علي ابوحبله كتب لزهرة سورية : سوريا .. بعيون قيصر الكرملين بوتين .. هل يعيد العالم للتوازن الدولي
سوريا بأزمتها التي تعاني منها وبمعارضة المعارضين في الخارج السوري وبمجلس اسطنبول الذي تحتضنه أمريكا بالرعاية والتمويل القطري السعودي وبالدعم التركي وبتلك المؤامرة التي تستهدف سوريا بكونها احد المحاور الاقليميه الاساسيه للممانعة في المنطقة
هذه ألازمه المخطط لها ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يستهدف المنطقة العربية ويستهدف وحدة وامن سوريا ويستهدف وحدة سوريا ضمن مخطط عزل سوريا عن محورها الممانع بتغيير النظام في سوريا وضرب الجيش العربي السوري وتفكيك قوة هذا الجيش الذي يشغل دول المنطقة ويشغل الأمن الإسرائيلي ، ألازمه السورية أشغلت المجتمع الدولي إذ أن سوريا بموقفها وموقعها وبصمودها قد أفشلت مخطط المتآمرين عليها ، سوريا بشعبها وقيادتها وبجيشها العربي السوري وتماسكه جعلت من المتآمرين على سوريا يعيشون في متاهة ما يواجهه المتآمرون على سوريا ، هذه هي سوريا التاريخ ، سوريا الوطن ، سوريا الموقف تعيد لهذا العالم بأزمتها التوازن الدولي الذي افتقد العالم لهذا التوازن الدولي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990 وتفكك منظومة دول الاتحاد السوفييتي وانسلاخها عن روسيا منذ عام 1990 ولغاية نشوب ألازمه الروسية العالم منذ ذاك التاريخ يخضع للهيمنة الامريكيه كقوة أحادية الجانب ، أخطأت أمريكا وحلفائها بتقديرهم لقوة سوريا ومنعتها الداخلية وبعلاقات سوريا ألاستراتجيه بمحورها الدولي والإقليمي هذه العلاقة ألاستراتجيه دفعت روسيا والصين إلى استعمال حق النقض الفيتو المزدوج الذي تم استعماله مرتين ضد مشروعي قرار يستهدف تدويل ألازمه السورية في محاوله للتدخل الدولي في الشأن السوري هذا الموقف الروسي الصيني من الأزمة السورية أربك أمريكا وحلفاءها من الدول العربية والغربية ودول الجوار العربي وعلى رأسها تركيا وهي دول مشاركة في التآمر على سوريا ، صمود سوريا في وجه العاصفة التي تتعرض لها اخرج دولا عربيه عن طورها المعتاد في التعامل مع قضايا إقليميه ما دفع بالسعودية عبر وزير خارجيتها سعود الفيصل للدعوة لتسليح المعارضة السورية ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم الدعوة لتشكيل قوه عربيه دوليه للتدخل في سوريا ، ألجامعه العربية والدول الاوروبيه الغربية وتلك الاجتماعات الاقليميه والدولية والتي عقدت وتعقد تحت مسميات شتى تحت مسمى حماية المدنيين السوريين جميعها قادت ولغاية الآن لطريق مسدود وانعكست بمزيد من الخلافات على المعارضة السورية الخارجية وعلى المخططين للشأن السوري ، إن أمريكا والغرب في حيرة من أمرهم في شان الأزمة السورية وفيما سيؤول إليه المشروع الأمريكي بهذا الربيع العربي الذي هو أمام مفترق تاريخي بما يشهده العالم من تغير في موازين القوى ، إن صمود سوريا وقدرتها على التصدي للمجموعات المسلحة وتمكن الجيش العربي السوري من توجيه ضربات عسكريه لهذه المجموعات في عدة مناطق كانت قد اتخذتها هذه المجموعات كمركز انطلاق لعملياتها في بابا عمرو وادلب والزاوية والرستن واعتقال العشرات من المجموعات المسلحة بجنسيات مختلفة يحجم الجيش العربي السوري عن الإعلان عنها وعن ما أصبح يملكه من معلومات عن عمل هذه المجموعات ومن يدعمهم ويزودهم بالمال والسلاح وتدريبهم والخبرات التي امتلكوها جميع هذه المعلومات لو تم الكشف عنها بحسب ما يتوارد من أخبار ومعلومات ستنعكس في مردودها على المتآمرين على سوريا وآلامه العربية ، إن سوريا وهي بعيون روسيا التي يراهن عليها وعلى موقفها المتربصون والمتآمرين على سوريا من خلال محاولة التأثير على موقف روسيا