علي ابوحبله كتب لزهرة سورية : اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
حقيقة ما يجري في عالمنا العربي يجعلنا نعيد التفكير بهذا الربيع العربي لنتوقف امام مجريات هذا الربيع العربي ، الشعوب العربيه التواقه للتحرر والانعتاق من العبوديه والاستعمار والتحلل من الهيمنه والسيطره الامريكيه الاسرائيليه المهيمنة على مقدرات الامه العربيه
هذه الشعوب التي ثارت لكرامتها وعزتها وجدت نفسها امام مؤامرة كبرى تستهدف ثورتها وتستهدف كبرياء هذه الامه وعزتها ووجدت ان هناك من علماء وفقهاء الامه من وضع نفسه ليكون صنيعة هؤلاء الحكام الذين وضعوا انفسهم اوصياء على هذه الثورات لكونهم وكلاء امريكا والصهيونيه العالميه لتنفيذ مخططها للشرق الاوسط الجديد ضمن ما يسمى ويعرف بالفوضى الخلاقه هذه الفوضى التي تشهدها ليبيا وتونس ومصر وهذا الاقتتال الذي تشهده سوريا الا ضمن مخطط مرسوم وواضح معالمه لتلك الفوضى ولتلك الفتنه التي يروج لها بعضا من علماء المسلمين الافاضل الذين يبيحون القتل ويحللون سفك الدم المسلم ضمن ما يرونه محلالا واباحه الشرع ، الشيخ القرضاوي والعرور وعائض القرني جميعهم حللوا ما حرم الله من قتل وسفك للدم المسلم حتى ان البعض اعتبر القتل في حق المسلمين اوجب من قتل الاسرائيلي مع ان ديننا قد حرم القتل في جميع وجوهه الا فيما اقره الشرع والدين وحدده لكن بعضا من علماء الامه قد ضل الطريق لغايات ارضاء السلطان فيما يقوم فيه ، ان الاستعمار البريطاني والامريكي والاسرائيلي جميعهم يرون باضعاف المسلمين وبث الفرقه في صفوفهم هو الطريق للسيطرة والهيمنة عليهم وعلى مقدراتهم هذه كان بداية الاستعمار البريطاني لاسقاط الخلافه العثمانيه من خلال اظهار سلاطين وعلماء دين يكيفون الدين وفق مصالحهم ووفق اهوائهم بطريقة تضمن لهم ولاء الامه لحكم سلطانهم وبما يتيح لهم فرض هيمنتهم ووصا يتهم على شعوب المنطقه نشات ممالك ومشايخ تدين لتلك التعاليم وتنشر الفوضى والفتن في غيرها من الممالك حتى يستقر لها الحكم والسيطره والهيمنه لقد كانت فلسطين ضحية تلك المؤامرات التي حيكت للمنطقه العربيه وثمن لتبيت قيادات تحكم اليوم كما ان تلك الدول والمشيخات رهنت نفسها وثرواتها لخدمة الاستعمار الامريكي بثوبها الجديد ووضعت تلك الدول نفسها رهينة لمشاريع تلك الدول ، لقد ضل هؤلاء الحكام طريقم وها هم يضعون في سلم اولوياتهم فتنة المسلمين من خلال ابواق اعلامهم وبتلك الفضائيات التي لا هم لها سوى تكفير هذا وزدندقة ذاك وبتلك الاحاديث عن المذهبيات بحيث اصبحت الفتنه الدينيه والطائفيه طريقهم للسيطره والحكم ما يجري في عالمنا العربيه من ترويج للفتنه المذهبيه بين السنه والسيعه وتكفير طائفه ومله من المسلمين لغايات الفتنه وما يجري من تحريض مذهبي هدفه تاليب البعض على الكل والكل على البعض بحرب قذره تنتشر رحاها اليوم في العراق والبحرين والمنطقة الشرقيه من السعوديه وبحرب يدعوا لها سلاطين الفتنه مع ايران التي كانت وللامس القريب في ظل حكم الشاه الحليف المقرب لتلك الممالك والمشايخ لان حكم الشاه كان القريب لامريكا واسرائيل واليوم وحيث الابتعاد عن سياسة الهيمنه والاستعباد وبناء القدرات الذاتيه ايران العدو الاول في المجابهة الاول وما يثار من فتنه مستطيره في العراق بين السنه والشيعه وبين الاكراد هي فتنه رهيبه ستطال كل المنطقه الهدف منها الابقاء على تلك الهيمنه والسيطره لامريكا واسرلائيل وحلفائها في المنطقه ان ما يجري في سوريا هي فتنه طائفيه بكل ما تحمله الكلمة من معنى فما يجري من تحريض وتاليب للسوريين بعضهم على بعض وبتحريض ديني ومذهبي المقصود منه احياء الفتنه الظاهر منها والباطن في محاوله مقصودة لبث الاضطراب والفوضى في بلاجد المسلمين حتى يكون السيطره لهؤلاء الممسكين اليوم بقوة المال وقوة الجاه والسلطان لامريكا واسرائيل حيث ما يجري في عالمنا العربي هو مصلحة امريكيه اسرائيليه ومخطط فتنة المسلمين هو مخطط استعماري قديم جديد ان تمعننا في الحديث النبوي الشريف وبما جاء عن ابن عمر عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قوله اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا. قال: اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع الشيطان هذا الحديث بتفسيره وفي معناه واضح كل الوضوح وبين لا غموض ولا لبس فيه انها الفتنه الدهماء التي تاتي اليوم بتحريض وتاليب المسلمين بعضهم على بعض وبتلك الدعوات والتصريحات للتسليح وللقتل وللقوه لاضعاف شوكة القوه وشوكة القدره واخضاعها للهيمنه الامرسيكيه الاسرائيليه مصلحة لهؤلاء ولتلك التي تنشد السيطره والهيمنه على مقدرات المنطقه ان نصوص الحديث ذات دلالات واشارات الى المنطقة فهذه التي ظهرت