الورشة في مسرح دار الكتب الوطنية
ثاني أعمال المسرح القومي في موسم 2012 مسرحية الورشة للمخرج حكمت نادر عقاد والمؤلف نادر عقاد
لطالما تاق المسرح القومي الى الدماء الشابة لكي تعتلي خشبته وكان لها أخيرا هذا الحضور بعد أن قررت إدارة المسرح ان تفسح المجال لهذه المواهب الشابة أن تأخذ فرصتها لتقدم إبداعاتها ولكل من يقول أن هناك أزمة نص في المسرح كان الرد من خلال نص الورشة صريحا أن المسرح هو نبض الشارع وهاجسه الأول ومن هذا المنطلق كان هدف المؤلف والمخرج والفرقة وإدارة المسرح إلى دحض هذه المقولة لتثبت للجمهور أن هناك كتاب نصوص من الطراز الرفيع يمكنه أن يتنالوا هموم الناس بكل بساطة والتعبير عنها بطريقة رشيقة وبعيدة عن العبارات الرنانة والألفاظ الفجة ومن هنا أتى عمل الورشة بإبداع من المخرج الذي هضم النص بكل تفاصيله وفهم لعبة المؤلف ليكون عرض قريب من الناس .
وقد التقى موقع زهرة سوريا الفرقة قبل عرض الافتتاح في 16/2/2012 وكان لنا معهم هذا الحديث .
"تالار هراتوريان" ممثلة عملت في العديد من الأعمال المسرحية والإذاعية والتلفزيونية وهي تعتبر تجربتها الأولى في المسرح القومي نقلة نوعية لمسيرتها الفنية وتحدثنا عن دورها بالعرض أنها تلعب شخصيتان متناقضتان في العرض سلبيه وايجابيه فهي أولا كانت تسعى لإغواء احدهم لتعيش فتصنع شخص سيئ يخرج عن سيطرتها فيما بعد ولكنها كانت تجاريه لأنه كان يلبي مطالبها أما الشخصية الثانية فهي بائعة البندرة التي تمثل الأصالة والعراقة وكيف كان الناس سابقا من طيبة ومودة وحب وتسعى لان تشاركهم بإصلاح السيارة لتسير المركبة أي أن الإصلاح يتم بتضافر جهود الجميع ولا بإلقاء اللوم على الآخرين ونتعاطى بشكل سلبي مع الأمر .
أخيرا تشكر تالار كل من ساهم في منحها هذه الفرصة لتكون على خشبة المسرح القومي وترجو أن تكون قد وفقت في تقديم مستوى طيب وهذا سيعود تقديره للحضور .
"محمود هارون" من الممثلين الذين كان لهم تجارب انطلاقا من المسرح المدرسي والشبيبي ومسرح المنظمات المختلفة يتحدث عن تجربته هذه مع حكمت عقاد أنها أكمال لتجارب سابقة بدأت مع والده الأستاذ نادر عقاد وصولا للعمل مع حكمت في هذا العرض انه كان شكل مختلف لأنه تعاطى مع كل أشكال الفنون من رقص تعبيري وغناء وتمثيل فقد كان العرض غني بكل أنواع الفنون ولدى سؤالنا له عن موضوع الشللية كما يعبر عنها بالوسط الفني أن هذا المخرج لا يعمل معه إلا مجموعة معينة من الممثلين فما هو مدى التأثير السلبي أو الايجابي لهذه الحالة فقال هارون : أن هذه الحالة صحية لان المخرج يعرف إمكانيات كل ممثل وهو أدرى باحتياجاته لكل ممثل وأين سيجده بأي دور وهو رغم انه تعامل مع العديد من الفرق إلا انه كان يلبي دعوة الفنان حكمت عقاد عند كل عمل وهي فرصة طيبة له وللمخرج الذي يسعى دائما لتقديم شيء مختلف بكل عرض من عروضه وهو يتمنى أن يكون المسرح القومي بحلب شبيها بمسرح قومي دمشق يقدم المسرح على مدار العام وعرض وراء عرض بحيث لا تقف عجلة المسرح أبدا . رغم وجود مسرح حلب الدائم للهواة الذي يفتح المجال أمام الفرق الهاوية بتقديم عروضها وبدعمها ماليا وتقديم ما يقدمه المسرح القومي بشكل أو بأخر ولكن يبقى المسرح القومي له نكهته الخاصة وبريقه المختلف عن كل الجهات التي تعنى بالعمل المسرحي والفني .
"يمان الخطيب" من مسرح الطلائع إلى المسرح المدرسي إلى الشبيبي إلى مسرح الطلبة نهاية بالمسرح القومي وهي تجربة وصلت إلى النضوج في هذا المجال من العمل الفني الفنان يمان الخطيب هذا العمل الذي تشارك فيه كممثل في هذا التوقيت مما يحصل من أحداث ما رأيك فيما يقوله هذا العرض والى من هو موجه بالتحديد انه عرض موجه إلى كل شرائح البلد وهو دعوة للجميع للتعاون والتعاضد لنصل إلى بر الأمان والسيارة المعطلة بالعرض والتي تم إصلاحها وصعد إليها الجميع دلاله على أن العرض يخاطب كل الإطراف ليشاركوا بالإصلاح ويسيروا بالوطن إلى بر الأمان ولم يستثنى احد رغم كل المعوقات التي تقف في وجه هذه السيارة .
الفنان "محمد سالم" عضو نقابة الفنانين والذي تمرس في مسارح عدة أسوة بباقي أعضاء الفرقة ابتداء من المسرح المدرسي وانتهاء بالمسرح القومي مرورا بالأعمال الدرامية التلفزيونية قال : انها تجربة رائعة تلك التي أخوضها الآن وقد إضافة لمسيرتي بعدا أخر لأنني ومن خلال هذا العرض أظهرت كل ما لدي من فنون في الرقص والغناء إضافة إلى التمثيل وهي فرصة نادرة لأي ممثل أن يختبر كل هذه الفصول بمسرحية واحدة وأتمنى أن أكون والفرقة قد استطعنا أن نقدم المتعة والفائدة لجمهور المسرح في هذه المدينة العريقة بالأدب والفنون .
أما الفنان "احمد عيد "فهو الذي بدأ أيضا في المسرح الشبيبي والمسرح التجاري يجد في هذا العرض فرصة لإظهار أبدعاته كممثل خاصة وانه كان يقدم أعمال مع المسرح التجاري أو الخاص كما يقال وقد ساعده أن العرض يقدم باللهجة المحكية وليس بالفصحى كما هي باقي أعمال المسرح القومي ولم يجد نفسه خارج السرب بل كان ضمن هذا المزيج يعبر عن مفرداته ببساطة وسلاسة وهي فرصة له لكي يعطي أفضل ما لديه ويقدم دوره بانضباط ضمن الفرقة وليس كما كان في المسرح الخاص يفعل ما يحلو له وذلك لأنه هناك يجاري العديد من الممثلين في الارتجال والخروج عن النص حسب تفاعل الجمهور وهو لا يمانع أن يكون منضبطا إذا كان ما يقدمه من أداء يتواءم مع روح العرض فهو في هذا العرض وجد أن الجميع يعمل من اجل العرض وليس من اجل المجد الشخصي كما يحصل في العروض الخاصة.
"محمد شما" الفنان الذي كان مؤخرا له حضورا على الساحة الفنية بالمسرح القومي والتلفزيون من خلال عروض المسرح القومي والتلفزيون عبر مسلسل المنعطف
وهو قد بدأ بالمسرح الشبيبي مع الراحل محمد طيلون إبراهيم جنيد ومحمد سالم وأسامة عكام وقد انضممت للمسرح القومي منذ عام 2000 وهو كان يحاول جاهدا أن يستفيد من كل تجاربه في هذا المسرح وصولا إلى هذا العرض الذي يعتبره شكل أخر للعروض التي قدمها سابقا لأنها كانت لحمة متماسكة ومتجانسة لأنهم على تواصل مع بعض بالبروفات وخارج البروفات والعرض يتحدث بأحد جوانبه عن القمع النفسي للشخوص لبعضها ومقولة العرض حسب رأيه أن الإصلاح يتم بكل بساطة بالحب والإخلاص وبالتعامل ببساطة مع الأشياء دون فلسفتها لنصل بالوطن إلى بر الأمان .
"حكمت نادر عقاد" مخرج العرض من فنان دخل المسرح من أوسع أبوابه منذ نعومة أظافره مذ كان طفلا في مسرح الطلائع يشارك مع والده انتقالا للمسرح المدرسي والشبيبي والمسرح الجامعي ولدى سؤالنا عن تجربته في المسرح القومي قال : لقد تلقيت دعوة من إدارة المسرح القومي ولبيت الدعوة وقدمت النص الورشة للإدارة وتمت الموافقة عليه وحددت أسماء الممثلين بالعرض وتمت المصادقة عليهم دون اي تحفظ فقد كان لدي الأريحية بالعمل وبذل فريق العمل جهدا كبيرا خلال التدريبات مع المتميز ريزان عبدو مدرب الرقصات والحركات التعبيرية والتشكيلات الجسدية وهذه تكريس للتجارب السابقة مع ريزان في عروض مختلفة سابقة وهو لا يتعامل بدكتاتورية بأي عرض ينجزه ويتعامل بديمقراطية تامة والعرض خرج للنور بتضافر جهود الممثلين جميعا وقد ذكر أن العشر دقائق الأولى في عرض الافتتاح كانت نتيجة التوتر الحاصل كونه العرض الأول وهو خطأ غير مقصود وسيتم تلافيه في العروض القادمة .
