خبير مصرفي يصف تدخل المركزي بسوق الصرف بأنه انتهازية حكومية محببة
أشار الخبير النقدي والمصرفي قيس خضر إلى أن التذبذب الحاد لأسعار الصرف إنما يثبت مرة أخرى أن ما يجري في سوق الصرف ما هو إلا عمل مضارباتي بحت يبتعد كثيراً عن قواعد العرض والطلب والهيكلية التي يحتاجها النشاط الاقتصادي.
حيث الارتفاع الحاد الذي قارب حدود 100 ليرة للدولار كان انعكاساً لبعض المعلومات التي وصلت إلى السوق حول فرض عقوبات جديدة على السلطة النقدية وكثيراً ما يردد منظرو العقوبات الاقتصادية بأن الأثر النفسي والوهمي الذي ينتج عن العقوبات الاقتصادية أو التهديد بفرض العقوبات يفوق كثيراً النتائج الحقيقية الفعلية التي يمكن أن تحدث من جراء فرض مثل هذه العقوبات.
وأضاف خضر للبعث: لا شك بأن النتائج الفعلية هي أقل من النتائج السلبية لارتفاع سعر الصرف الحالي ولا سيما لجهة كون المؤسسات النقدية تعرضت سابقاً لسلسة من العقوبات بحيث تكون معها المنفعة الحدية للعقوبات الجديدة قليلة جداً بالنسبة للأطراف التي فرضت هذه العقوبات .
ويتفق الاقتصادي والمصرفي "أنسن نغنغ" مع ما قاله خضر مشيراً إلى أن عميلة المضاربة على سعر الصرف تحدث بين التجار و والراغبين بشراء الدولار بالسرعة الممكنة لتحويلها إلى الخارج، معتبراً إياها حركة كبيرة جداً ولا يمكن للمركزي أن تكون له قدرة بكل احتياطياته من إيقافها وقال:الوضع العام الذي يشهده البلد أدى إلى خلق حالة من "الخوف" من هبوط القيمة الشرائية لليرة الأمر الذي دفعهم إلى سحب مدخراتهم من البنوك ووضعها في المنازل أو تحويلها إلى عقارات أو دولار .
وفيما يتعلق بتأخر السلطات النقدية ممثلة بالمركزي في ضبط حركة سوق الصرف بما لذلك من آثار سلبية تمثلت بزعزعة ثقة الشارع في إمكانية السيطرة على عملته الوطنية رد الخبير الاقتصادة خضر قائلاً للبعث: إنني أرى من جانب آخر أن تدخل المركزي في هذا الوقت بالذات "انتهازية حكومية" محببة ومربحة ذلك أن تدخل المركزي من خلال بيع الدولارات بسعر مرتفع 90- 100 ليرة لا شك صفقة مربحة نوعياً وقد تكون كمياً بحسب حجم الصفقات التي ستجري ولا سيما عند المقتنعين بأن هذه الفورة السعرية هي مرحلية لن تلبث أن تزول بانفجار فقاعتها تزامناً مع اتجاه الأزمة السورية نحو هدوء نسبي كما يراه البعض .
ونوّه خضر إلى أن الصفقة المربحة تكمن في بيع المركزي كمية معينة من الدولار بهذا السعر المرتفع جداً ليعود لاحقاً ويشتريها بسعر أقل إذ أنه سيكون كلاعب أساسي في سوق الصرف قادر على أن يهوي بسعر الصرف نحو مستويات تقل كثيراً عن السعر الحالي ولن أتفاجأ إذا ما سمعت بأن سعر الصرف يعود إلى حدود السبعينات إذا ما تدخل المركزي بالكم الكافي وفي هذا ربح لا يستهان به