المعركة في حمص حُسمت
أكد تقرير منشور على شبكة فولتير الإخبارية الفرنسية أن القيادات العسكرية السورية اعتبرت أن معركة حمص ربحت في 13 شباط وقدمت تقريرها للرئيس الأسد أنها انتهت يوم الخميس 23 شباط في الساعة 19:00 ( السابعة مساءا).
النصر بالنسبة للعسكريين هو ليس مثله بالنسبة للمدنيين بالعودة الى الحياة الآمنة, فالواقع الآن هو كوضع الجراح الذي أنهى عملية جراحية ناجحة, و المصاب يحتاج الى أشهر من الرعاية وسنين من إعادة التأهيل, وخاصة أن نهاية المعركة بالنسبة لهم ( العسكريين ) هي أن المتمردين قد حوصروا في منطقة مطوقة ولا يشكلون تهديدا أمنيا خطيرا.
وإليكم المراحل المتعاقبة لمعركة حمص:
1- في الأيام الأولى تم استخدام الصواريخ المضادة للدروع من قبل المتمردين لوقف تقدم قوات الجيش السوري و خصوصا صواريخ ميلان.
2- قامت القوات السورية بقصف مراكز اطلاق الصواريخ مما اضطر المتمردين للتجمع في منطقة واحدة.
3- وأخيرا حاصرت القوات العسكرية مركز تجمع المتمردين, مخترقة إياه و بدأت بتحريره شارعا تلو الأخر, لتجنب الوقوع في كمائن من الخلف, حيث تقدم الجيش السوري صفا صفا, مما أبطأ من سرعة تقدمه.
هذه المنطقة المطوقة كان يسكن فيها سابقا حوالي 40 ألف مدني, أما الآن فأعداد المدنيين فيها غير محددة وذلك بسبب اعمل العصابات المسلحة, وعلى الأغلب لم يتبق فيها سوى القليل ممن لم يستطيعوا الهرب في الوقت المناسب, إضافة الى 2000 مسلح مما يدعى "بالجيش الحر".
وهذه التسمية "الجيش الحر" تضم مجموعات متنافسة ينقسمون الى تيارين رئيسيين, من جهة هناك التكفيريين و الذين يعتبرون أن الديمقراطية تتنافى مع الإسلام .
ومن جهة أخرى هناك المجرمون الذين جندوا لدعم وتقوية "الجيش الحر" و هؤلاء فقدوا تمويلهم وبالتالي تحولوا الى قوة مستقلة لا تتبع نفس المنطق الذي يتبعه التكفيريين.
كما أن معظم المقاتلين الأجانب غادروا حمص قبل إحكام إغلاق معقل المسلحين فيها و تجمعوا في شمال إدلب.
لدى المتمردين في بابا عمرو مخزون كبير من الأسلحة والذخائر، وفي الظروف الراهنة لم تعد هناك قابلية لتعزيزها، وعاجلا أو آجلا سيتوجب عليهم تسليم أنفسهم. وتحتوي ترساناتهم على بنادق قناصة ليلة الرؤية دراغونوف، فضلا عن قذائف هاون 80 ملم إلى 120 وكميات لا تحصى من المتفجرات.
لقد حولوا الأقبية الى مستودعات للأسلحة و قاموا حتى باستخدام المجاري كمخابئ للأسلحة.
وعلى عكس ما تم تناقله فإن تلك المجاري أضيق من أن تسمح لهم بالتنقل فيها.
وبالمقابل فإن الأنفاق التي حفرت في الأيام التي كانوا يتمتعون فيها بحماية محافظ حمص السابق لم تعد مهواة وغير قابلة للاستخدام.
لقد قام السكان المحليون بدعم المتمردين لفترة, ولكنهم الآن يستعملون كدروع بشرية وجميع المدنيين الذين حاولوا الهرب تم قنصهم وتصفيتهم من قبل المتمردين, وليس باستطاعتهم التمرد على سطوة المسلحين لأن معظمهم مسنون.
يمكن الافتراض أنه في المدى المتوسط و بسبب التصدع بين المتمردين وافتقارهم للدعم الشعبي, وجفاف التعزيزات الخارجية فإن هذا قد يدفع بعضهم للاستسلام, أما التكفيريين فقد يقررون القتال حتى الموت.
حالياً، لا يسمح المتمردون للمدنيين بالهرب من المنطقة ويقومون بتفجير المنازل الخاوية بمعدل اثني عشر منزلاً يومياً.
وزيادة على ذلك يقوم المتمردون الكوماندوس المتمركزين خارج المنطقة المطوقة بمهاجمة معسكرات الجيش السوري لتشتيتهم وإضعاف القبضة العسكرية على المجموعات المحاصرة في حمص. وهم يلجئون غالباً لتفجير السيارات مما يفسر الحاجة لضبط السرعة بالمطبات الطرقية.
إن بابا عمرو لا تقصف، القصف الوحيد الموجود هو قذائف الهاون التي يطلقها المتمردون على الجيش الوطني.
استسلم أمس عدد من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة في بابا عمرو للجهات المختصة. حيث قام أكثر من 40 مسلحا بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة وطلبوا أيقاف أطلاق النار. وتسليم كل الاسلحة. وتسليم كل المسلحين الذين من غيرالجنسية السورية للجهات المختصة. والأعفاء عنهم بأي صيغة ( المسلحين السوريين ) أي أحرار طلقاء.
إلى ذلك فككت عناصر الهندسة ست عبوات ناسفة معدة للتفجير عن بعد تتراوح أوزانها بين40 و50 كيلوغراما زرعتها مجموعات إرهابية مسلحة قرب بلدة عويد في جبل الزاوية بريف إدلب.
وفككت عناصر الهندسة أيضا أربع عبوات في بلدة كنصفرة زنة الواحدة منها 100 كيلوغرام موضوعة ضمن مدافىء حمامات زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة لاستهداف المواطنين وقوات حفظ النظام.
وتواصل المجموعات الإرهابية المسلحة اعتداءاتها على الكوادر الطبية وسيارات الإسعاف حيث أقدمت مجموعة إرهابية أمس على خطف سيارة إسعاف تابعة لمنظومة إسعاف مشفى حلفايا الوطني بحماة أثناء محاولتها نقل مريض من بلدة طيبة الإمام إضافة لسرقة سيارة بيك آب تابعة للمشفى.
ونقل مراسل سانا بالمحافظة أن عناصر حفظ النظام عثروا أمس في مدينة حماة على جثتين الأولى لـ اديبة الهزاعي 50 عاما والثانية لـ وجيهة محمد الحبط وذلك في شارع الأربعين بمدينة حماة مصابتين بعدة طلقات نارية في الرأس والصدر موضحا أن أربعة مسلحين أقدموا ليلة أمس الأول على اقتحام منزل المواطنتين المذكورتين في شارع الأربعين واختطافهما.