روسيا في الوقت الراهن التفاوض باسم نظام قوي . لمصلحتها إذا أن يسيطر الجيش السوري على أكبر عدد من المناطق . السياسة بعد وضع عسكري قوي أفضل من السياسة في ظل هشاشة نظام .
قال فيتالي تشوركين سفير روسيا في مجلس الأمن : " لقد وجدنا في مشروع القرار المغربي بعض العناصر التي كانت في مسودتنا وهذا يساعد على الأمل" . ترك الدبلوماسي الروسي الباب مفتوحا لتسوية ما. تريد موسكو قرارا يقتصر على 3 أهداف حددها لافروف ، وهي وقف العنف من قبل كل الأطراف ، وعدم السماح بتدخل عسكري خارجي ، والدعوة لمؤتمر حوار ومصالحة .
ماذا يفعل الروس لو وصل الحسم العسكري إلى أبواب حمص ؟ هنا بالضبط سيمارسون أقصى الضغوط على نظرائهم الغربيين . هم لا يريدون ضمنيا وقوع مجزرة . هذا سيضعهم في موقف أضعف ، ولكنهم قد يوظفون ذلك لفرض وجهة نظرهم القائلة بأنه لا بد من حوار سوري – سوري لإنقاذ سوريا وربما أيضا لإنقاذ ماء وجه المطالبين بإسقاط الأسد من دون القدرة على إسقاطه .
حدد لافروف قبل أيام قليلة خطوطا جاذبة للغرب حيال تسوية روسية ممكنة . قال إن :
" موسكو ليست حليفة لبشار الأسد، وان السوريين هم الذين سيقررون كيف يدار بلدهم ولا أعتقد أن السياسة الروسية تتمثل في مطالبة الناس بالاستقالة . تغيير الأنظمة ليس مهمتنا " .
هذا الكلام يرضي الغرب ولا يزعج سوريا . فروسيا تريد حوارا بين السلطة والمعارضة من دون شروط مسبقة . لو توصل الحوار الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات مقبلة وأدت تلك الانتخابات إلى رحيل الأسد فلا بأس ، أما أن يتم اللجوء إلى القوة العسكرية أو التدخلات الخارجية لذلك فإن موسكو مستمرة في رفضها لذلك .
سوريا بلد قوي بقيادة رئيسها وحنكة القيادة الحكيمة ولكن الايعاللوجستية الالي هؤلاء المستعربون من ابناء الخليج ان سوريا بلد كبير قوي على الأقل انها ومنذ عام \1940\ اتخذت موقفاً ثابتاً من الصهاينة ومنذ ذلك الوقت وهي تدرب وتتسلح وتدعم قدراتها العسكرية وامتلك الشعب السوري الفكر االعقائدي الثوري ولم يعد تنطلي عليه اكاذيب العرب وخداع العرب انهم يلعبون في الوقت الضائع ويستغلون ضعاف النفوس لتمرير بعض ما يستطيعون تمريره ولكن هذا يزيد من اصرارالأ السورية على مقاومة اي تدخل خرجي ان كان ثقافياً او عسكرياً او فكرياً فمهما بذلوا من جهود فهم يخادعون انفسهم تحيا سوريا