د.طالب الصراف كتب لزهرة سورية :البركان السوري سيحرق عروش ال سعود واركان الضلالة في قطر
ليس من باب المبالغة في اطلاق الوصف على امراء ال سعود والثاني وال خليفة بالعملاء وادوات )للصهاينة الجدد( الذين يرسمون ويديرون السياسة العالمية من مراكز ومعاهد التجسس والتآمر في واشنطن,
وذلك لمحاولة الهيمنة على الثروات والاسواق في العالم من جهة وللحفاظ على الكيان الصهيوني من جهة اخرى, ولايهمهم ان يكون ذلك العميل حاكما عربيا او تركيا او سلفيا او قوميا, ايا كان ينتمي او يميل, ولكن المهم ان يكون وفيا للوبي الصهيوني ومجاريا لرغائبه ومخلصا اخلاصا حقيقيا لسيده, وفعلا لو كشف النقاب والحجاب عن قلب العملاء من اكثرية حكام العرب وحكام الخليج خاصة لرأينا ذلك القلب ذائبا في الخيانة والعمالة للاجنبي. فلا عجب باننا نرى اليوم بان الجامعة العربية بزعامة قطر والسعودية ورئيسها (بن الاعراب) الاشد كفرا يقودون الشعوب العربية الى الذل والعبودية. فاي عاقل ومفكر بل ونصف مثقف يصدق بان ازلام حكومات عوائل التوريث التي تعشعش في دويلات الخليج منذ عشرات السنين ان لم يكن بعضها من مئات السنين يفكرون بنظام ديمقراطي او دستور, كما حققته الحكومة السورية لمواطنيها حين وزعت نسخ من نصوص الدستور السوري الجديد لابناء سوريا لمناقشته ثم اعلنت الاستفتاء عليه, وفعلا تم التصويت عليه بنعم بنسبة تزيد على 89%,وكان الشعب العربي يأمل من رئيس الجامعة الذليل والمغلوب على امره ان يشجع ما قامت به الحكومة السورية من اعلان للدستور, وان يصدر بيانا يدعم فيه هذه الخطوة الايجابية الا انه واسياده العملاء من امراء الخليج لا يرغبون في الاصلاحات والسلام, وانما يريدون ما امرهم اسيادهم في استمرار سفك دما ابناء سوريا, هذه الدماء التي تعتبر الرصيد المقاوم للصهاينة وعملائهم في المنطقة, فهنيئا لابناء سوريا بتصويتهم وبيعتهم لوطنهم, ونعم الدستورالذي اكد على الشريعة الاسلامية كمصدر للقوانين ودين للدولة السورية, والكرامة والعزة للشعب السوري ولحكومته المتصدية والرادعة للعدو الصهيوني:"فاستبشروا بيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم". صدق الله العلي العظيم.
وعن هذا الموضع وما يجري في المنطقة لابد لنا من الاشارة الى خطاب السيد حسن نصر الله لما فيه من فخامة اللفظ وعظم قدر المعنى, وصدق التمثيل والمقارنة, وواقع التشبيه ومعاني لطيفة, ورصد للاحداث بدقة وتحليل موضوعي, وليس بعجب ان يصدر مثل هذا الخطاب والتحليل من السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية للقادة الشهداء في 16-02-2012 , فهو الشخصية التي تنتمي الى سلالة النبوة ومعدن الرسالة الاسلامية التي هي اعز الارومات مغرسا وافضل المعادن منبتا, من الشجرة التي ينتمي اليها الانبياء والاوصياء وهو يعتز ويفتخر بانتمائه الى ال بيت النبي (ص), وهو ذو حياة اسلامية ووطنية بما يلزم لحفظ مسيرة حياته هذه, وهي انبل واشرف انواع الحياة, فان نطق وتحدث فان حديثه تتناثر منه الافكار الناشئة عن عقيدة لا مساومة فيها ولا غموض, وقد أكد ذلك ايضا في خطاب يوم الجمعة 24-02-2012 الذي اشار فيه الى الوضع في تفجيرات بغداد بالامس القريب التي راح ضحيتها العشرات …ولو احصينا الضحايا منذ الاحتلال لوجدناها تجاوزت مئات الالاف, وما اشار اليه السيد يجعلنا نخاطب الصهاينة في الجامعة العربية من رئيسها بن (الاعراب) الى حكام قطر والسعودية: نقول لهم ان الذين قتلوا واستشهدوا من ابناء العراق قد تجاوز عددهم مئات الالاف نتيجة لتآمركم, وبنسبة تتجاوز آلاف المرات من الضحايا الذين سقطوا في سوريا ولن يحاسبكم العراق على جرائمكم, ومن المؤسف انه ضل الموقف الرسمي العراقي يركض خلفكم نتيجة الضعف الذي خلقه وخلفه الاحتلال الامريكي في نفوس الكثير من قادة السياسة في العراق, واذا كان هدف المسؤولين العراقيين تبؤ رئاسة الجامعة العربية للدورة القادمة وانهاء استزلام عملاء قطر واستغلالهم لهذا الموقع بالتآمر على الحكومات العربية الوطنية خلال ما شاهدناه في الدورة الحالية فهذا مبرر الى حين. وحقيقة الامر ان العراقيين لايحتاجون الى جامعتكم الهزيلة العميلة التي تقتل وتعاقب الشعب السوري العربي المسلم بامر اسيادكم (الصهاينة المسيحيون الجدد) فأي جامعة عربية هذه التي تقتل ابناء سوريا وتعمل على تسليح القتلة المجرمين في حمص لسفك دماء ابناء الشعب السوري كما اعلن حمد الثاني رئيس دورتها بتسليح المجرمين والمنشقين من الجيش السوري وكذلك امراء ال سعود الذين جهروا بمعاداتهم للشعب السوري حيث نشرت صحيفة (الكاردين) البريطانية مقالة للكاتب براين وايتاكر في 26-02-2012 Syrians Should beware of some of their foreign ‘friends’ . (على السورين الحذر والانتباه من بعض اصدقائهم الاجانب) وذكر الكاتب باسهاب خيوط التآمر السعودي القطري على سوريا, وتخوفات الوهابيين الذين يشعرون بالذعر والارتياب مما يحيط بهم من تحولات وثورات وتهديد شيعي ليست فقط من ايران وانما هنالك مواطنون شيعة يعيشون في مناطق داخل المملكة, وهنالك اكثرية شيعية في البحرين وانتشار شيعي للعراقيين في شمال الحدود السعودية مما جعل السعودية تحاول اسقاط النظام السوري لتخلق حروب طائفية في المنطقة, لذلك على السوريين الحذر من اصدقاء الخارج بقدر حذرهم من (اعدائهم), هكذا بدأ الاعلام يعترف ويقارن بين حضارة الشعب السوري ومدنيته وبين الحكومات الخليجية الطائفية الجاهلية, وقد بذل هؤلاء الحكام الجهد في النفاق والعمالة والتآمر على الاطاحة بالحكومة السورية ورئيسها بشار الاسد الذي فقدت زعامات هذه الحكومات شخصية مثيلة له في العلم والرصانة والقرب من شعبه لولا تآمرها عليه والذي سبب هذا التآمر سفك الدماء في مدن سوريا, لان هذا هو ديدنهم وطريقهم كما نشاهده ايضا متمثلا في قمع المواطنين الشيعة في المناطق الشيعية في الحسا والقطيف والعوامية وبعض المدن الاخرى في الجزيرة العربية, وكذلك في البحرين التي يسقط الشهداء منها اليوم الواحد تلو الاخر ولا نسمع من ضمائر اعضاء الجامعة العربية العفنة الشجب او العطف والرحمة بالشيوخ والاطفال والنساء التي هتكت اعراضهن وسحقن في الارجل امام شاشات التلفزة العالمية. لقد عبر خطاب السيد المجاهد حسن نصر الله عن ارادة تثيرها قوة حيوية يدفعها الايمان الى احقاق الحق وازهاق الباطل ووضع الامور في نصابها. وكان املنا ان يوجد من طراز هذه الشخصية البعض ان لم يكن الكثر في الاقطار العربية والاسلامية يتصدون بمثل ما تصدى له السيد الامين الصادق قولا وفعلا, الا ان القائمين على تلك الحكومات العربية قاموا باهمال معظم المصالح العامة للناس وقضايا الامة, حتى اصبحت وكأنها من نوافذ الاعمال او منابذ المكاره وخاصة القضية الفلسطينية رغم ما نزل بها من حوادث مريعة, والذي يثير الغرابة والاستغراب ان هؤلاء الحكام العرب لن ولم يستطيعوا ان يقدموا شيئا ايجابيا للقضية الفلسطينية من خلال حكوماتهم او جامعتهم العربية الواهية الهزيلة بكل ما للكلمة من معنى, والعجب كل العجب من اعضاء هذه الجامعة انهم اصبحوا رأس الفتنة بين ابناء الشعوب العربية عوضا عن اسرائيل والمخابرات العالمية. ان كل شريف ومؤمن عليه ان يفقأ عين الفتنة بالكلام والفعل فانها اليوم اقبلت واشتبه فيها الحق والباطل وعلينا ان نوضحها لعامة الناس وذلك بتحديدنا اياها كما قال السيد نصر الله :" يسمونها فتنة لانها ليست واضحة وصريحة والصحيح ان تضع القضية كلها وتنظر اليها بعمق دون تعصب ومواقف مسبقة…." وبهذا يشير السيد الى حملة الكذب والمكر والخديعة التي يتبناها الاعلام الماردوخي-العربي الذي وظف الكثير من الاعلاميين الذين اشترتهم الاموال السعودية والقطرية, وقد نالت هذه الحملة الكاذبة الدعم من الحكام العرب الذين اصبحوا اداة للصهيونية لانهم مسلوبي الارادة والقرار ويرددون ما يراد منهم كتردد الببغاء امثال امراء قطر والسعودية وال خليفة كما يقول الشاعر:
خليفة في قفص ….بين وصيف وبغا
يقول ما قالا له …. كما تقول الببغا
فهل نتوقع من هؤلاء الحكام الأذلاء ان يمنعوا الضيم والاهانة على الامة الاسلامية التي يحرق الكفرة قرآنها العربي (اللغة العربية) في دول اوربية وفي امريكا واليوم في افغانستان وقبلها في البحرين داخل الجوامع والحسينيات باسلحة الجيش الوهابي المجرم, وملك السعودية وبقية حكام الخليج لاينبسون ببنت شفة لانهم يطلبون المُلك لضؤولة نفوسهم. ويبدو انهم يقومون بتأييد ومساندة سياسة التطبيع ليس مع العدو الصهيوني وحسب بل التطبيع بقبول الاهانة والمهانة يوما بعد يوم لانفسهم وشعوبهم, والنيل من المقدسات الاسلامية كما حدث ويحدث في اهانة مقدساتنا الاسلامية في فلسطين ومصادرة القدس التي غض بل غمض الحكام العرب ابصارهم عنها. الا ان هؤلاء العملاء من الحكام العرب يزداد ظلمهم عتوا وقد انكشف خبث سرائرهم وسوء ضمائرهم حين اعلنوا شرورهم اتجاه سوريا, كما اعلنوها على العراق بعد سقوط سيدهم وعميدهم في العمالة صدام حسين سنة 2003. ثم قاموا بصرف المليارات من الدولارات لتزييف الانتخابات الاخيرة في العراق ليأتوا باميين ومتخلفين وصداميين امثال طارق الهاشمي والمطلك والنجيفي وعلاوي, فهؤلاء الذين يريدون التدمير كيف يطلب منهم التعمير؟ هؤلاء المتخلفون الذين يريدون استدعاء علي الاديب لا لشيئ منطقي ومعقول لكي يحق الحق وتسود العدالة والقانون وانما لأنه :"يسمح ويوافق على الاجتماعات السياسية في الجامعات". فهل يتخرج من الدراسات الجامعية العراقية الفلاح والعامل ام السياسي والاكاديمي ام اصبح في العراق العالم والهمج الرعاع سواء كما يريد طارق الهاشمي واياد علاوي وقائمتهم السعودية الطائفية بامتياز؟
ان التآمر على الحكومة السورية والعمل والسعي الى اسقاطها من قبل الصهيونية وبداوة الجاهلية في الخليج يدل على استسلام بقية الحكومات العربية لهيمنة امراء الخليج الصهاينة مما يجعل سطوة حكومات البداوة والجهل تستطيل على الشعوب العربية المغلوب على امرها من قبل العوائل الفاسدة الحاكمة في الخليج ,ولا ننسى هنا ان الاعلام المفبرك جعل طبقة الهمج الرعاع يصدقونه دون تحليل واستيعاب لاجندته التي رسمها (الصهاينة المسيحيون الجدد) . والغريب في الامر ان مصر التي هي اكبر دولة عربية التي