وستظهر فيها حركات بشكل مثير ومشبوه ينبغي وضعها في الحسبان والإحالة إليها عند التحليل ودراسة التغيير الاجتماعي ومراحله وخاصة فيما يواجهه المسلمين اليوم من فرقه وتباعد بتلك الفتاوى والاجتهادات وبغياب الحكم الاسلامي المستند لمبدأ الشورى ولاهل الحل والعقد وغياب الخلافة الاسلاميه التي سنها رسولنا الكريك محمد كنظام حكم للمسلمين استنادا للقران الكريم ، ان ما يجري اليوم في سوريا وليبيا ومصر هو ابتعاد حقيقي عن تعاليم ديننا الحنيف وخروج عن ما جاء في القران الكريم حيث التحريض على القتل والامعان بالفتنه امر يتعارض ونص الاية الكريمه فيما وردت في سورة 4) الحجرات 9-10 « و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل و أقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم و اتقوا الله لعلكم ترحمون ». فالقرآن يفرض على الأمة الإسلامية المحافظة على الأمن و السلم في دار الإسلام. و أمرها بتوقيع العقاب و الزجر بكل من بغى و فسد و فسق عن أمر الله تعالى. و من الأدلة البقرة 208 « يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين » و البقرة 224 « أن تبروا و تتقوا و تصلحوا بين الناس ». و النساء 114 « لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ». و الأنفال 46 « و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا ». لهذا لا بد للأمة الإسلامية من الحكم و السلطة لإقامة العدل و السلم و الأمن و الصلح بين الناس في دار الإسلام، ولا بد من انتخاب المسلمين للحكام وأولي الأمر للقيام بذلك تحت مراقبتهم. وهنا لا بد لنا من التوقف امام تلك المعاني لهذه الايات الكريمه والتي رسمت لنا الطريق الواضح لوأد الفتنه التي تجري في سوريا والفتنه في ليبيا وفي مصر وكل الدول العربيه انها الفتنه الدهماء التي يشعل نارها سلاطين الحكام ارضاء للحكام مع ان الشرع في هذا بين وسؤالنا لمن ينادي بتسليح المعارضة في سوريا وينادي بالتدخل الاجنبي وباستعمال القوة في لسوريا هل هذا مصلحه للامه وهل هذا ما رسمه وبينه الدين الحنيف ام انها الفتنه الطائفيه الفتنه التي يراد بها الباطل لاضعاف المسلمين وبث الفرقه فيما بينهم حين نجد من هؤلاء العلماء من ينادي بالتعامل الحسن مع الغرب واسرائيل وهم يحتلون بلاد الاسلام ونجد من هؤلاء الذين يصدرون فتاوى القتل وهم يرحبون في ابوحسين الرئيس الامريكي اوباما ويشيدون بخطابه في جامعة القاهره نجد بونا شاسعا بفتاويهم حين تتعرض تلك الفتاوى لهؤلاء الذين يعتبرونهم اولياء نعمهم يشيدون بهم ويدعون لهم ويعتبرونهم انصارا لهم وحين يتعارض الامر مع سياستهم وسياسة امريكا يفتون بالقتل والزندقه ويعتبرون محاربة امة العرب والمسلسلمون اوجب من محاربة غيرهم ممن يعتدون على حرمة المسلمين ومقدساتهم ، ان هذه هي المفسده وهذه هي الفرقه وما يقوم به البعض في استعداء لغير المسلمين ممن يتواجد على ارض المسلمين وتربطهم بالمسلمين علاقات الود والجار لكن لاجل بث الفتنه والنعره الطائفيه ولاجل الاقتتال لتنفيذ مارب ما يدعوا اليه الذين يريدون الشربالامه الاسلاميه لتنفيذ مخططهم ومشروعهم يعمل هؤلاء مشعلي نيران الفتن ومشعلي تلك الحرب بغطاء الدين والدين براء منهم ، لا يسعنا الا ان ندعوا الله لان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ويجنبنا علماء السلاطين الذين ضلوا الطريق ارضاء لحكم السلطان وسعيا للمال والثروة والجاه ونسوا هؤلاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ولكل الجائرون الخارجين عن الحق نقول اتقوا الله في انفسكم وفي اموال المسلمين وفي رعية المسلمين وجنبوها الفتنه الدهماء التي ان استعرت نارها لن يسلم منها المسلمون ولن تسلم منها عروشكم وممالككم واعملوا على حفظ الامن والسلامه للامه الاسلاميه واعملوا بقوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" وقوله تعالى وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ أو كما قال رسولنا الكريم:
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى لسائر الجسد بالسهروالحمى. او كما قال عليه افضل الصلاة والسلام المؤمنين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.. ان لنا في ديننا العبره والموعظه ولتكن حجتنا ديننا ولتكن وحدتنا في تعاليم ديننا لنعبد الله وناتمر باوامره ونجتنب نواهيه ولتكن لنا العبرة والقول الحسن في قوله تعالى
"وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ
فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ
مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء
عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ
هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ"