مؤتمر تونس من اجل سوريا .. صراع مصالح .. وإخفاق في تنفيذ المخطط الأمريكي الغربي بالغطاء العربي

ما يسمى بمؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس في الرابع والعشرين من شباط وحضرته ما يقارب خمسون دوله على رأسها الولايات المتحدة الامريكيه ممثلة في وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزراء خارجية ومندوبين من دول عربيه
وأوروبيه وإفريقيه وأسيويه ومنظمات دوليه وحقوق الإنسان بغياب روسيا والصين والهند وناي لبنان بنفسه لحضور هذا المؤتمر ، المؤتمر في غاياته وأهدافه وتطلعات القائمين عليه على غرار مؤتمر لندن بالشأن الليبي الذي عقد في 21 مارس 2011 الذي شارك فيه عدد كبير من الدول التي كانت تساهم في مساعدات ألبعثه الانسانيه في ليبيا وتمخض المؤتمر في حينه عن تشكيل مجموعة اتصال الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي”. يضم المؤتمر مجموعة الاتصال حول ليبيا وتضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدول المشاركة في العمليات العسكرية ضد قوات العقيد ألقذافي في حينه ، عقد مؤتمر في الدوحة تحت اسم أصدقاء ليبيا لدعم المجلس الانتقالي وتدريب القوات الليبية وتشكيل قوه عسكريه لحفظ الأمن والاستقرار في ليبيا كما يدعون حيث تعاني ليبيا من فوضى عسكريه وفوضى السلاح وانعدام الأمن وآخر الأنباء عن وضع ليبيا الاجتماع الذي عقد بين أنصار ألقذافي وماكين حيث قدم ماكين اعتذار الرئيس الأمريكي اوباما عن ما جرى لقوات العقيد ألقذافي والوعد الأمريكي بإقامة دوله لأنصار ألقذافي في جنوب ليبيا ، إذا كانت تلك الأنباء صحيحة فليبشر الداعمون لثورات الربيع العربي وليبشر النظام العربي ؟؟؟ فهذا هو ؟؟؟ المخطط للشرق الأوسط ؟؟ بالفوضى ألخلاقه فوضى السلاح ؟؟؟ والفتن الداخلية؟؟؟ لمخطط برنار ليفي مفجر الثورات للربيع العربي ؟؟؟ الهادفة التقسيم الفعلي للبلدان العربية ؟؟؟ وبداية التجزئة الامريكيه الاسرائيليه الغربية ضمن ما يسمى الشرق الأوسط الجديد بالهيمنة الاسرائيليه …. ، مؤتمر تونس بشان المخطط المرسوم لسوريا في واقعه وحقيقته هو امتداد لتلك المؤتمرات التي عقدت بالشأن الليبي بفارق أن أمريكا وحلفائها عاجزون عن تنفيذ مخططهم في سوريا لأسباب أن سوريا بموقعها الجغرافي … وبتحالفاتها الدولية والاقليميه … هي ليست ليبيا …لما يربط سوريا من علاقات استراتجيه بروسيا والصين ولما تتمتع به سوريا من موقع جغرافي.. وموقف استراتيجي … يجعلها محورا أساسيا… وركيزة أساسيه… في تصدرها قوى الممانعة في المنطقة بتحالفاتها مع إيران وقوى المقاومة وعلى رأس هذه القوى حزب الله ، إن مؤتمر أصدقاء سوريا ؟؟؟ الذي تم عقده في العاصمة التونسية جاء بعد فشل الجامعة العربية بتمرير مبادرتها ومخططها بمجلس الأمن لتدويل ألازمه السورية .. ألجامعه العربية بمواقفها وقراراتها أصبحت رهينة مجلس التعاون الخليجي ومواقفها من ثورات الربيع العربي وفق المخطط المرسوم لدول الاعتدال العربي من قبل حلفاء دول الاعتدال ممثلة بأمريكا والغرب ، إن اصطدام المبادرة العربية الغربية بالفيتو الروسي الصيني المزدوج أفقدت المتآمرين على سوريا ووحدتها صوابهم وأربكت مخططاتهم بمشروعهم للشرق الأوسط الجديد ، إن المراهنات على هذا المؤتمر قد فشلت جميعها في ظل المعارضة الشعبية لقوى سياسيه على الساحة التونسية والتي اعتبرت عقد المؤتمر خيانة عربيه واحتضان الحكومة التونسية للمؤتمر يعد جريمة بحق سوريا ألدوله المقاومة والممانعة في المنطقة وان التعبير الشعبي للتونسيين جاء ليؤكد أن الوعي العربي بعي أهداف المؤامرة التي تستهدف سوريا الذي هو استهداف للامه العربية وثورتها الشعبية ، رسالة التونسيين واحتجاجاتهم كانت وقع الصاعقة على أسماع المؤتمرين وهم يهتفون ضد دول الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر وضد السياسة الامريكيه ومخططها المرسوم للمنطقة وجاءت تعبيرا لنصرة القضايا العربية القومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، إن هذا الموقف لتنظيمات وأحزاب تونسيه أربك حكومة منصف المرزوقي وأربك وزارة الخارجية التونسية التي عبر وزير خارجيتها في مؤتمره الصحفي الذي خرج به على الصحافيين بالنتائج التي خرج بها المؤتمر ليقول أن سوريا بموقعها وبعلاقاتها تعد محورا وانه لا يمكن التدخل العسكري في الشأن السوري وان جل اهتمامات المؤتمر انصبت على الانتقال السلمي للسلطة لتحقيق الحرية والديموقراطيه بحسب ما يدعيه وإيجاد ممرات آمنه لإدخال المساعدات لسوريا وان موضوع الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ترك أمر الاعتراف به لمؤتمر تركيا المنوي عقده في اسطنبول ، إن المؤتمر كان في حقيقته وواقعه مهزلة من تلك المهازل التي عليها النظام العربي حيث افقدهم المؤتمر لبوصلتهم السياسية وجعلهم يغرقون في أحلامهم وأهوائهم بما يبدد مخططاتهم ، كشف المؤتمر القناع عن تلك الدول التي هي في واقعها وحقيقتها أداة من أدوات تنفيذ المشروع الأمريكي ، إن تصريحات وأقوال وزير الخارجية السعودي والتي عبر فيها عن موقف السعودية الداعم للمعارضة السورية التي يدعمها بالمال والسلاح حيث قال " يجب نقل السلطة في سوريا طوعا أو كرها " معتبرا أن هذا السبيل الوحيد لحل ألازمه في سوريا " هو تعبير صريح وواضح عن سياسة السعودية الداعمة للتدخل الخارجي وتدويل ألازمه السورية لقد بلغت حدة تصريحات وزير الخارجية السعودي لفقدانه للديبلوماسيه واتصافها بالعصبية حين قال " أن النظام السوري فقد شرعيته وأصبح أشبه بسلطة احتلال " معتبرا أن التركيز على المساعدات الانسانيه للسوريين لا يكفي متسائلا هل نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للسوريين ثم نتركهم لآلة لا ترحم وهو بهذا ما يعني تلك المجموعات المسلحة التي تم إدخالها لسوريا لتعبث في الأمن السوري ، إن كلمة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم لا تقل سخونة عن وزير الخارجية السعودي حين دعا لإرسال قوات عربيه ودوليه لسوريا حيث جاءت كلمة كلينتون وزيرة الخارجية الامريكيه لتتوافق وتلك التصريحات وفي نفس السياق حين قالت أن الولايات المتحدة الامريكيه تعترف بالمجلس الانتقالي السوري ودعوتها للجيش السوري بالعصيان محذرة النظام من دفع الثمن غاليا فيما سمته بمواصلة انتهاك حقوق الإنسان ودعت في كلمتها لمقاطعة النظام وسحب السفراء ، موقف الخارجية الامريكيه جاء متوافق وما تقوم به دول عربيه من تسليح للمعارضة السورية المسلحة وتمويلها إذ سبق لوزيرة الخارجية الامريكيه أن حرضت المسلحين السوريين على عدم تسليم أسلحتهم والاستفادة من مرسوم العفو الصادر بحقهم و في نفس سياق ما دعت إليه كلينتون والسعودية من تسليح للمعارضة السورية هو ما يدعو إليه أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي لتزويد المعارضة بالسلاح وعلى رأسهم جون ماكين زعيم الاغلبيه بالحزب الجمهوري ورئيس لجنة الشؤون الخارجية وليندي جراهام ونظيرهما المستقل جو ليبرمان كما طالب هؤلاء باستخدام الطائرات بدون طيار لمراقبة تحركات قوات الجيش السوري ، إن المؤتمر في جوهره وواقعه صناعة المتآمرين ليس على سوريا وإنما على ألامه العربية وقضاياها القومية وعلى رأسها قضية فلسطين ودعم احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والعربية ، إن غايات وأهداف ما يسمى بأصدقاء سوريا هو بتحقيق الحشد الدولي ضد سوريا التي ما زالت وستبقى مستعصية على التآمر عليها بموقفها الصامد بقوة وتماسك شعبها وتماسك جيشها والذي يشكل صمودها ضربة صارخة لكل تلك القوى المشاركة في المؤامرة عليها ، إن مهزلة المؤتمر بتلك الخلافات