العلاقات السعودية الإسرائيلية – (ح1 )
عبد العزيز كان البداية على عكس ما تتداوله وسائل الإعلام فإن العلاقات السعودية – الإسرائيلة عميقة الجذور. وقد ظلت خافية حتى ظهرت إلى العلن خلال حرب الخليج الثانية (الحرب العراقية الكويتية).
ويمكن القول أن أول لقاء سعودي – صهيوني يعود تاريخه إلى عام 1939 عندما عقد بلندن مؤتمر حول القضية الفلسطينية حضره الأمير فيصل الذي كان آنئذ وزيرا للخارجية, إذ اجتمع الأمير السعودي عدة مرات منفردا بالوفد اليهودي في المؤتمر حيث كان الملك عبدالعزيز يبذل قصارى جهده لتوطيد علاقاته بالأمريكان. وبمرور الوقت وعندما أصبحت القضية الفلسطينية أكثر التهابا أفلح الأميركان في اقناع الملك عبدالعزيز بالتحايل اللفظي من أجل التخلص من المسؤولية التاريخية وذلك بإصدار بيان شديد اللهجة ضد اليهود ولكن دون أي تعهد من جانبه بالعمل ضدهم. وقد ظهر ذلك بوضوح في حرب عام 1948. واستمر هذا الموقف ليكون أساسا للسياسة السعودية حول القضية الفلسطينية مجرد بيانات فارغة ومسايرة للرأي العام العربي لكن من دون أي التزام.
عبد الناصر والصراع الأسري
وعندما تسلم الملك سعود الحكم وبدأ مغامراته مع النظام المصري بعد ثورة يوليو 1952 بالاقتراب منه مرة والإبتعاد عنه مرات أخرى شعرت إسرائيل بالقلق, واستطاع موفدوها, تحت مظلة شركة "أرامكو", أن يجدوا طريقهم إلى الملك سعود, ونجحوا في تحريضه ضد عبدالناصر بعد أن أخفقوا في الوصول إلى الأمير فيصل ولي عهده الذي كان معجبا بعبدالناصر وكان يأمل في أن يكون حليفا له في صراعه ضد أخيه الملك سعود. وفي عام 1958 ومع قيام الوحدة السورية – المصرية تدهورت العلاقات السعودية – المصرية إلى حد بعيد, وأصبح الملك سعود مقتنعا بأن عبدالناصر – بعد حرب السويس وقيام الوحدة المصرية – السورية وحل حلف بغداد – يطمع في السيطرة على المنطقة العربية كلها. وكانت إسرائيل تعلم بعلاقات سعود بسوريا ونجحت في إقناعه بضرورة استغلالها لمصلحة العائلة السعودية واسرائيل لمهاجمة الوحدة والأجهاز عليها. فبدأت بالعمل فورا حيث تم تشكيل لجنة سرية مؤلفة من موظفين يعملان في شركة آرامكو: الأول ضابط مخابرات اسرائيلي يحمل جواز سفر أميركي ويعمل في قسم العلاقات العامة بالشركة والآخر سعودي غير معروف من أصل سوري. وقد توصلت اللجنة إلى أن عبدالحميد السر اج الرجل القوي الذي يرأس جهاز المخابرات السورية يمكن أن يكون المفتاح لضرب الوحدة , لأنه شخص فوق الشبهات ويتمتع بثقة عبدالناصر الخالصة. فامطروه بالصكوك المالية التي تسلمها بدوره وأعلن عنها فيما بعد لفضح المؤامرة الموجهة ضد الوحدة المصرية – السورية والتي تتضمن في تفاصيلها اغتيال عبدالناصر. وحين حملت وكالات الأنباء خبر الكشف عن المؤامرة باء سعود بالخسران ووجد فيصل فرصته للإنتقام, فسافر إلى القاهرة وقابل جمال عبدالناصر ليتأكد بنفسه من أن المؤامرة قد جرت حقيقة وليست مجرد دعاية معادية. وما أن قدم إليه ملف المؤامرة مع الصكوك المالية واشرطة التسجيل حتى أعلن براءته منها وحاول استغلالها للمساعدة على إقصاء أخيه سعود عن الحكم.
