عيد الأم.. وقفة عرفان لإنسان جند نفسه في خندق العطاء اللامحدود
يأتي عيد الأم في كل سنة ليوفر فرصة لأفراد المجتمع لرد أجزاء بسيطة من المعروف الذي قدمه أناس لا يعرفون الملل أو التعب أو الانكسا
ر فهم أناس جندوا أنفسهم ليكونوا في خندق العطاء اللامحدود فالأم التي يعتبر الاحتفال بعيدها اعترافا صريحا بتضحياتها تجاه ابنائها واسرتها هي المكون الجوهري للمجتمعات والأوطان.
وخلال مسيرة الأجيال تسعى الشعوب لتكريم الأم في وقفة احترام لدورها النبيل الإنساني والتربوي والاجتماعي فضلا عن دورها كشريك في تطور وتقدم المجتمعات فكان الاحتفال بعيد لها في يوم من ايام السنة تقديراً لما تبذله من جهد في تربية أجيال الحاضر والمستقبل وتكريساً لقيم الأسرة والمحافظة على وحدة المجتمع.
وتبرز الأم كرمز للعطاء في كل تفاصيل الحياة حتى غدت بفيض مشاعرها وتفانيها في تربية أبنائها مادة مستحبة وثرية للشعر والأدب إذ يحفل الارث الثقافي بالتغني بالأم والعلاقة الروحية بها.
وقالت غادة عجم معلمة روضة اطفال ان الأم هي ربيع الحياة وفي عيدها تشعر بتقدير التضحيات التي قدمتها على مر السنين متمنية من كل أم سورية أن تكون واعية لهذه المرحلة وأن تتصرف مع أبنائها بحكمة فدور المرأة بشكل عام والأم بشكل خاص لا يقل أهمية عن دور الرجل الذي يعيل الأسرة ويشارك في بناء المجتمع فهي التي تقوم بتربية وإعداد أجيال من الشباب وبناة المستقبل ليكونوا عناصر فعالة ومنتجة في المجتمع.
بدورها رأت سمر دملخي ربة منزل أن للأم دورا كبيرا ولاسيما في هذه الظروف التي يمر بها الوطن من خلال متابعتها ومراقبتها لأبنائها واتباعها الحوار البناء والتربية الوطنية منذ الصغر وتنشئة الطفل على حب الوطن والتضحية والشهادة في سبيل الدفاع عنه وصون كرامته مؤكدة أن الأم لعبت على مر العصور أدوارا متعددة فكانت القائدة والمناضلة والمربية فهي تربي أطفالها دون أن تتخلى عن طموحاتها بالمستقبل.
وقالت ميسون الحمادو مدرسة في مدرسة ابتدائية اننا في هذا اليوم نوجه التحية الى سورية الوطن والأم راجين من الله أن يعيدها سالمة متعافية مشيرة الى أن المرأة ركن مهم من أركان المجتمع وبتطورها يتطور المجتمع وبتخلفها يتخلف لذلك يجب الالتزام والتأكيد على تعليمها وتربيتها بشكل سليم.
وأوضحت جوانا شحط عضو في فرع الاتحاد النسائي العام بحلب أن الأم تستمد العطاء من الأرض وبقدر ما تكون حاملة للبذور الصالحة فهي ستعطي الثمار اليانعة القادرة على تحمل مسؤوليتها تجاه وطنها وأمتها مبينة أنها جهدت لتربية أولادها لكي يكونوا في أفضل حال.
وأكدت عهد شيحة مسؤولة الاعلام والثقافة في الاتحاد النسائي بحلب أن الأم تتفرد بنبل المشاعر وحب العطاء فاستمدت منها رموز الخصوبة والحياة والتجدد عدا عن كونها ملاذاً للطمأنينة والسلام اضافة إلى أن كل امرأة هي أم بداخلها لأنها تشكل مشروعاً أسروياً متكاملاً ونستطيع من خلاله توجيه دفة المجتمع إلى الأهداف النبيلة والسامية التي ترنو كل أمة إليها.
وكانت سورية من أوائل الدول التي أعلنت عيد الأم عطلة رسمية وفقاً للمرسوم التشريعي 104 عام 1988 باعتبار 21 آذار من كل عام عيداً رسمياً في الدولة تعطل فيه الجهات الرسمية والعامة للاحتفال بهذا العيد تكريماً للأم والمرأة وتقديرا لعطاءاتها وما تقدمه من أجل بناء الأجيال وتنشئتهم.