إضراب عام في حماة وسماع دوي انفجارات
حسب صحيفة الوطن فقد استجابت حماة طواعية أو رغماً عنها، إلى إضراب عام نفذته يوم أمس حتى الصيدليات التي كانت تستثنى عادة من الإضرابات أو الاغلاقات العامة التي كانت تشهدها المدينة فيما سبق،
في محاولة من ما تسمي نفسها (تنسيقيات الثورة السورية في حماة) تعطيل عمليات الاستفتاء على مشروع الدستور، في مراكز المدينة، التي تأخر بعضها باستلام الصناديق حتى ما بعد الظهر، نتيجة تردي الوضع الأمني في بعض مناطق المدينة – وخصوصاً في منطقة الحاضر التي لم يتم فيها الاستفتاء – والسيطرة عليه من قبل الجهات المختصة، والتي أعادت انتشارها في المدينة وتلك المناطق لتأمين المراكز، وضمان سير عمليات الاستفتاء من دون أي خروقات أمنية.
وتم استثناء المناطق الساخنة في المدينة وريفها من توزيع صناديق الاستفتاء، وتعويض ذلك في المناطق الهادئة والمستقرة، وإتاحة الفرصة للمواطنين الراغبين بالاستفتاء، القيام بذلك بوساطة الهاتف الأرضي، وهو ما تم فعلاً.
وكانت المدينة منذ ليل السبت وحتى قرابة السادسة من صباح أمس الأحد، قد عادت إلى المربع الأول ونقطة الصفر أمنياً، فقد ترددت في أرجائها -بحسب مواطنين- أصداء دوي انفجارات شديدة، لقنابل صوتية وعبوات ناسفة، اهتزت على إثرها نوافذ وأبواب شققهم السكنية، تخلفها أزيز رشقات عيارات نارية كثيفة متقطعة، ما جعل المدينة تقضي ليلة مدوية لا تحسد عليها، وأهلها في خوف شديد، نتيجة تردي وضع مدينتهم التي كانت حتى الرابعة من نهار أول من أمس السبت، آمنة ومطمئنة ولا يعكر صفوها شيء.
وعلى الرغم من توزيع منشورات وقصاصات ورقية، يوم السبت، تدعو الفعاليات التجارية والمواطنين إلى إضراب عام، وتدوين عبارات على الشوارع والأرصفة وجرارات المحال التجارية وجدران المباني العامة والخاصة مناهضة للنظام والدستور، وعلى الرغم من قطع بعض الطرقات صباح الأحد، بحاويات وأكياس القمامة- كما في الصابونية وحي السمك وجنوب الملعب- وإضرام النار في الإطارات المطاطية بغير حي من أحياء المدينة، وتفجير القنابل الصوتية والعبوات الناسفة – رغم كل ذلك- أقبل الحمويون إقبالاً جيداً بعد العاشرة إلى مراكز الاستفتاء- التي تم تأمينها بشكل محكم- واستفتوا على مشروع الدستور، كرد فعل على محاولة خطف المجموعات المسلحة أو المناوئة للنظام مدينتهم إلى المربع الأول بعد تعافيها، وإلى نقطة الصفر التي عاشتها في بداية الأحداث ولا تحب الرجوع إليها. وشهدت مراكز اتحاد العمال والمصالح العقارية ومديرية الصحة والمشفى الوطني وشركة الإسمنت إقبالاً لافتاً من المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم في صناديقها. وأما في مدن المحافظة ومناطقها، فقد بدأ الاستفتاء في العديد منها منذ ساعات الصباح الباكر، والعديد منها طلب أوراق واستفتاء إضافية، فزود بها على عجل، نتيجة تهافت مواطنيها على الاستفتاء كما في سلمية ومصياف ومحردة والغاب.
كما تعرضت بعض المراكز والصناديق والقائمين عليها لاعتداءات المجموعات المسلحة، كما في تقسيس التي تم فيها خطف الصندوق والشرطي الذي يحرسه بحسب شهود من الأهالي.
وقد تفقد أمين فرع الحزب القاضي جهاد مراد، ومحافظ حماة أنس الناعم، عمليات الاستفتاء على الدستور في عدة مراكز بحماة، وأدليا بصوتيهما في مركز شركة الإسمنت، وأكدا أن الدستور العام للبلاد يعد من أهم الدساتير في العالم، وسيكون لسورية شأن كبير بعد إقراره.