فيصل يدخل على الخط
ولم تستسلم اسرائيل إلى الهدوء. فقد وجدت في سياسة التأميم لعبدالناصر فرصتها لاستعداء فيصل الذي أخذ يتغير موقفه إزاء عبدالناصر. وبالفعل عبر عن عدائه له علنا . ولم يكن هذا التغير سهلا على فيصل الذي عرف بالحكمة والتأني في اتخاذ قراراته وعدم تغيير موقفه بشكل مفاجئ ودون مبرر قوي. ولكن الأكثر أهمية هو أن عداءه لسعود كان قد دخل في نفس الوقت طور المواجهة الحادة. فلماذا تغير بهذا الشكل وخسر حليفا مهما في العالم العربي كان يمكن أن يساعده في التغلب على أجنحة سعود الأخرى؟
خلية فكتوريا
في كلية فكتوريا في الأسكندرية (أوائل الخمسينات) التي كانت في الحقيقة مركزا لتجنيد وتخريج عملاء الأمبراطورية البريطانية كان هناك ثلاثة طلاب يدرسون في صف واحد وهم: شخصية عربية تبوأت عرش الملكية في دولة عربية مشرقية وكمال أدهم صهر الملك فيصل والذي أصبح فيما بعد مديرا للمخابرات السعودية وعدنان خاشقجي الذي أصبح فيما بعد من أهم تجار السلاح في العالم وذا علاقات وثيقة بالمخابرات الأمريكية – الإسرائيلية. وقد استطاعت المخابرات الأميركية تجنيد الثلاثة وغيرهم لتحمل المسؤوليات الموكولة اليهم: الاول ملكا وكمال أدهم مستشارا لفيصل ومسؤولا عن المخابرات بينما اختار عدنان خاشقجي حقل الإتجار بالأسلحة والعلاقات السياسية العامة (وهذه هي الطريقة المهذبة لتجنيد العملاء).
وعندما تبلورت شخصية عبدالناصر السياسية بعد انتصاره في تأميم قناة السويس وفشل نظرية ملء الفراغ الأميركية التي عرفت فيما بعد بمشروع إيزنهاور أدركت أميركا أن رهانها على عبدالناصر كان خاسرا , وتوصلت المخابرات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية الى وجوب تحجيم عبدالناصر وتخريب علاقاته بالحكام العرب , ذلك أنه رغم الفائدة المجنية من أسلوبه في الحكم فإن شعبيته الواسعة يمكن أن تشكل خطرا شديدا على مصالح أمريكا واسرائيل في المنطقة.
كان هذا الوقت ملائما لمجموعة فكتوريا لكي ينهضوا بمسؤولياتهم, فبدأ الملك المذكور بارسال تقارير إلى العربية السعودية ضد عبدالناصر محذرا من طموحاته في المنطقة. وأخذ كمال أدهم يحشو رأس فيصل بالمعلومات الخاطئة التي عززها بالمعلومات الأميركية التي استطاع الحصول عليها مباشرة من الأمريكان أو عن طريق خاشقجي. وعندما نجحت هذه المجموعات في مهمتها تدخلت آرامكو للمرة الأولى فارسلت للملك سعود تقريرا مفصلا لما أسمته بـ:"تحركات عبدالناصر" وكانت المؤامرة التي انهت الوحدة المصرية – السورية عام 1961 ذروة النجاح لتلك الجهود.
