فريد ميليش كتب لزهرة سورية الوطن أقوى من الحراب
كشف التفجيرات الإرهابية التي استهدفت دمشق وحلب وبوضوح نوعية النوايا القائمة لدى بعض الأطراف الخارجية التي تمارس الفعل الإرهابي على الأرض، لتضيف دليلاً جديداً على
عجز وإفلاس أطراف المؤامرة على سورية وشعبها، ولجوئهم إلى هذه الأعمال الإرهابية بغية إفشال وإجهاض أي محاولة سورية مسؤولة للخروج من الأزمة.
لقد أغضبهم وأقلقهم انتصار سورية على الأزمة وخوفهم أن تجتاز الامتحان الصعب في تصديها للمؤامرة وإحكام سيطرتها على بؤر التوتر التي خلقوها ودعموها بالمال والسلاح والعتاد، وأن تتابع مسيرة الإصلاح الظافرة بدعم شعبي عارم عبرت عنه مسيرات الأيام الأخيرة تحت عنوان المسيرة العالمية من أجل سورية لذلك بيتوا نياتهم الخبيثة لضرب هذا الانتصار السوري.
ولم يكن مستغرباً أن يتزامن وقوع التفجيرات مع الدعوات المتكررة من قبل السعودية وقطر لتسليح المعارضة السورية، وكذلك مع الحديث عن إرسال السعودية معدات عسكرية إلى الأردن، بغية إيصالها إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، فكانت النتيجة مزيد من الدم السوري الطاهر.
ما حصل يقدم الدليل تلو الآخر على سقوط من يدعون المعارضة في الوقت الذي يرتبطون فيه بأجندات خارجية وبتآمر دولي تجاوز كل الحدود في دعمه للعمليات الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة طيلة عام كامل، انتقاماً من صمود السوريين وانتصارهم لسوريتهم.
ورغم قساوة ووحشية ما حصل ويحصل إلا أنه لم يكن مفاجئاً للشعب السوري الذي قال كلمته لا للتدخل الخارجي ولا للمؤامرة الخارجية والتف حول قيادته ما جعل قوى الشر تتخبط في مؤامرتها على سورية، فلم تترك شكلاً من أشكال التآمر إلا وسلكته لكن ذلك لم يزد سورية إلا قوة ومنعة وانتصاراً على المؤامرة.
السوريون وبكل فئاتهم وأطيافهم يعتبرون أن ما حدث ويحدث إنما هو مجرد إفلاس للدول التي تقود حرباً على سورية، وفشلها في تحقيق ما كانت تصبوا إليه وهو ضرب إرادة الشعب السوري بغية تطويعه والنيل من صموده وكسر قدرته على التصدي للمؤامرة التي تبحث عن طريقة لإلغاء هذا الشعب وتهميش دوره وفعله وتأثيره، وهذا ما لم يسمح به السوريون الذين قالوا للعالم أجمع وبكل الوسائل من خلال نزوله إلى الساحات والميادين وهتف بحناجره التي صدحت باسم الوطن وتاريخه وتراثه وحضارته.. إن المؤامرة محكوم عليها لا محالة بالإخفاق الذريع وإن الوطن أقوى من الحراب التي تحاول الوصول إلى موقع القلب منه.