دراسة أمريكية تحذر: الأغنياء الأكثر كذبًا وخداعًا
تجارب بحثية تشير إلى أن الأشخاص الأغنياء أكثر عرضة للتصرف بطريقة غير أخلاقية والتعامل بالكذب والخداع.
أظهرت سلسلة من التجارب أجراها علماء النفس في جامعة كاليفورنيا، أن الأغنياء أكثر عرضة للتصرف بطريقة غير أخلاقية والتعامل بالكذب والخداع.
لكن خبراء علم نفس واجتماع رفضوا -في تصريحات لـmbc.net- نتائج الدراسة، مؤكدين أنها تحمل تعميمًا خاطئًا، لكونها لا تعبر عن كل الأغنياء، ولأن هناك عوامل عديدة تساعد في تشكيل الجانب الأخلاقي للشخص ولا يمكن حصرها في الفقر والغنى فقط. ويقول بول بيف المسؤول الرئيسي عن الدراسة: "إن زيادة الثروة لدى الإنسان تجعله يريد مزيدًا، وطلب الزيادة يقوده إلى ثني أو كسر قواعد النظام والقانون لخدمة المصالح الذاتية"، بحسب الموقع الإلكتروني لشبكة "سي إن إن". واستُخلصت النتائج التي توصل إليها فريق البحث، من سبع تجارب منفصلة، تضمنت البحث على أكثر من ألف شخص في جميع نواحي الحياة. واستخدم بيف وزملاؤه مجموعةً من التدابير لقياس "الوضع الاجتماعي والاقتصادي؛ مثل مستويات التعليم، والدخل السنوي، وتصور المشاركين الخاص لمكانتهم الاجتماعية. وفي التجارب الأولية، جلس الباحثون على الأرصفة قرب جامعة كاليفورنيا، بهدف التحقق من العلاقة بين نوع السيارة، وسلوك السائق. وكان سائقو السيارات الأحدث والأكثر فخامة عرضة لمضايقة سائقي السيارات الأخرى وأقل انصياعًا لقوانين ممرات المشاة؛ إذ تجاهل ما يقرب من 45% منهم المشاة، مقارنة بنحو 30% من سائقي السيارات الأكثر تواضعًا. في تجربة أخرى، طُلب من مجموعة من طلاب الكلية الإجابة على تساؤل حول مدى استعدادهم للانخراط في سلوك غير أخلاقي في سيناريوهات الحياة اليومية المختلفة؛ مثل اتخاذ ورق من طابعة المكتب الذي يعملون فيه، وعدم تصحيح الخطأ لأمين الصندوق، أو قبول نصائح غير مشروعة حول الامتحان المقبل. وتكررت نتائج تجارب القيادة؛ إذ كان الطلاب الذين رأوا أنفسهم من الطبقة الأعلى على السلم الاجتماعي الاقتصادي أكثر عرضة من أقرانهم في اتخاذ قرارات أقل من الشرفاء في حالات افتراضية. وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت الدكتورة سحر طلعت المستشارة الاجتماعية لـmbc.net: "إذا كانت العينة المستخدمة في هذه الدراسة ممثلة لقطاع معين لا يمكن القول إنها ممثلة لكل أغنياء العالم، ولذلك التعميم هنا يعد خطأ علميًّا".وأضافت: "هناك عوامل كثيرة تؤثر وتشكل الجانب الأخلاقي عند الإنسان؛ مثل التربية البيئية القدوة الحسنة والتدين الحقيقي غير المغشوش، ولذلك فحصر التراجع الأخلاقي في عنصر واحد غير صحيح على الإطلاق". ولم يختلف رأي الدكتور زين العابدين درويش -أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة- عن سابقه؛ حيث أكد أن هناك عوامل كثيرة تشكل سلوك الإنسان وأخلاقه؛ مثل التربية والمناخ الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع، لذلك لا يمكن القول إن الانحراف الأخلاقي سمة مرتبطة بالثراء.