تجاه سوريا ، إن روسيا التي غضت الطرف وتهاونت وتنازلت عن الكثير مما يجري في العالم العربي بعد خسارتها لموقعها في الكثير من المواقع في العراق وليبيا وخسارتها للمنظومة الاشتراكية وتحول دول حلف وارسو لصالح حلف الناتو الأمر الذي جعل من موقف روسيا وبعد بناء قدراتها الذاتية ومنظومة قوتها وبناء تحالفات مستجدة من خلال منظمة شنغهاي وتجميع العديد من تلك القوى الرافضة للتدخل الأمريكي والهيمنة الامريكيه ما جعل روسيا في موقع يؤهلها لإعادة وجودها وترسيم خريطة المنطقة من جديد لمواجهة المخطط الأمريكي لنشر الدرع الصاروخي في أوروبا وتركيا حيث وصلت المحادثات إلى طريق مسدود بين واشنطن وروسيا بشان تلك المنظومة التي تستهدف حماية أوروبا من الترسانة العسكرية الروسية ، إن تيقن القيادة الروسية لخطورة ما تقوم به واشنطن في مواجهتها لروسيا من خلال الحشد الأمريكي مع الدول الاوروبيه دفع بالقيادة الروسية لإعادة الاعتبار لروسيا من خلال التمسك بسوريا كدوله تطل على البحر المتوسط وتربطها بروسيا علاقات استراتجيه وهذا ما دفع بوتن لوصف التدخل في الشأن السوري من قبل الغرب بالعمل الوقح ، إن سوريا بعيون قيصر روسيا بوتن الذي نجح بالانتخابات الرئاسية بنسبة 64 % من أصوات الناخبين هو بتأييد المجتمع الروسي لسياسة بوتين وبذاك الثنائي الذي يجمع بين مديفيدف وبوتن وما تقوم عليه سياسة روسيا الهادفة إلى عودة روسيا قويه بعد أن استعادت روسيا مكانتها الدولية بعد إعادة روسيا لنفسها داخليا واقتصاديا ما يمكنها من مواجهة أمريكا بعد تلك الهزائم التي لحقت بالمشروع الأمريكي وما تواجهه من تراجع بعد انسحابها من العراق وتعثرها في أفغانستان وما لحق بالاقتصاد الأمريكي من تراجع وما تعاني منه من صعوبات اقتصاديه والحال نفسه مع أوروبا حيث تشهد أوروبا تراجعا اقتصاديا وتعاني منطقة اليورو من وضع اقتصادي مضطرب رغم محاولات دعم اليونان وايطاليا واسبانيا لتخطي أزماتها ، إن سوريا بعيون الكرملين اليوم هي نافذة روسيا لإعادة الاعتبار لوجودها الدولي ولإعادة الاعتبار لكونها احد أهم الأقطاب الدولية وهي في هذا ستقف لجانب سوريا وستدعم الجهود السورية لإعادة الأمن والاستقرار لسوريا من خلال دعم النظام السوري ودعم الإصلاح السياسي والاقتصادي الذي يقوم به النظام السوري ويخطئ من يظن أن روسيا ستتراجع عن دعمها لسوريا أو أنها ستتخلى عن النظام في سوريا كما سبق وان فعلت في العديد من المواقف إن الصراع على سوريا لن يكون سهلا ولن تمكن روسيا أمريكا وحلفائها للنيل من سوريا ، إن المراهنات العربية لتغيير في الموقف الروسي لن يكون بالأمر الذي يظنه دول الخليج العربي وان الاجتماع الوزاري العربي مع وزير الخارجية الروسي سيسفر عن مزيد من التصميم والدعم الروسي لسوريا لان سوريا بعيون بوتن هي نافذته لإعادة التوازن الدولي ولإعادة ترتيب الوضع الإقليمي للمنطقة وسيجد النظام العربي المستظل بمظلة الحماية الامريكيه نفسه بمأزق نتيجة مفاجأته بموقف روسيا وصمود سوريا ومناعة سوريا وان محور الممانعة بتحالفاته ألقائمه التي تربط سوريا بإيران وحزب الله وقوى المقاومة سيتسع وسيشمل قاعدة أوسع من تلك التي نراها اليوم وان هناك تغيرا ستشهده المنطقة بعد أن تلقت أمريكا ضربه موجعه بهذا التغير بالموقف الروسي الذي يتسم بموقف استراتيجي يقوم على إعادة الاعتبار والتوازن للقوى في المنطقة والذي تقوده روسيا والصين والقوى المتحالفة معه ما يؤكد أن روسيا اليوم غير روسيا الأمس وان بوتن بعودته للكرملين عاد بخطه استراتجيه روسية لإعادة الاعتبار لروسيا التي ستكون سوريا احد دعائم ألاستراتجيه الروسية واحد الشركاء لروسيا في التغير القادم للتوازن الدولي والإقليمي والمحوري