“واشنطن تايمز”: النظام السوري نجح بمعركة البقاء
أخذت تسريبات مسؤولي الغرب بشأن سوريا قدرة نظامها على البقاء رغم كل الضغوط، تجد طريقها إلى وسائل إعلام الغرب الرئيسية التي باتت تخصص صفحات رئيسية للحديث عن “نجاح” النظام بتجاوز الأزمة إلى حد بعيد وانه بات في موقع القوي
في المعادلة نتيجة عوامل كثيرة منها ما يتصل بقدارته الذاتية التي ققل خصومه من شأنها كثيراً ومنها ما له علاقة "بقسوة" تعاطيه مع الاحتجاجات وآخر له علاقة بالتعقيدات الإقليمية والدولية التي ساعدت كثيراً حسب محللي الغرب في بقاء النظام السوري قوياً بوجه العاصفة. واعترف مسؤولون شرق أوسطيون بأنهم قللوا من شأن الرئيس بشار الأسد، الذي مازال في السلطة، ويلتزم موقفاً هجومياً بعد مرور عام على التظاهرات المناوئة لنظام حكمه. وأشاروا إلى أنه ومع استمرار تلقي الدعم من روسيا والصين، تمكن الرئيس الأسد من المحافظة على السلطة على مدار أعوام.
و نقلت اليوم صحيفة واشنطن تايمز الأميركية عن فواز جرجس، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، قوله: "على عكس الأزمة في ليبيا، عملت عوامل متغيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي على تعقيد وتفاقم الوضع في سوريا، وهذا هو السر وراء بقاء الرئيس الأسد في الحكم بعد مرور عام على بدء التظاهرات الشعبية المطالبة برحيله".
وتابع جرجس حديثه بالقول: "لقد قللنا من شأن البقاء في السلطة والقوة التي يحظى بها نظام الأسد". فيما لفتت الصحيفة إلى إن الأحياء التي تحولت إلى معاقل لجماعات المعارضة سرعان ما تم السيطرة عليها وإخراج المسلحين من المشهد.مع هذا، تقول الصحيفة، لا يزال يتدفق الآلاف السوريين إلى الشوارع في أنحاء متفرقة من البلاد احتجاجاً ضد النظام، كما قاد اندلاع المزيد من أعمال العنف في المنطقة إلى تخوف المحللين من أن يتحول الصراع السوري إلى حرب أهلية طائفية شاملة أو حتى إلى حرب عصابات.
وعن موقف الصين وروسيا إزاء تطورات الأوضاع في سوريا، نقلت واشنطن تايمز عن روزماري هوليس، أستاذ دراسات سياسة الشرق الأوسط في جامعة سيتي في لندن، قولها "لم تعد سوريا إلى حد بعيد حليفتهما الأقوى في المنطقة. وبدا من الواضح تماماً أنهما لا يحبان فكرة أنه على أساس المسؤولية الملقاة على كاهلهما لحماية الشعب أو الفظاعات الإنسانية، فإن بمقدور الحكومات الغربية أن تمضي وتغير الأنظمة أو تدخل وتساعد المواطنين على الإطاحة بحكوماتهم. فهذا أمر لا يمكنهما تحمّله من حيث المبدأ". وأردفت الصحيفة بنقلها عن محللين قولهم إن موسكو قلقة من أن تحظى السلطة التي حصل عليها الإسلاميون في الشرق الأوسط بأصداء داخل مجتمعات روسيا المسلمة.
وقال بول سالم، مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت "أظن أن روسيا ستلتزم بموقفها على المدى القريب، وخاصة إن نجح النظام السوري نسبياً وأحرز نجاحين فعلياً. مع هذا، فإنه وإن سارت الأوضاع في سوريا نحو الأسوأ واتسع نطاق العنف على نحو أكبر، وإذا بدا أن النظام يتدهور ويتراجع، فإن روسيا لن تبقى في موقع المساند للنظام حتى النهاية".
ورغم تأكيد بعض المحللين أن أيام الرئيس الأسد في الحكم باتت معدودة، في وقت تزداد فيه وضعية الاقتصاد سوءًا، مع استمرار فرض العقوبات من جانب الحكومات الغربية، أشار آخرون إلى أن النظام أبلى بلاءً حسناً مقارنةً بالحكومات التي أطاحت بها ثورات الربيع العربي، مثلما حدث في مصر وليبيا وتونس.
وأكد هذا الفريق من المحللين أن الرئيس الأسد لا يتطلع في الوقت الراهن إلى البحث عن إستراتيجية للخروج من السلطة. هنا، عاود سالم للقول: "بإمكان الرئيس الأسد أن يذهب إلى العديد من الأماكن – كالدوحة، وإيران، وروسيا، وقد تعرّض عليه دول أخرى إمكانية الذهاب إليها – لكن هذا ليس ما يحدث على أرض الواقع. فالنظام يحارب من أجل تحقيق النصر، ولم يتعرّض للهزيمة حتى الآن. صحيح أنه فقد السيطرة على مناطق عدة، لكنه عاد وبسط سيطرته عليها بسهولة نسبية وبالمقارنة بباقي الأنظمة في المنطقة، فإنه أبلى بلاءً حسناً بشكل ملحوظ للغاية.
ويشعر مسؤولو النظام بأن بمقدورهم الخروج من تلك الورطة، وأن ينتصروا بشكل أو بآخر في نهاية المطاف". فيما أشار محللون آخرون إلى وجود بعض الانشقاقات من جانب بعض الرُتب الكبرى للانضمام إلى صفوف المعارضة، التي بدأت تسلّح نفسها، وهو ما جعل الكثير من المحللين يؤكدون أن الرئيس الأسد سيتعيّن عليه الرحيل في النهاية.