بحضور السيدة أسماء الأسد
بحضور السيدة أسماء الأسد أقيم مؤخراً حفل إطلاق كتاب رسوم مصورة بعنوان “العقرب الفضي” في دار الأسد للثقافة والفنون.
الحفل بدأ بتقديم العرض الأول لـ"العقرب الفضي" في العالم بصوت الفنان قصي خولي، وتضمّن صراع العقرب الفضيّ، البطل الخارق المعوّق الأول الذي يُمجِّد القيم المشتركة للثقافتين السورية والأمريكية، من أجل العدالة والتسامح مع قوى الشر. وهو الشخصيّة التي وضعتها مجموعة من الشباب الذين جمعتهم معاً مبادرة الأيدي المفتوحة الصيف الماضي في قمّة "قدرات الشباب" بدمشق، ويمثّل قوة التعاون في مجالات الحياة اليومية لتجاوز الاختلافات في الثقافة والسياسة والتقاليد، وهو ثمرة جهد مشترك من مجموعة شباب أمريكيين وسوريين تم تشجيعهم على العمل معاً لخلق ذلك البطل الخارق، حيث عكسوا ما رغبوا به بعد جهد ذهني مشترك أثمر هذا الكتاب، وأنجب بعد مخاض طويل شخصية "بشير" وهو الصبي الذي فقد ساقيه في حادث مأساوي، وفيما بعد وجد قوة غامضة جديدة تحوّله إلى العقرب الفضي، وعليه أن يتخذ قرارات صعبة حول كيفية استخدام قدراته للتغلّب على القوالب النمطية وأن يحارب من أجل المساواة والعدالة والوئام الاجتماعي.
وبعد حفل الإطلاق، عُقد مؤتمر صحفي جمع الشركاء في هذا المشروع وهم: "مبادرة الأيدي المفتوحة، والمنظمة السورية للمعوقين -آمال، وشركة ليكويد كوميكس، ومؤسسة فيكتور بينادا، وقصي خولي".
حيث قال مؤسّس مبادرة الأيدي المفتوحة جاي تي سنايدر: إن الأمر المدهش في هذا الكتاب أنه مستوحى من الشبان الذين جاؤوا من الولايات المتحدة وسورية، والذين لم يلتقوا من قبل ويتحدثون لغات مختلفة، إضافة لاختلاف ثقافاتهم، عدا عن أن شخصيته الأساسية تبرز بطلاً خارقاً من المعوقين، لافتاً إلى أن العقرب الفضي يشير إلى أنه عندما نسعى معاً في مجالات ذات اهتمام مشترك، يمكننا البحث عن أرضية مشتركة وخلق منتجات جديدة مدهشة، مثل إعطاء العالم نموذجاً يحتذى به يتجاوز خلافاتنا.
وشدّد سنايدر على أنه إذا كان بإمكان الناس في بلداننا أن يتكاتفوا ويعملوا معاً لتحسين ظروف الشعوب الأكثر تهميشاً في العالم، فإن أي شيء بعدها سيغدو ممكناً.
بدوره المدير التنفيذي في منظمة "آمال" رامي خليل قال: إن "آمال" فخورة بأن تكون جزءاً من هذه المبادرة وتؤمن أنها تشكل حجر أساس في الجسر الثقافي بين سورية والولايات المتحدة، لافتاً إلى أنها ستتابع العمل كمنظمة مجتمع مدني رائدة في مجال الإعاقة لدعم إنتاج الأجزاء القادمة من سلسلة القصص المصوّرة، وأنها مفتوحة لأي مبادرات من هذا النوع وترحب بها للعمل معاً، مؤكداً أن الإعاقة الجسدية لا تعني الإعاقة الفكرية أو إعاقة العمل بل إن ذوي الاحتياجات الخاصة قادرون على فعل الكثير.