التي عليها المعارضة السورية حيث انعكست نتائج المؤتمر شتما وسبابا على تونس والتونسيين من تلك المسماة الهيئة ألعامه للثورة السورية وما صرح به بسام جعاره وغيره عن نتائج المؤتمر التي وصفها بأنها لاتلبي الحد الأدنى للمعارضة وشكك بمصداقية المؤتمر ما يؤكد أن المعارضة السورية ستبقى منقسمة على نفسها وأنها ستبقى على رغبتها في التدويل والتدخل العسكري وهو ما عبر عنه سعود الفيصل بالقول أن الناي عن التدخل العسكري في المؤتمر جعل سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لينسحب من المؤتمر ، إن نتائج وانعكاس مؤتمر تونس قد كشف النظام العربي وعراه على حقيقته وان هذا النظام في تعامله مع القضايا القومية العربية أسوة بالتعامل الأمريكي يتعامل بمكيالين ، هذا النظام العربي الذي يصف نفسه بالمعتدل وهو يصف النظام في سوريا بسلطة احتلال وهو يتناسى الاحتلال الحقيقي والواقعي في فلسطين وتناسى الاحتلال الأمريكي للعراق وإبادته للشعب العراقي ، وتناسى جرائم أمريكا في العراق وأفغانستان ، هذا النظام العربي لم يصدر بيان استنكار لحرق المصحف الشريف في قاعدة باغرام في أفغانستان ولم يصدر عن هذا النظام بيانا أو موقفا من عملية الاقتحام اليومي للمسجد الأقصى ولا موقفا جادا من بناء الكنس بالقرب من المسجد الأقصى أو الاستيلاء على ارض البراق الملاصقة للأقصى ولم يستنكر الاستيطان وتواصل البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو نفسه النظام العربي الذي يدعي دفاعه عن الحق السوري عجز عن حماية قتل المدنيين الفلسطينيين في حرب الرصاص المصهور الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزه لم نسمع سحبا للسفراء العرب من تل أبيب ولا إغلاقا لمكاتب التمثيل الاسرائيليه المنتشرة في العديد من الدول العربية ، إسرائيل تحتل أراضي ثلاث دول عربيه وتعمل على تهويدها والاستيطان فيها وتهود الأقصى والأماكن ألمقدسه ولا ندري إن سقطت سهوا أو عمدا من قاموس الديبلوماسيه العربية وسبق لهذه الدول أن بررت الحرب على لبنان من قبل إسرائيل في تموز 2006 ووصفت حزب الله بالمغمور ، هذه الدول من عملت على تقسيم السودان وفصل جنوبه عن شماله وهي من تدعم الخلافات الحزبية والطائفية في لبنان وتدعم فريق على آخر وهي من شرعت للناتو للتدخل بالشأن الليبي وشرعت القتل المجاني لليبيين تحت حجة حماية المدنيين الليبيين لقد كان الأجدر بهذا النظام العربي لو دعا إلى مؤتمر لنصرة الحق الفلسطيني وإنهاء الاحتلال لفلسطين الذي عمره الآن 63 عاما وكان بودنا لو أن وزير الخارجية القطري قد دعا لتشكيل قوه عربيه دوليه لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لهذه الأرض العربية وتحرير وحماية الأقصى من التهويد وكان بودنا لو أن تلك الأموال التي تصرف للمخطط الذي يستهدف امتنا العربية صرفه على مشاريع في القدس منعا للتهويد ونصرة للأقصى أو تم صرفه من اجل دعم مشاريع استثماريه للقضاء على البطالة وتشغيل العاطلين عن العمل في العالم العربي ، مؤتمر تونس تحت مسمى أصدقاء سوريا هو في واقعه وحقيقته لتدمير سوريا وإخضاعها وإخضاع شعبها ومقدرات شعبها لأجل التجاوب مع ما هو مرسوم لسوريا ، لكن الإرباك الذي عليه القائمون على تنفيذ المخطط جعلهم في حيرة من أمرهم ووضعهم أمام واقع كان يجهلوه وقد غرر بهم من معارضة بعيده عن وطنها وهموم شعبها ، إن الإصلاح في حقيقته وواقعه مطلب شعبي وان الإصلاح لا يتم إلا بالاراده الوطنية وان ألمطالبه بالتدخل العسكري للتغيير أمر مرفوض شعبيا وهو أمر غير مستصاغ وهو يأتي في سياق إخضاع سوريا والوطن العربي للهيمنة الامريكيه والغربية والاسرائليه الأمر الذي ترفضه الشعوب العربية وهذا ما عبر عنه التونسيون الشرفاء برفضهم لانعقاد المؤتمر الذي وصفوه بالخيانة على الأرض التونسية