ريم خضري كتبت لزهرة سورية :رؤية حول مشاكل الشباب وطرق حلها الآمن
جيل ، مجتمع ، فرد …شباب ضائعة أضاعت هويتها في الوجود تنظر إلى نفسها كأشباح تائهة في العالم ، خلقت ورود يانعة في بساتين الحياة ، لقد تغلغل اليأس والإحباط إلى عالمهم قبل أن يكتشفوا العالم فالإحباط أصبح مرافقهم كظل للنجاح .
تجدهم مفتقرين إلى الإحساس بالرضا والأمان الذي يحول كل نجاحاتهم وطموحاتهم إلى التجمد على قارعات الحياة ، فتصبح أفكارهم عدوانية شرسة محاطة بهالة من الأفكار السوداء ، فهناك مشاكل جمة تؤدي إلى ذبول ورودهم المعطاءة .
فهم بناة الأجيال التي ستبني قاعدة المجتمع وعلينا ان نناقش مواضيعهم ونسمع آهاتهم ونحاول ان نجد لهم الحلول .
دعونا نحلل المواضيع من البداية لنجد الحل في نهاية المطاف
في البداية الحب ثم الحب ثم الحب فالحب هو الذي يساعد على نمو الأولاد في حديقة الحياة .
فبالحب يدرك المرء مدى الاهتمام به فشبابنا يكونون في الصغر كنبتة لا تكبر ولا تستطيع أن تنمو ولا تخضر أوراقها ولا تزهر أغصانها ولا تتفتح أوراقها إلا إذا أوليناها الاهتمام الكامل لن ينفع وجود الشمس ولا التربة ولا الماء ولا السماء لنمو النبتة إذا انعدم الاهتمام فأغلبية الأطفال في مجتمعاتنا لا تحصل على الاهتمام الكافي من الأهل .فالأم مشغولة بالأعباء المنزلية والأب يقضي معظم أوقاته خارج المنزل لتأمين لقمة العيش …فأين الاهتمام الأبوي العاطفي الذي يحصل عليه الطفل ، فيصاب منذ نعومة أظافره بالإحباط ..الذي لا يظهر بصورة مباشرة في حياته لأنه يخزن في العقل اللاواعي له فيصاب هذا الطفل بالكبت العاطفي لأنه بحاجة إلى فيض من حنان والديه حتى يستطيع ان يحب نفسه بالبداية .
لأن الإنسان يجب ان يجب نفسه ثم نفسه ثم نفسه ثم من فيضه سيحب الأخر فمن أين سيأخذ فيض الحب وهو منذ صغره محروم منه …وينمو هذا الشاب وينمو معه الكبت في العقل اللاواعي وعندما يكبر هذا الطفل يخرج إلى الشارع ، وكونه غير محصن من الناحية العاطفية من حنان والديه فإنه يتشرب بسرعة الشراسة والعدوانية من الشارع وهنا ايضاً يفقد براءة الأطفال التي فيه ويتحول إلى عدواني شرس يعاني من الآلام النفسية والتي ايضاً تفضل مكبوتة في العقل اللاواعي لديه .ويفضل هذا الشاب اليانع تائه في ميادين الحياة يبحث عن بريق امل له ومع تقدم خطواته نحو الأمام يقع في حب فتاة وتبدأ مشاعره بالتحرك إلا ان ظروف الحياة والعادات والتقاليد وعدة أسباب أخرى تمنعه من الاقتراب من فتاة أحلامه والإفصاح عن حبه لها فهنا ايضاً يصاب بكبت جنسي عاطفي يلازمه في عقله اللاواعي
وجاء وقت دراسته في الجامعة!!!!!ومدى الصعوبات التي يتعرض لها من ناحية الدراسة وعدم توفر فرص عمل بعد التخرج وووووووووالخ إلى ما هنالك من مشاكل وأنواع من الكبت التي لا تحصى
ماذا تنتظرون من شاب يعاني من الكبت على مختلف أصعدته أن يعطي للمجتمع واي نوع من العطاء سيعطي واذا كان قادراً على العطاء سيكون ( عطاء ناقص ) كيف نطلب منه ان يتقدم وهو محصور بعدم تفعيل الطاقة الذاتية لمقدراته. وعواطفه ليست متواجدة بمسارها الصحيح تجده تائه يبحث عن طريق بين طرق الحياة محشو بأفكار سلبية لا احد يعبأ لصرخاته الداخلية يريد حلاً …؟؟ يريد أن يسير على الطريق الصحيح ولكن اين يكمن هذا الحل …
سؤال جداً مهم نسأله لأنفسنا كيف يمكننا أن نساعد هذا الشاب التائه منذ نعومة أظافره ونزع الكبت المحفور في أغوار نفسه
الحل الوحيد وبرأيي الشخصي إحداث مراكز تخصصية نفسية بأجور زهيدة يعمل بها مختصون بالعناية النفسية أناس طيبة صادقة محبة معطائة تقف مع هذا الجيل بالإرشاد النفسي وإزالة العوائق المترافقة من نعومة أظافره وارشاده بطرق نفسية علاجية واضحة وبهذا نكون قد أعدنا حراثة الأرض بأسس مدروسة وأعطيناها السماد اللازم أن تأخذه منذ أعوام لتنمو ثماراً فائضة بالمحبة ولخلق جيل جديد مملوء بطاقات ايجابية مزروعة به بذرة الحب خالي من ذنوب البشر التي رافقته طوال حياته حتى يصبح لدينا جيل جديد مبني على الحب والفضيلة مغمور بالطاقات الايجابية التي تفيض على حياته وتشع على المجتمع بأكمله …