من جهته الرئيس التنفيذي لشركة ليكوميد كوميكس شاراد ديفاراجان قال: إن القوة الخارقة التي يمتلكها بشير ذات أبعاد أخرى، وإن الأمل في أن يكون العقرب الفضي بمثابة نموذج للدور الإيجابي الذي سيساعد في القضاء على الخطاب السياسي والاجتماعي الإشكالي بين الغرب والمنطقة العربية. لافتاً إلى أن بشير يوضح أن الأطفال يمكنهم التغلب على نظرتهم للإعاقة على أنها ضعف، وبدلاً من ذلك يمكنهم البحث عن الطاقة التي بداخلهم، مشيراً إلى أنه ليس من أحد مهمّش بين السكان أكثر من المعوقين، ولذا يرى أن هذه المبادرة تضرب على وتر حساس قوي بين الناس بشكل يومي في سورية وحول العالم.
وأعرب الفنان قصي خولي عن سعادته بهذه المشاركة الذي استخدم عبرها إحدى أدواته الفنية وهو صوته، مؤكداً استعداده للاستمرار بمثل هذه المشاريع التي تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولفت خولي إلى أن الأمر كان غريباً، حيث لأول مرة في سورية يتمّ عرض رسوم مع صوت وهذه تجربة جديدة ستضاف له، متمنياً أن تنال القصة إعجاب الناس وأن يتقبلوها ويدعموا هؤلاء الأطفال، وأكد إعجابه بها وأنها لفتت انتباهه إذ أنه كان من المعجبين بهذا النوع من القصص التي تعتمد القوة والنصر على الشر من قبل الخير في طفولته.
وقال الطلاب السوريون الذين شاركوا في قمة "قدرات الشباب" التي أدّت لتصميم العقرب الفضي: إن التعاون مع الأطفال الأمريكيين كان كالحياة المتغيّرة. وقال عبد الرحمن حسين الذي يريد تعلّم الانكليزية حتى يتمكّن من التعرّف على المزيد من الناس والتواصل بشكل أفضل مع أصدقائه الأمريكيين الجدد: لقد جعلتني التجربة أشعر بأنه يجب عليّ تحسين حياتي.
الطفلة ولاء سعد إحدى المشاركات أيضاً تمنّت أن تكون القصة قد عكست ما أرادوه، وهو إثبات ذاتهم وقدراتهم كمعوقين على تجاوز ضعفهم وإعاقتهم.
وقال الأطفال الأمريكيون المشاركون في قمة "قدرات الشباب": إن بشير هو الشخصية التي طالما كانوا يتوقون لرؤيتها على صفحات كتاب رسوم مصوّرة، وقالت المشاركة سارافونس: يوضح العقرب الفضي أنه لا يهم إذا كنت في دمشق أو في دي موين.. في نهاية المطاف نحن نشترك جميعاً في نفس الآمال والأحلام.
وأضافت: إن تصميم هذا الكتاب عمل على توحيد مجموعتنا الصغيرة التي تضم عاملين مختلفين كجزء من مجتمع فريد من نوعه، ونحن لا نستطيع الانتظار لتبادل خبراتنا وهذا العمل المبدع مع العالم.
وسيتمّ توزيع 50 ألف نسخة من الكتاب مجاناً في المدارس ومراكز الشباب والمقاهي ومكاتب اليونيسيف في سورية ودول عربية أخرى، وسوف يكون هذا الكتاب لأول مرة باللغة الانكليزية في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر آذار الحالي في حفل إطلاق في واشنطن، وسيتمّ تجهيز هذا الكتاب "كوميكس" وتوفيره بطريقة رقمية ونسخة مطبوعة مجاناً على عدد من المواقع الشريكة، وتطبيقات آي باد وآي فون.
يُذكر أن مبادرة الأيدي المفتوحة، مؤسّسة جديدة غير ربحية مقرّها الولايات المتحدة الأمريكية تم إطلاقها في 2009، ومن خلال العمل المشترك مع "آمال" التي تكرّس عملها لتمكين الأفراد المعوقين من أن يعيشوا حياتهم في الضوء، ومن خلال العمل أيضاً مع منظمة "السفينة" ومؤسسة "فيكتور بينيدا" جعلت مبادرة الأيدي المفتوحة الحوار بين شعب سورية والولايات المتحدة الأمريكية ممكناً.