ووفقا للمصادر الإسرائيلية فقد تحركت العربية السعودية لمهاجمة عبدالناصر وفكرة الوحدة العربية. وكان مؤتمر شتورا في لبنان تتويجا لهذا الهجوم. وفي نفس الوقت شاركت الصحافة اللبنانية التي بدأت السعودية بالسيطرة عليها في حملة دعائية ضد عبدالناصر لم يسبق لها مثيل. وفي هذه الأثناء تم تكوين أول مجموعة عمل اسرائيلية – سعودية مشتركة كانت تواصل اجتماعاتها في إحدى الشقق ببيروت بهدف توجيه الوضع العربي وفق خططها. وبعد ذلك انضمت ايران إلى المجموعة بعد ما وصل عداؤها لعبدالناصر حدا لا عودة بعده. وكانت المهمة الموكولة لتلك المجموعة هي:
1- صياغة نظرية سياسية متلبسة بلبوس الإسلام متعاطفة مع الغرب لاحتواء أي آثار جانبية لحركة القومية العربية ضد الغرب.
2- تحجيم عبدالناصر.
3- نشر وتعزيز فكرة التحالف العربي – الغربي تحت قيادة أميركا وجعلها مستساغة في الأقطار العربية.
وقد أخذت المجموعة في اعتبارها جميع التجارب التي فشلت سابقا مثل حلف بغداد والحلف الإسلامي ومشروع ايزنهاور. وعكفت على إعداد خطة لتحقيق تلك الأهداف وكانت المهمة صعبة بسبب الظروف الاجتماعية المعقدة في المنطقة.
ثورة في اليمن
وفجأة وقبل أن يستقر رأي المجموعة على أية خطة , انفجرت ثورة اليمن (26 سبتمبر 1963) التي قلبت الوضع كله رأسا على عقب, حيث تدخلت مصر لتأييد الثورة فتزايد الخطر على العائلة السعودية الحاكمة التي اعتقدت أن الثورة في اليمن وتأييد مصر لها يعني بداية خلق صراع في المملكة وحفز المعارضة السعودية غير الظاهرة للعيان على البروز.
وفي غمرة ارتباك السياسة السعودية إزاء الثورة اليمنية ومع تزايد حدة الصراع على الحكم بين سعود وفيصل قام كل من الملك المذكور وكمال أدهم وعدنان خاشقجي (مجموعة فكتوريا) بدورة ناشطة وفقا لتوجيهات المخابرات المركزية الأميركية, وكان ذلك تحت امرة مباشرة من قبل رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي في ذلك الوقت المدعو روبرت كومر الذي كان على صلة قوية باسرائيل وآرامكو.
وقد جابهت هذه المجموعة مشكلة صعبة وحادة في شخص الرئيس الأميركي جون كينيدي الذي كان على علاقة حسنة مع عبدالناصر, حيث كان بين الإثنين اعجاب متبادل لدرجة أنه اقتنع بالاعتراف بالثورة اليمنية وأخبر فيصل رسميا أن مخاوفه من عبدالناصر والثورة اليمنية أمور مبالغ فيها, وأن على العائلة السعودية أن تصرف إهتماماتها إلى تطوير بلادها بدلا من أن تخوض خصومات لا مبرر لها.
هكذا دخل فيصل القفص
غير أن رسائل كومر باعتباره مسؤولا عن مجلس الأمن القومي الأمريكي استمرت بالوصول إلى كنيدي وركزت على نقطة الضعف لدى أي رئيس أمريكي وهي ضرورة حماية أمن اسرائيل وتجنب معاداة السامية. وقد طلب من الرئيس الأميركي أن يخبر الأمير فيصل لدى اجتماعه به في تشرين الأول (أكتوبر) عام 1962 ما يلي:
1- إن مساعدتنا لمصر تهدف إلى كبح عبدالناصر واحتوائه وليس اجباره على الإرتماء في أحضان السوفيات.
2- إنه من الضروري للملكة العربية السعودية أن لا تتبع سياسة التمييز ضد اليهود الأميركان العاملين في المملكة. وإذا لم يحترم السعوديون هذا العهد الذي قطعه الملك سعود فسوف يكون تأثير ذلك سلبا على علاقات الصداقة السعودية – الأميركية لإن اسرائيل وجدت لتبقى دائما .
وقد أبلغ فحوى الرسالة إلى فيصل وكان الهدف منها ثنيه عن أية خطة لديه للتعامل مباشرة مع اسرائيل لمجابهة عبدالناصر. وفي غضون أيام قليلة وصل فيصل إلى لندن لمناقشة كيفية معالجة الوضع في مواجهة الثورة اليمنية والتدخل المصري اللذين كانا خطرا يهدد كلا من الحكم السعودي واستمرار الوجود البريطاني في اليمن الجنوبي, بل ويشمل في تهديده كل منطقة الخليج وتدفق النفط الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة للغرب.
وتحرك على الفور كومر مع مجموعة فكتوريا. وإذا كان كنيدي لا يريد اتخاذ موقف أميركي بشأن اليمن استجابة للضغط السعودي فإن البريطانيين كانوا مستعدين ليفعلوا ذلك لإنهم شعروا بالخطر المباشر في عدن, آخر معقل للأمبراطورية البريطانية في الوطن العربي والذي يسعى عبدالناصر لإزالته.
كانت الإستراتيجية الإسرائيلية هي أن تضع ولأول مرة فيصل على اتصال مباشر مع اسرائيل بواسطة عضو مجلس العموم البريطاني المحافظ الصهيوني الميول الذي ترأس ما سمي"جماعة السويس" المدعو جوليان أيمري, وذلك بالتعاون مع النائب ثم الوزير البريطاني دنكان سانديز الذي كان يزايد على الإسرائيليين في عدائه لعبد الناصر. ولكي يعطى الإجتماع أهمية خاصة قام السير دوغلاس وايت رئيس جهاز التجسس البريطاني ام.اي.سكس بتقديم فيصل إلى ايمري وحضور القسم الأول من الأجتماع. وفي كتابه الصراع على اليمن ذكر ايمري أنه أخبر فيصل بأن نجاح الكولونيل عبدالناصر في الحصول على موطئ قدم في الجزيرة التي هي مركز أهم الإحتياطات البترولية في العالم العربي والعالم قاطبة ينذر بالشر وينبغي على جميع الأطراف المتأثرة مصالحها مقاومته. وقد أخبر فيصل أن أية محاولة لمواجهة ناصر عسكريا سوف تسحق, وأن الحل هو إقحام اليمن في حرب أهلية يكون لإسرائيل فيها دور أساسي ومباشر, هذا بالإضافة إلى ايجاد تحالف قوي بين النظامين السعودي والأردني وإنهاء حالة التوتر الموجودة بينهما. وفي ذات الإتجاه سعت بريطانيا رسميا محاولة تغيير الموقف الأميركي إزاء ناصر والثورة اليمنية.
قاعدة إسرائيلية في السعودية
وشهدت المناقشات بين لندن وواشنطن خلافات حادة حول الأسلوب الأمثل لمعالجة الأزمة اليمنية, وللتعامل مع عبدالناصر في اليمن. وقد ارتاعت لندن من إلحاح كنيدي على إيجاد تسوية في اليمن مادامت بريطانيا لا تعتبر الثورة حركة ضارة. لذلك تحركت بالتعاون مع اسرائيل لاثارة القوى الضاغطة ممثلة بشركات النفط والبنوك التي اذا ما وجهت ضغوطها استطاعت أن تنجز شيئا .
وعلى الرغم من كل ذلك فإن كنيدي اعترف بالنظام الثوري في اليمن وإن كان اعترافه هذا مصحوبا ببعض الشروط. وعلى ما يبدو فإن فيصل ربما كان مقتنعا بان التعاون مع اسرائيل يجب إلغاؤه بعد الاطاحة بسعود وتتويجه ملكا مكانه, ولكن موافقته في اجتماع تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1962 على التعاون السعودي الأسرائيلي لمهاجمة الثورة وعبدالناصر أوجدت وضعا على أرض الواقع لا يمكن إلغاؤه أو التخلص منه بسهولة. ويعتبر هذا التعاون مهما جدا كونه أول تعاون تآمري مع اسرائيل موجه ضد أكثر من دولة عربية. ولتدعيم هذا التعاون نجح كومر في اجبار أمريكا على ارسال سرب جوي إلى المملكة العربية السعودية للبقاء هناك تدليلا على تصميم أمريكا على الدفاع عن النظام السعودي ومنع أي هجوم على حدوده, وقد تم ذلك بسبب الحاح الخطة السعودية-الإسرائيلية عليه.
تمكن خاشقجي من الحصول على ميزانية غير محدودة لشراء جميع الأسلحة اللازمة للمرتزقة الإسرائيليين والبريطانيين والفرنسيين والبلجيكيين والجنوب افريقيين الذين تقرر إرسالهم إلى اليمن, وكذلك لتسليح القبائل التي انحازت إلى جانب الملكيين والسعودية.
كذلك حصل كمال أدهم على ميزانية مفتوحة لرشوة القبائل اليمنية ومواجهة متطلبات الجانب الإسرائيلي تحت ستار مساعدة العناصر اليمنية وبالإضافة لكل ذلك اتخذت إجراءات أخرى مثل:
1- استئجار الجنود المرتزقة العائدين من بيافرا والكونغو.
2- اعلان جوليان ايمري النائب البريطاني الصهيوني ودنكان سانديز عن تشكيل مكتب باسم "لجنة الدفاع عن اليمن الإمامية" مستخدمين الضابط البريطاني المرتزق جون كوبر لشراء وتأجير المرتزقة. وشكلت وحدة عمل لهذا الغرض مقرها في سلون ستريت بلندن.
3- تشكيل ايمري مع فتزوري ماكلين زوج ابنه هارولد مكملان لجنة في مجلس العموم البريطاني تحت شعارعدن لن تلحق السويس هدفها الإعلان مباشرة أن بريطانيا تدعم وتشارك في كل شئ يفعله النائب الصهيوني المحافظ جوليان ايمري.
4- تحرك الضابط البريطاني المرتزق جون كوبر عبر الحدود السعودية إلى منطقة الجوف اليمنية ليشكل أول وحدة عمل سعودية – اسرائيلية مشتركة لتوجيه جنود المظلات الإسرائيليين من أصل يمني الذين سينزلون ليذوبوا في المجتمع اليمني كما هو مقرر حيث سيقودون عمليات تخريبية.
5- افتتاح مكتبين لتجنيد المرتزقة أحدهما في لندن والآخر في عدن لنفس الغرض. وقد كان المكتب الثاني تحت اشراف سكرتير الحاكم البريطاني في عدن الضابط في القوات الجوية الملكية (آر.أ.اف) انتوني الكسندر بويل كما أشارت صحيفة الأوبزرفر البريطانية في عددها الصادر في 9 أيار (مايو) عام 1964 وذكره أيضا انتوني ماكلير في كتابه "المرتزقة".
6- كما كان مقررا أن تتحرك بريطانيا بواسطة هؤلاء المرتزقة عبر الحدود بينما تتحرك اسرائيل من جدة وجيبوتي لإنزال الأسلحة لهؤلاء المرتزقة ومؤيديهم في الجبال اليمنية.
7- افتتاح مكتب ارتباط سعودي – اسرائيلي ببيروت إبعادا لتلك الأنشطة عن الأراضي السعودية. وقد أقلق وجود المكتب فؤاد أيوب اللبناني آنذاك فأرسل تفاصيل نشاطه إلى القاهرة لكي يحمي نفسه من عواقب نسج المؤامرات في لبنان ضد مصر.
وكان هدف العملية الاسرائيلية البريطانية السعودية المشتركة استنزاف طاقات مصر في اليمن ومحاولة اسقاط النظام الثوري هناك. وقد لعبت المخابرات السعودية دورا أساسيا وخطيرا جدا في تاريخ العرب الحديث بتبذيرها المال على اسرائيل. إذ تشير بعض المصادر إلى أنه ربما كان الممول الحقيقي لتطبيق فكرة الغزو الاسرائيلي للأرض العربية عام 1967. وكان ايضا الطرف العربي الوحيد الذي عرف بخطة الغزو عشية الخامس من حزيران عام
الحرب العراقية العالمية