الجعفري: تصريحات وبيانات رئيس الجمعية العامة ضد سورية تخالف مهامه وتتأثر بمواقف بلاده السياسية
وجه المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة ورئيس مجلس الأمن حول المواقف العدائية لرئيس الجمعية العامة السفير القطري ناصر بن عبد العزيز النصر.
وجاء في الرسالة إن تصريحات وبيانات رئيس الجمعية العامة لا تتسق مع دور وولاية رئيس الجمعية العامة الذي من المفترض أن يلتزم بميثاق الأمم المتحدة وأن يكون محايدا وموضوعيا.
وأضافت الرسالة إنه وفقا لما جاء في النظام الداخلي للجمعية العامة فإنه يفترض ألا يتأثر رئيس الجمعية العامة بمواقف بلاده السياسية باعتباره منتخبا ليكون رئيسا للجمعية العامة بكل أعضائها وليس لاستخدام منصبه لتمرير مواقف بلاده السياسية.
وتابعت الرسالة إن تصريحات وبيانات رئيس الجمعية العامة ضد سورية اتسمت بالنبرة التصعيدية من حيث اعتماده لغة تخالف مهامه ومساعيه الحميدة واتخاذه نهجا يتجاوز حدود ولايته إنما يسايران مواقف دول بعينها تناصب سورية العداء ويتجاهلان مواقف دول أخرى لا توافق على التدخل في الشؤون الداخلية السورية وتؤكد ضرورة الحوار والحفاظ على استقرار سورية وتحقيق مصالح شعبها.
وتضمنت الرسالة شواهد على تلك المخالفات منها رفض رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الاستئناس برأي قانوني مستقل ومضيه في عقد جلسة رسمية عامة للجمعية العامة يوم13 شباط 2012 في سابقة خطيرة تمهد الطريق لاحقا لمزيد من المخالفات الإجرائية لأحكام قرارات الجمعية العامة وتجاهله لكل المعلومات التي وثقتها حكومة الجمهورية العربية السورية كوثائق رسمية صادرة عن الأمم المتحدة بخصوص ما يجري فيها سواء لجهة الإصلاحات الشاملة أو الأعمال الإرهابية التي تنفذها المجموعات المسلحة مدعومة من أطراف خارجية.
وقالت الرسالة إنه من المفترض أن يتمتع من يشغل منصب رئيس الجمعية العامة بالاستقلال التام عن مواقف بلاده السياسية وأن يعمل على تشجيع الحوار والوساطة وعليه فإنه من المتوقع أن ينأى بنفسه عن دعوات رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني العلنية والرسمية لتقديم الأسلحة إلى المعارضة السورية والتدخل العسكري المباشر في سورية.
وأضافت.. كما أن قيامه بإصدار بيان بتاريخ 24 شباط 2012 ومن دون أي تفويض من الدول الأعضاء يعبر فيه عن دعمه وترحيبه بعقد ما يسمى (مؤتمر أصدقاء سورية) يشكل انتهاكا فاضحا ودعما لموقف بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة دون غيرها من الغالبية العظمى من الدول التي رفضت المشاركة في ذلك المؤتمر وتقويضا لدور الأمم المتحدة من خلال الالتفاف على ذلك الدور عبر تشجيع مبادرات خارج إطار الأمم المتحدة.
وختمت الرسالة بالإشارة إلى تجاهل رئيس الجمعية العامة في بياناته وتصريحاته بشكل فاضح أي اشارة إلى الإصلاحات الجدية الجارية في سورية والتي توجت باعتماد دستور جديد للبلاد يوم26 شباط 2012 وكذلك أي اشارة إلى أعمال المجموعات الإرهابية المسلحة ضد مؤسسات الدولة العامة والخاصة وضد المواطنين السوريين من مدنيين وعسكريين مشيرة إلى أن ذلك التجاهل يسري على تطلعات الشعب السوري نحو الإصلاح والاستقرار والازدهار ورفضه لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي ويزيد من احتمالات التوتر والعنف ويرسل رسالة خاطئة إلى المجموعات الإرهابية المسلحة ومن يرعاها كي تمضي في أعمالها المعادية للدولة والشعب في سورية.