ماجد المهندس: أمتلك مقومات النجاح في «اللايف»
حالة موسيقية وإنسانية مختلفة يمثلها النجم العربي ماجد المهندس الذي حصل مؤخراً على الجنسية السعودية
ليدشن مرحلة فنيّة جديدة في مشواره، فماجد الذي غنى للعراق ولبنان وقطر وتونس هواه عربي، يعتبر كل بلاد العرب وطناً لصوته ونغماته، وكل العرب جمهوراً لإبداعه الذي استقاه من أكثر من رافد..
ماجد صاحب الشخصية المثالية، بحسب استفتاء للرأي أجرته إحدى كبريات المجلات العربية يستمدّ مثاليته من تصالحه مع نفسه وصدقه في مشاعره التي يعيشها كما صدقه فيما يغنيه.
في حوار"جهينة" مع ماجد أكثر من محطة اقتراب، حاولنا خلالها حلّ الشيفرات الإنسانية لفنان عربي سار بهدوء وثقة نحو مقدمة المشهد الغنائي وحجز لنفسه موقعاً متقدماً في ساحة التطريب العربي.
ماجد دعنا ننطلق معاً من آخر محطاتك الغنائية.. أعني مهرجان الدوحة الذي شاركت في دورته الأخيرة؟.
لهذه المناسبة تقدير خاص في نفسي، فالدوحة من العواصم العربية التي "تفتح نفس" الفنان بجمهورها الذوّاق وقدراتها التنظيمية العالية، وهذه الدورة تحديداً كانت روعتها مزدوجة، لأنها أقيمت في الدوحة بنكهة بيروتية فتعانقت فيها إيقاعات الخليج مع التطريب اللبناني الأصيل في لوحة بانورامية بديعة.
قدمت أغنية للدوحة وقبلها لتونس العاصمة وبيروت.. ما سرّ هذا الولع بالعواصم العربية؟.
أنا تربيت على أني ابن هذه الأمة، كل مدنها جزء من وجداني، وكما غنيت لبغداد والعراق التي ولدت فيها غنيت لمصر التي عشقت فنها، وبيروت التي تنسّمت نسائمها وللدوحة عاصمة للثقافة العربية، ولحنت أوبريت الجنادرية الذي يروي لمحات من مجد وتاريخ السعودية.
بالمناسبة.. كيف ترى مسألة حصولك على الجنسية السعودية؟.
من دون مواربة أو دبلوماسية، أنا أعتبر حصولي على الجنسية السعودية شرف كبير والتزام تجاه وطن اختار أن يضمّك لأبنائه، وبالتالي أصبح عليك أن تردّ أو تحاول على الأقل أن تردّ هذا الجميل قدر استطاعتك.
هل ستكون المرحلة التالية في مشوارك الغنائي أقرب إلى الطابع الخليجي؟.
الأغنية الخليجية فرضت نفسها على المشهد الغنائي العربي مؤخراً، وبات الكل يتسابق لأدائها والاستفادة من مذاقها الخاص، وأنا سبق وقدمت الأغنية الخليجية كما المصرية والعراقية، وسأحاول المحافظة باستمرار على هذه التوليفة وهذا التنوع لأني كما أخبرتك ابن الوطن العربي بتراثه الموسيقي المتنوّع والثري بمختلف ألوانه واتجاهاته.
منحك الإعلام أكثر من لقب بينها "برنس الأغنية العربية" والشخصية الفنية المثالية.. أيهما الأقرب إلى قلبك؟.
أنا لا أهوى الألقاب ويخجلني تقدير الجمهور والإعلام لشخصي ولفني، وأحب أن أقول لكل من يرى وجهاً مضيئاً في ماجد "ألف شكراً" لذوقك ولكن يكفيني اسمي "ماجد" فقط من دون ألقاب.
بخلاف مهرجان الدوحة شاركت مؤخراً في العديد من الفعاليات حتى صنّفك البعض باعتبارك المطرب الأكثر طلباً.. ترى ما هو السر؟.