استطاع شعبها الاطاحة برئيسها حسني مبارك بعد ان رفعت جماهيرها شعار "اسلامية اسلامية…" وهي ترفع القرآن باياديها عاليا وتصرخ؛ بالروح بالدم نفديك يا اسلام … اسلامية اسلامية … في ساحة التحرير … ثم يصرخون "محمد رسول الله , القرآن كلام الله" كل ذلك اثناء التحفيز للاطاحة بحكومة حسني مبارك, اما اليوم وبعد وصول اخوان المسلمين والسلفيين للسلطة فلا نسمع ولا نرى على شاشات التلفزة احتجاجات مصرية كما في افغانستان والبكستان للتنديد بجريمة الجيش الامريكي الذي حرق القرآن, القرآن الذي تظاهرت جماهير الاسلاميين المصرية من اجل تطبيق شريعته باعتباره كتاب الله الذي تخالف احكامه حكومة حسني مبارك, وذلك اثناء التظاهرات في ساحة التحرير في القاهرة الداعية لاسقاط حسني مبارك, الا ان هذه الاحزاب المصرية الاسلامية لم نشاهدها تحتج اليوم على الادارة الامريكية بل ولا نسمع من قادتهم اي شجب او ردود فعل يعبر عنها في تظاهرات واحتجاجات في مدينة جامع الازهر الشريف. الا اننا نسمع وسائل الاعلام المصرية وتصريحات الاسلاميين بالشجب والتآمر على ابناء سوريا وجيشها وقيادتها التي هي اكثر من معظم حكام العرب وطنية والتزاما بالشريعة الاسلامية السمحاء. وتقوم تلك الحكومات العربية العميلة بالاجتماع مع الصهاينة والمخابرات العالمية لاسقاط النظام السوري الوطني والاسلامي المقاوم, والذي اكد في دستوره الشريعة الاسلامية مما لم يرض بعض الشرائح الاجتماعية.
فاينكم اليوم ايها الاسلاميين العرب من شعاراتكم والقرآن العربي يحرق ويدافع عنه من لاينطق بالعربية, وانتم تتبجحون على بقية المسلمين بان القرآن نزل بلغة عربية واليوم تتخلون عنه؟ واين السعودية التي يدعي ملكها بانه خادم الحرمين اللذين لولا القرآن لما اتصفا بهذه الصفة ولِما ذهبت ملايين المسلمين الى مكة والمدينة كل عام , فاين هو من هذا الحدث المهين للاسلام والمسلمين وهو يحكم ويعيش على الارض التي نزل فيها القرآن وولد فيها نبي الاسلام محمد (ص). ان شريعة حكام الخليج هي اثارة الفتنة بين المسلمين ابناء الوطن الواحد لسفك دمائهم وليجعلون منهم كالابل التي ضل رعاتها فكلما جمعت من جانب تفرقت من اخر. وان اخر ما توصل اليه هؤلاء الحكام الخونة هو تغير اتجاه الشعوب العربية من قضيتها الفلسطينية المركزية والوقوف بوجه دول الهيمنة والاستعمار الى الاحتراب والاقتتال ما بين الشعوب العربية بعضها مع بعض, وذلك بتسليح البعض منهم لرفع سلاحه بوجه الاخر دون توجيهه للمحتل الصهيوني وقد ذكر الموقع الكويتي في اللغة الانكليزية (Kuwaittimes) في 23-2-2012 تحت عنوان (العرب يفتحون طريقا لتزويد المعارضيين السوريين بالسلاح, قطر والسعودية في مركز القيادة والسيطرة). وقد نقل الموقع بان وزراء خارجية الاعراب اجتمعوا في فندق خمسة نجوم وصرحوا بانهم سوف يزودون المعارضة السورية بكل انواع المساعدات, وان حكام الخليج هؤلاء يبذلون كل ما في وسعهم لكسب تأييد عالمي ضد الحكومة والشعب السوري. والسؤال الوجيه: لماذا لايحاولون هؤلاء الحكام العرب على كسب التأييد ضد الصهيونية وقياداتها وضد ال سعود الذين اصبحوا في متاهة ومضلة لايدع الضلال لهم سبيلا, فوقعوا قتلا وذبحا بشعب الجزيرة العربية والبحرين؟
لقد اصبح تآمر ال سعود وال ثاني مكشوفا حيث عقدوا رايات الفتن التي عضت ابناءها بانيابها فماجت الحروب بين ابناء الشعوب العربية وذلك نتيجة لتسليح سعودي وقطري كما جاء في الاعلام العالمي, فقد ذكر الموقع الاخباري (OSINT ) في مقالة وكذالك صحيفة Daily Mirror في 24-02-2012 بان هنالك حوالي 10000 ليبي ومرتزق يتدرب في الاردن للحرب على سوريا وتدفع السعودية وقطر لهم رواتب بمقدار 1000 دولار شهريا, ولكن الشعب السوري الذي تعلم الحرب والجهاد ضد العدو الصهيوني على عبر الاجيال لديه القدرة في سحق هؤلاء المرتزقة عملاء الصهاينة الجدد. وقد اشار موقع Stop NATO(أقفو حلف الناتو) في مقالة تحت عنوان"قرار منحرف ومنحاز" للكاتب جون جيران John Cherian اشار فيه:" الى الاهداف الامريكية الستراتيجية في الحرب على سوريا والتي منها اضعاف القوى الوطنية التي تقف بوجه الهيمنة الامريكية, فان سقطت حكومة سوريا فستكون حركة المقاومة اللبنانية بعدها ضعيفة ثم الحرب على ايران…". والسؤال: من سيبقى ليقاوم مثلث الموت الامريكي الصهيوني الخليجي الوهابي ؟ نعم سيكون الشرق الاوسط ساحة للموساد والمخابرات الاوربية بشكل علني ومكشوف اكثر مما عليه الان (ان) نجح هذا المشروع ولكن هنالك (ان شرطية ومستحيلة) لان الايمان والارادة التي تتمثل بشعوب هذه المنطقة وخاصة الشعب العراقي الذي يعتقد الكثير بانه اصبح تحت عباءة الاتفاقية الامريكية! نقول ان هؤلاء لايفهمون عن الشعب العراقي ومرجعيته الدينية أي شيئ , لان الشعب العراقي والشعوب العربية والاسلامية الواعية سواء في اسيا او افريقيا سارت وحملت الفكر الذي تتبناه المرجعية الشيعية منذ زمن الامام علي (ع)الذي ما هادن يوما ولا ساوم من اجل البلوغ والوصول الى المراتب والمواقع الدنيوية وهو القائل:"دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز". وخلاصة القول ان الشعب العراقي يهتدي بمرجعيته الدينية الربانية عندما تخيم الظلماء وبمرجعيته هذه يتنسم العلياء, ولم يتخلف عنها حين تريد انصاف المظلوم من الظالم كما هو الحال الذي يهيمن على منطقة الشرق الاوسط, وهنا لابد لمرجعيتنا الحليمة العادلة ان تقول قولتها حين ترى ان الامور وصلت الى الافراط والتفريط بمقدساتنا والنيل من كرامة امتنا الاسلامية, وهي اعرف بذلك من حيث الزمان والمناسبة وهي تبصر مما وراء الاحداث ابعد من غيرها لانها متزودة بتقوى الله التي هي خير الزاد ذخرا وكذلك بالعدل والعلم والمعرفة ونفاذ البصيرة. وما هذه التحركات الاخيرة ضد رموز مرجعيتنا الرشيدة الا اجندة من اجندات التدخلات (الصهيونية – السعودية) المارقة,وان هدفها جس نبض الشارع العراقي ومدى تمسكه بمرجعيته الرشيدة العادلة المتمثلة بزعيمها اية الله العظمى السيد علي السيستاني صاحب العدل والحكمة والدراية,هذه المرجعية التي ترى ان علاج المجتمع العربي والاسلامي انما يكون برجوع الناس الى قواعد دينهم والاخذ باحكامه, وارشاد العامة من الناس بمواعظه واحكامه الوافيه لتطهير القلوب وتهذيب الاخلاق, وجمع الكلمة وفداء الارواح لشرف الامة ودينها وغير ذلك من المصالح العامة التي تراها المرجعية ضرورية لتقويم المجتمع. ومن هنا نرى ان مرجعيتنا تتخذ مواقفا بالتلميح او التصريح لايقاف التدخلات في شؤون المجتمعات الاسلامية, هذه التدخلات التي سببت سفك دماء المسلمين من قبل العدو الاجنبي وبمشاركة من قيادات عربية كما جرى من تآمر على الشقيقة سوريا, وان مرجعيتنا تدرك حجم المؤامرة مما جعلها ترفض استقبال رموز تلك المؤامرة امثال بن عربي رئيس الجامعة العربية