المخرج ميري: المصابيح الزرق عمل ملحمي وخطوطه الدرامية متشابكة
تواصل كاميرا المخرج فهد ميري تصوير مسلسل المصابيح الزرق من تأليف محمود عبد الكريم عن رواية للكاتب
الكبير حنا مينه وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.
ويتناول العمل فترة الأربعينيات من القرن الماضي راصداً الحياة الاجتماعية السورية البسيطة التي تحمل كل معاني الإنسانية والحب والتضامن بين الشعب بجميع أطيافه وشرائحه تحت وطأة الاحتلال الفرنسي.
وأوضح مخرج العمل في تصريح لسانا أنه كان معجبا برواية حنا مينه يوما ما وتذوق مناخها الذي تفرضه على القارئ واليوم بعدما أنجز أكثر من نصف المسلسل المأخوذ عنها أشار ميري إلى أن روح الرواية حاضرة في النص التلفزيوني حيث تتوضح ملامح الشخصيات وعوالمها الداخلية والخارجية وتلعب مواقع التصوير فيه أيضا دور بطولة.
ويذكر مخرج باب المقام أن جميع شخصيات المسلسل تلعب دورا رئيسيا ليس بالنظر لحجم الأدوار فقط وإنما لدرجة مشاركتها بتطوير الأحداث حيث لا بطولة مفردة لأن العمل ملحمي وخطوطه متشابكة ومتممة لبعضها البعض.
وكون المسلسل يتناول بيئة ساحلية في الأربعينيات من القرن الماضي كانت الخيارات المتاحة أمام فهد ميري لمواقع التصوير محدودة جدا حيث تم التصوير حتى الآن في دمشق و طرطوس وريفها وحاليا في صافيتا التي حول ميري شوارعها الحجرية إلى سوق تجاري يحاكي اللاذقية في تلك المرحلة حيث سينتقل بعد مدة ليكمل التصوير في اللاذقية ثم بانياس فريف الساحل السوري ليتابع عمله مع فريقه المحترف في تغيير الأماكن واستثمارها بديكورات صممت كي تعيد بها الزمن وتجعلها تنطق بأحداث جرت خلال الحرب العالمية الثانية.
ويؤكد ميري أن تجربته في المصابيح الزرق مختلفة عما أنجزه سابقا من أعماله مبينا أن لديه إحساسا قويا بأنه أعطى هذا العمل من روحه لاسيما أنه يتحدث عن وطننا وشرائحه الاجتماعية والتلاحم والإنسانية والحب في وقت نحن فيه بأمس الحاجة لأن نحب بعضنا ونحب وطننا ونتمسك به فالمسلسل وظف كل تلك المعاني في مجابهة شعبنا للاستعمار الفرنسي في الأربعينيات وإجلائه.
ويرى ميري من وجهة نظره كمتابع جيد للدراما السورية بأن غزارة مسلسلات البيئة الشامية وحضورها أمر جيد والأجود أن تحضر إلى جانبها بيئات ومناطق سورية أخرى من الضروري أن تتناولها الدراما لتعكس صورة ووضع شعب واحد عاش في بلد يزيد عمره على آلاف السنين.
يذكر أن العمل يضم عددا كبيرا من نجوم الدراما السورية منهم سلاف فواخرجي، غسان مسعود، أسعد فضة، جهاد سعد، سعد مينة، ضحى الدبس، زهير رمضان، أندريه سكاف، محمد حداقي، تولاي هارون، رنا جمول، جرجس جبارة، وآخرون.