علي ابوحبله كتب لزهرة سورية : ما يجري في سوريا صراع بين مشروعين
يخطئ من يظن أن ما يجري في سوريا هو لمصلحة الشعب السوري أو لمصلحة الأمن القومي العربي أو امتداد لما يسمى بثورات الربيع العربي ،
إن ما يجري في سوريا في حقيقته صراع بين مشروعين ، مشروع الاعتدال العربي لنظام عربي قبل لان يكون أداه من أدوات التنفيذ لهذا المشروع الشرق أوسطي ، ومشروع مقاوم لهذا المشروع الأمريكي الصهيوني بالأداة العربية والذي عنوانه صمود سوريا والشعب السوري في تصديه لهذه المؤامرة والتي تشكل سوريا بموقعها وموقفها وبشعبها عقد تنفيذ هذا المشروع ، المعارضة السورية الخارجية في أغلبيتها رهنت نفسها لمصالح هي في حقيقتها بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية للشعب السوري وقبلت لان تكون أداة من أدوات تنفيذ المشروع الذي يستهدف موقف سوريا المقاوم والممانع ، المعارضة التي رهنت نفسها ووجودها تحت المظلة الخارجية حيث مجلس اسطنبول المسمى بالمجلس الوطني السوري ومركزه اسطنبول التمويل والتسليح خليجي عربي والدعم السياسي أمريكي غربي بقوى إقليميه محليه وقوى معارضة إقليميه تنضوي تحت لواء اسطنبول وحلفائها ، إن الصراع بين أجنحة وقوى المعارضة يعكس موقف الدول المتامره على سوريا ووحدتها وصراع في من يتحكم ويسيطر على الجيش السوري الحر والصراع بين الجيش السوري الحر والمجلس العسكري بين أجنحة المعارضة والقوى الحاضنة والداعمة ، ألجامعه العربية الفاقدة لوجودها والمرتهنة في قراراتها للاراده الامريكيه من خلال الهيمنة الخليجية على مقررات ألجامعه العربية المتمثلة في قطر والسعودية والتي فشلت في معالجة الأزمة السورية في إطار البيت العربي حين رفضت مواصلة فريق بعثة المراقبين العرب في استمرار عملها في سوريا وقيام الدول الخليجية وبعض الدول العربية بسحب مراقبيها من بعثة المراقبين بعد أن تبين أن تقريرها لا ينسجم مع المخطط المرسوم لسوريا ، قرارا لجامعه العربية باللجوء لمجلس الأمن في محاولة لتدويل الصراع في سوريا حيث اصطدم مشروع القرار العربي الغربي بالفيتو الروسي الصيني الذي اسقط المشروع لتدخل المنطقة والصراع على سوريا للعبة الدول وبالتالي إنهاء التحكم الأحادي الأمريكي في المنطقة ودخول الشرق الأوسط من جديد للحرب الباردة بهذا الصراع الذي تشهده المنطقة ما يعيد لعبة المصالح ألاستراتجيه لصراع السبعينات ، فشلت ألجامعه العربية بتصويب موقفها بقرارها القاضي لإرسال قوات لسوريا تحت ما يسمى بحماية المدنيين نتيجة تردد قوى دوليه وإقليميه لهذا المقترح لكون سوريا ليست ليبيا وللتخوف من خطوة كهذه لرفض سوريا المطلق لقرارات ألجامعه العربية لكون القرار المتخذ في ألجامعه العربية يمس بسيادة سوريا ، الدعوة لعقد مؤتمر تحت مسمى أصدقاء سوريا يعقد في تونس لأجل اتخاذ قرارات منها دعم المعارضة السورية وإعطائها الغطاء السياسي والدعم ألتسليحي والمالي واللجوء للهيئة ألعامه للأمم المتحدة لإصدار قرار لإدانة سوريا هو قرار غير ملزم ، إن التخبط العربي بسحب السفراء من قبل مجلس التعاون الخليجي وبتفعيل قرارات ألمقاطعه ضد سوريا والموقف الغربي الغير موحد بنتيجة الدعم الروسي الصيني لكيفية التعامل مع الأزمة السورية هو دليل ضعف قوى الاعتدال العربي تلك القوى التي قبلت بالاستظلال بالهيمنة الامريكيه وقبلت لان تكون أداة من أدوات تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي عنوانه التقسيم والفوضى والفتنه الطائفية ، إن