كما اشيع وتناولته وسائل الاعلام, وقد اتضح بل انكشف لكل شريف في العالم بعد زيارة بن عربي للعراق انه متآمر وعميل من الطراز الاول حيث اصبح رأس الحربية في التآمر على الاسلام والمسلمين بدليل كثرة اجتماعاته التآمرية على الشعب السوري, حتى انه ما ان انتهى من اجتماع فاشل الا واعلن عن موعد اجتماع فاشل اخر لايتعدى الاربعين يوما على وفاة الاجتماع السابق, فلا تستطيع الجامعة العربية على اقامة الفاتحة على اربعينية وفاة الاجتماع السابق لانها دخلت واجتمعت في مؤتمر تآمري اخر على سوريا قبل مرور اربعين يوما على سابقه ولكن دون جدوى. وهكذا فشلت كل مؤآمرات الغدر والمكر والخيانة والعمالة التي تبنتها قطر والسعودية وبقية مكونات الجامعة العربية التي سيسرع لها الاضمحلال والفناء بارادة الله وصلابة وتماسك الشعب السوري وكل الشرفاء الذين وقفوا بوجه هؤلاء العملاء الذين كانوا سبب الفتنة وزهق ارواح ابناء شعب الشقيقة سوريا.
ان دولارات النفط السعودي والقطري التي وصلت الى عملاء الصهيونية والمخابرات العالمية في سوريا, وكذلك تدفق شياطين القاعدة الى حمص الذين قامت بتدريبهم ودعمهم المخابرات الامريكية في افغانستان اثناء الحرب على قوات الاتحاد السوفيتي اصبحت تشكل قوة خبيثة تكفيرية لزعزة الاستقرار والامن في الدولة السورية. ولابد لنا هنا ان نشير الى ما كتبه الصحفي البريطاني بيتر ابورني عن اقطاب هذا الحلف الجديد بالتفصيل بمقالة كتبها في صحيفة ديلي تلكراف تحت عنوان:" Syria’s crisis is leading us to unlikely bedfellows" (الازمة السورية تقودنا الى حلفاء غير متوقعين) اذ يذكر الكاتب ان الحكومات الفرنسية والبريطانية والامريكية تتحالف مع القاعدة وكذلك مع حزب التحرير في لندن والاخوان المسلمين والتنظيم الذي يؤمن باعادة حكومة الخلافة, وذلك لاسقاط النظام السوري برئاسة بشار الاسد بحجة انه يتلقى المساعدات من ايران, ولنفس السبب يقومون بمحاولة تهدف الى اسقاط السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق باعتباره متحالف مع ايران….."ويضيف الصحفي بان الغرب ينفي وقوع الجرائم التي تقوم بها القاعدة في سوريا بواسطة محطات تلفزته الرسمية, ويضيف الكاتب ايضا بان اعضاء القاعدة المجرمين وبعض المتطرفين السنة قد نفذوا ودخلوا الى الاراضي السورية الا ان القوات السورية استطاعت على دفعهم الى شمال لبنان, وهم يتلقون المساعدات المالية من السعودية وكذلك التسليح العسكري ولا يتصرفون الا بأوامرها. والمقالة تكشف الكثير من التدخلات الخارجية في الشأن السوري والعراقي وكذلك الايراني, وكيف ان المخابرات الامريكية دفعت بالسعودية الى تكوين حلف مع قطر واسرائيل والاردن والقاعدة وبعض عناصر اخوان المسلمين يسعى الى اسقاط الحكومة السورية…وجدير بالاشارة الى ان هؤلاء هم الذين حذرهم الله سبحانه من التحالف مع اعداء الاسلام والذين اصبحت عوراتهم مكشوفة وخياناتهم للدين والوطن واضحة وجلية لكل قطاعات الشعوب العربية والاسلامية دون تمييز. ان العائلة السعودية وامراء الخليج والذين يتعاونون معهم قد ذهبوا اكثر مما حذرهم الله سبحانه حيث اتخذوا من اعداء الاسلام والمسلمين اولياء لهم بعد ان حذرهم الله من ذلك, ولكن سوف يرون الخزي والعذاب في الدنيا والاخرة كم جاء في محكم القرآن الكريم:" ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم". صدق الله العلي العظيم.