اللايف له متعته وخشبة المسرح امتحان حقيقي لقدرات المطرب خصوصاً في المهرجانات الغنائية والتي تحتاج لكلمات وألحان مختارة بعناية وقدرة على الإبهار وتقديم اللحن بتنويعات جديدة تختلف عن الكاسيت، وأنا أحمد الله على أنني من الموفقين في "اللايف".
رغم حرصك الشديد على التواجد "اللايف" إلا أنك أسّست أستوديو تسجيل صوت في القاهرة.. لماذا؟.
هذا الأستوديو أسّسته من أجل أن أقضي فيه أوقاتاً طويلة أستمع وأسجل وأجرّب، بعيداً عن ضغوط الوقت والحجوزات في الاستوديوهات الكبرى، ولم أضع في حسباني أبداً الاستثمار أو تحويله لمشروع تجاري، ويمكنك القول إن هذا الأستوديو كان أحد أحلامي في فترة البدايات، لكن الأمور المادية لم تكن تسمح بتحقيقه والحمد لله استطعت أن أحققه بعد أن تيسّرت الأمور المادية.
هل هناك توتر في علاقتك بالصحافة بسبب الشائعات؟.
إطلاقاً.. أنا ممن يقدّرون أهمية الصحافة ودورها في الإضاءة على خطوات أي فنان، ولكن أحياناً تذهب الأمور إلى الشطط ورغم أن الأغلبية تميل إلى المصداقية وتتحرّى الدقة، إلا أن هناك هامشاً يظل قائماً يتضمن ما لا يليق بمهنة الصحافة العريقة.
ماجد تحديداً يحيط حياته الخاصة بسياج من السريّة قد يفتح شهية المتطفلين؟.
أنا كفنان تحت أمر الصحافة طوال الوقت وبلا حرج، وأعتقد أن هذا ما يريدونه مني، لكن حياتي الخاصة كما هو واضح من اسمها تخصّني وحدي وغير مسموح لا للصحافة ولا للإعلام ولا لغيرهما الاقتراب منها تحت أي مسمّى.
لماذا؟..
لأنها خاصة كما قلت لك ولأني أحب أن أخلع رداء الفنان في بيتي وأعيش على راحتي، أقضي الوقت مع ابني محمد الذي غنيت من أجله أغنية تحمل اسمه، ولا أريد أن تدخل الصحافة بيتي وتفتش في أوراق مكتبي أو تقلب وسائد أريكتي بحثاً عن شيء تتوهم أني أخفيه.
من أجل المصداقية سأطرح عليك تساؤلات وتكهنات البعض حول علاقتك بالنجم العراقي كاظم الساهر، وهل تأثرت بعد اختيارك لتلحين أوبريت الجنادرية بدلاً منه؟.
كاظم نجم كبير وعلاقتي به جميلة ومحترمة وهو يتربّع على عرش الأغنية العراقية وأنا أعتبر نفسي وكاظم سفراء للأغنية والتراث الموسيقي العراقي الثريّ، وكل ما نشره البعض عن خلافات لا أساس له من الصحة.
دعني أطرح عليك سؤالاً فنياً له جانب شخصي.. حيث تلح في أعمالك فكرة الخيانة فهل أنت معنيّ بالأمر بشكل شخصي؟.
نعم.. نعم.. تعرضت للخيانة، ليست خيانة الحبيب وحدها التي تؤلم بل خيانة الصديق أيضاً وأي إنسان تمنحه ثقتك وينقلب عليها، وأنا قاسيت من هذا الأمر لذا يصدقني الجمهور وأنا أعبّر عنه في أغنياتي.
هل تخشى أن تقع في الحب حتى لا تتعرّض للخيانة؟.
لا يوجد إنسان لا يتمنى الوقوع في الحب لكن الحياة تجعل نظرة كل منا للأمور مختلفة.. ولا أريد الاقتراب من خصوصياتي أكثر من ذلك.
نحن نتحدث في العموميات؟.
في العموميات.. الحب يزيّنه الصدق ويعطره الإخلاص وبدونهما لا يكون للحب مذاق السحر في شفاهنا ولا تنطلق من أجله الأغنيات.. الحب كما يقول نزار قباني أحلى الأقدار، لكنك لا تستطيع أن تخترعه أو حتى تبحث عنه أنت فقط تنتظر أن يباغتك دونما انتظار.