جل ما تسعى لتحقيقه قوى المعارضة السورية من مؤتمر أصدقاء سوريا هو التدخل العسكري في سوريا من خلال اتخاذ قرار بمعزل عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحت مسمى حماية المدنيين السوريين بإنشاء مناطق عازله في سوريا وبحذر جوي على مناطق الممرات الامنه بالتدخل العسكري الأمريكي التركي الفرنسي يتيح لدعم المجموعات المسلحة التي أصبحت محاصره بعد قرار القيادة في سوريا لفرض الأمن وإعادة الاستقرار لكافة المناطق السورية ما اقلق القوى الداعمة للمعارضة السورية التي تشكل رأس حربة المشروع المرسوم لسوريا بإسقاط النظام وإخضاع الشعب السوري للمخطط الأمريكي الصهيوني المرسوم لسوريا والذي يفضي إلى عزل إيران وحزب الله بكون سوريا بموقعها وبموقفها الممانع تشكل الربط الجغرافي والسياسي لقوة المقاومة والممانعة في المنطقة ، إن دخول روسيا والصين على خط دعم القيادة في سوريا جعل المنطقة في صراع استراتيجي نتائج الحسم فيه تقرر مصير المنطقة وترسم ملامح التغيرات والتي عبر عنها بوضوح رئيس الوزراء التركي بتصريحه إن عدم إسقاط الرئيس السوري هو محاصرة لتركيا وإلحاق الخسائر بالاقتصاد التركي تحت طائلة الانتقام بنتيجة الموقف التركي من سوريا وبدعمها للمجموعات المسلحة والموقف نفسه ينطبق على دول الخليج التي هي الأخرى ترى بنجاح النظام في سوريا للخروج من أزمته محاصرة دول الخليج وتعرض أنظمتها للتغيير لكون تلك الدول غير محصنه بتركيبة الأنظمة فيها ، إن ما تتعرض له سوريا هو في حقيقته وواقعه ضد مصلحة الشعب السوري لان المؤامرة التي تستهدف سوريا تستهدف وحدتها الوطنية ووحدتها الجغرافية وهي تؤدي لتقسيم سوريا ضمن محاولات زرع الفتنة الطائفية وتحت طائلة الحرب الاهليه ، وما تصريحات العار ور الذي يجيز التدخل الخارجي وتصريحات القرضاوي إلا ضمن المخطط المرسوم لسوريا ضمن حملة إعلاميه تستهدف محاربة سوريا من خلال حملات التضليل الإعلامي وبث الفتن في المجتمع السوري بمفبركات إعلاميه ودعائية في معظمها تفتقد للحقيقة ، إن رفض المعارضة السورية للحوار واعتبار جميع الإصلاحات التي يقوم بها النظام أنها من الماضي وبرفع سقف مطالب المعارضة الخارجية التي هدفها إسقاط النظام وإحداث الفوضى وبث الفتن الطائفية إن هي إلا ضمن مخطط ما يرسم لهذه المعارضة وهذه ما عبرت عنه الناطقة الاعلاميه الامريكيه في معرض تعليقها على الاستفتاء على الدستور الجديد لسوريا المقرر في 26 شباط من الشهر الحالي واعتبرته مسرحيه علما أن الدستور الجديد الذي ألغى المادة الثامنة من الدستور واقر الحرية للمواطن والتعددية السياسية وتحديد فترة الرئاسة جميعها تعتبر مرحله متقدمه لبناء دوله عصريه تفتقد لوجود مثل هذا الدستور غالبية الدول العربية التي تدعم التدخل الخارجي في الشأن السوري وتتحكم في المعارضة للقبول من عدمه بمشاريع جميعها صناعه امريكيه اسرائليه ، إن ما يجري في سوريا أمر لا يتعلق بالديموقراطيه والحرية للشعب السوري ولا يمت بصله للحفاظ على الدم السوري كما يدعي المتباكون وإنما هو في حقيقته مشروع ومخطط مرسوم لإخضاع سوريا ، باستعراض لتلك المواقف لقوى إقليميه وتنظيميه من سوريا حيث ما عبر عنه زعيم حزب المستقبل وسمير جعجع رئيس القوات اللبنانية والتي جميعها تطالب للإطاحة بالنظام السوري وقيام تلك القوى اللبنانية بتقديم الدعم اللوجستي وإنشاء معسكرات التدريب وتقديم كل التسهيلات لإدخال السلاح والمال للمجموعات المسلحة إلا ضمن ما هو مخطط ومرسوم لأجل إسقاط سوريا ، إن دخول قوى معروفه بتوجهاتها وأفكارها وانتماءاتها المتعصبة على خط المعارضة والزج بعناصرها إلى الداخل السوري إلا ضمن حلقة ما يخطط لسوريا ، قبلت أنظمة الاعتدال العربي وعلى رأسها قطر والسعودية وبالتنسيق مع أمريكا وفرنسا وإسرائيل لتقديم كل العون المادي من سلاح ومال وتغطيه إعلاميه وسياسيه للمجموعات المسلحة لاستهداف الجيش العربي السوري والشعب العربي السوري لتكون تلك المجموعات رأس حربة الدفاع عن امن إسرائيل ودخولها المواجهة العسكرية باستهداف يستهدف الجيش العربي السوري لمحاربته في محاولة لإضعاف هذا الجيش لصالح امن إسرائيل وهيمنتها على المنطقة في محاولة لمنع الدعم عن حزب الله وتطويق إيران ضمن ما تسعى هذه القوى لتحقيقه بعد أن عجزت أمريكا وقوى الغرب في لجم جموح إيران لتحسين قدراتها النووية وعجز إسرائيل عن توجيه ضربه عسكريه لبرنامج إيران النووي ما يدفع تلك القوى لمشروع الفتنه الطائفية والمذهبية لتحقيق ما تعجز آلة الحرب الامريكيه الاسرائليه عن تحقيقه ،هذا بحقيقته يؤكد أن ما يجري في سوريا هو صراع مكشوف بين مشروعين مشروع قبل بالهيمنة الامريكيه والاستظلال بالحماية الامريكيه بتلك القواعد المتواجدة في دول الخليج العربي وتحديدا في السعودية ، وقطر ، والبحرين ، هذا المشروع يستهدف ما يجري في مصر وبهذا الصراع الذي تشهده ليبيا وباستغلال المال والقوى المتمثلة بالجمعيات والمؤسسات الممولة خليجيا ، أمريكا وإسرائيل وقوى غربيه جميعها تدفع بالأحداث في دول عربيه نحو الفوضى والفتن الداخلية لحرف مسيرة الثورة وما تطالب به الشعوب من حرية وديمقراطيه وعدالة اجتماعيه وإنهاء للهيمنة الامريكيه الاسرائليه على المقدرات العربية في تلك الدول الثائرة على أنظمتها لحرفها عن أهدافها وتجييرها لصالح المشروع الهادف لتحقيق الأمن لإسرائيل ولبسط الهيمنة والنفوذ على مقدرات ألامه العربية لصالح الاعتدال العربي بنظامه المتخاذل والمنهزم والهادف للتآمر على المصالح القومية العربية وعلى قوى المقاومة في المنطقة لصالح مصالح إسرائيل الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية هذا الصمت لهذا النظام العربي مما يجري في فلسطين من تهويد للقدس ومن توسع استيطاني قضى على أية آمال لدى الفلسطينيين لإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بهذا الاستيطان الموغل في الأرض الفلسطينية وبالسياسة الاسرائليه الرافضة لعملية السلام والانسحاب من الأراضي الفلسطينية لحدود الرابع من حزيران 67 ، إنها المؤامرة التي يتعرض لها وطننا العربي والتي لا بد من التصدي لها وإحباطها وإسقاطها من خلال الوعي الجماهيري لخطورة المشروع الأمريكي الإسرائيلي للشرق الأوسط الجديد على الوطن العربي وآلامه العربية بهذه الفتنه وهذا القتل الممنهج لما يشهده الوطن العربي بمؤامرة تهدف إلى الاقتتال الداخلي التي تستهدف أبناء شعبنا العربي في محاولة لاستغلال كل ذلك لهذا المشروع ألتدميري للوطن العربي واستغلال الإعلام التضليلي لتلك القنوات السائرة في ركب هذا المشروع والتي جندت إعلامها والقائمين عليه والمشاركين بهذا المشروع من قبل كل تلك المؤسسات والجمعيات الممولة والمدعومة بالمال الأمريكي تحت مسميات شتى تحت ما أصبح يعرف بالحرية والديموقراطيه بالمقياس الأمريكي خدمة لمشروعها الذي يتناقض مع موقف غالبية الشعب السوري والعربي وإصراره على مقاومة هذا المشروع الذي تنفذه وتتبناه دول ما يسمى بالاعتدال العربي