ولدى استفسارنا عن أن كان قد تم إعداد النص أو حذف أو شطب جمل معينة قال العقاد الابن : أن المؤلف موجود وكان هناك تواصل معه دائم وتمت المناقشة معه والتنسيق معه لإجراء التعديلات البسيطة للوصول إلى الصيغة النهائية وأنا ضد أن يتم حذف عشوائي لأي نص فالنص المسرحي يجب احترامه وإذا كان أي نص مسرحي عليه ملاحظات وغير قابل لتجسيد فلا داعي لتناوله أصلا .
أما بالنسبة للمدرسة الإخراجية لهذا العرض فهي مزج بين عدد من المدارس الإخراجية لأنها طريقة اعتمدها دائما خلال تجربتي الإخراجية رمزي وتعبيري وكلاسيكي وحتى المسرح التجاري كان له حضور ضمن العرض لهذا فقد تعب الممثلين معي كثيرا من خلال التدريبات للجهد الذي بذل خلال البروفات وأنا ضد سياسية الإلغاء والحياة تتسع للجميع وكل يشكل زهرة وجميعهم يشكلون باقة متنوعة وجميلة ومثال ذلك الفنان خالد أبو بكر مخرج قادم من دمشق واخذ فرصته بالمسرح القومي وتميز وكذلك هناك شاب موهوب كان يزورني دوما بالبروفات هو الفنان محمد دباغ وأنا أرحب بكل من يريد أن أكون معه او يكون معي ولا أمانع أي حالة من هذه الحالات المهم أن نترك الأثر الطيب فنيا وخلقيا .
أما مشهد السلومويشن أو العرض البطيء الذي تمت استعارته من مسرحية مدرسة المشاغبين بحذافيره تفاؤلا مني لأنني أتمنى أن يصل فريق العمل معي لما وصل إليه نجوم مدرسة المشاغبين وهذه أمنية أتمنى أن تتحقق .
نهاية نشكر حضور موقع زهرة سوريا وأود ان اشكر
ادارة المسرح القومي الأستاذ : أسامة السيد يوسف – المؤلف : نادر عقاد ,
الرقصات والديكور: ريزان عبدو – مساعد مخرج سعيد خليلي – هندسة الصوت :
بيبرس ماوردي – هندسة الإضاءة : عمار جراح – تنفيذ الاضاء : نوفل جدوع
بداية اود ان اشكر اسرة العمل على المجهود العضلي الذي بذل في مسرحية الورشة ثم اسمحوا لي ان انعي لكم اصالة وحضارة المسرح القومي في حلب فبعد عرضين متتالين هوى المسرح القومي لمرحلة ما قبل المسرح المدرسي والشبيبي اما بالنسبة لمسرحية الورشة فهي عبارة عن تزاوج مقيت بين هبوط المسرح التجاري والرمزية السوداء للمسرح القومي في حلب .. فلم استطع الضحك كما افعل عندما احضر عمل تجاري … ولم استطع التصفيق كما افعل مع عروض المسرح القومي ….المسرحية كانت ((((تحويشة )))) بين الاب والابن ((عقاد)) غاب عنها محمد شما ومحمد سالم الذين اعرفهم وحتى احمد عيد الذي اعتاد تقمص المرحوم عبد الرحمن لم يفلح هذه المرة والباقي لم اجدهم اصلا….. للامانة وجدت مشاهد كان يجب ان تكون جيدة لكنها قتلتني وقتلت المسرح الذي كان يجعلني احلق عاليا ……… . ثقتي بتفهمكم ونشركم لهذا التعليق لأني اجد في موقعكم متنفس للحرية …والادب ….. والشكر ايضا للسيد اسامة السيد يوسف الذي خرج مبتسما بعد ان رأى العمل .. وانا ظننت ان سيارة الاسعاف التي مرت بجوار المسرح اتت لتقله . الحمد لله على السلامة ……………………..ae
شكرا للأستاذ ياسين عدس على الجهود المبذولة من اجل التغطية الشاملة للمسرحية و لفريق العمل.