علي ابوحبله كتب لزهرة سورية : أمريكا والغرب … ضمن سياسة المقايضة على المعارضة السورية
التوازن الدولي والإقليمي آخذ بالتبلور بعد تحكم قطبي أحادي القوه لأكثر من عشرين عاما ، ألازمه السورية بأبعادها الدولية والاقليميه قد أعادت العالم للعبة توازن القوه ،
أمريكا والغرب قد أقرا بلعبة التوازن الدولي وانتهاء التحكم القطبي الأحادي الجانب للولايات المتحدة الامريكيه ، إن عدم ألقدره على إسقاط النظام السوري وتمكن النظام من السيطرة والقدرة على التصدي للمؤامرة التي حيكت ضد سوريا قد ادخل العالم ضمن التغير الدولي والإقليمي ، فقدت أمريكا ألقدره على التغيير وفقدت زمام المبادرة بشن الحروب وأخذت تتحسب في مغامراتها بعد أن لحقت الهزيمة بمشروعها للشرق الأوسط الجديد بدءا من فشل احتلالها للعراق واتخاذ قرار للانسحاب من العراق بنهاية 2011 والتفكير جديا للانسحاب من أفغانستان من خلال التفاوض مع طالبان هذا الإخفاق الأمريكي انعكس سلبا على أمريكا وحلفائها الغربيين وفي الشرق الأوسط ، أمريكا بسياستها المستجدة الدفاعية عن وجودها ومصالحها في الشرق الأوسط تقف ضد مشروع ضرب المفاعل النووي الإيراني وهي تحجم عن دعم خطة ومبادرة إسرائيل لتوجيه ضربه عسكريه للمفاعل النووي الإيراني وتكتفي بالعقوبات ألاقتصاديه ضد إيران لردعها عن مشروعها النووي لإرغام إيران للتفاوض حول مشروعها النووي مع الدول الست الكبار ، إسرائيل وهي ذراع أمريكا العسكري في الشرق الأوسط فقدت قوة الردع بعد إخفاقها في حرب 2006 للقضاء على قوة حزب الله وإخفاقها بحرب الرصاص المصهور ضد قطاع غزه للقضاء على حكم حماس وما محاولات الاغتيالات الاخيره للقطاع إلا ضمن محاولات اختبار قوة الردع الاسرائيليه حيث تخشى أمريكا وإسرائيل من توجيه ضربه عسكريه للمفاعل النووي الإيراني من ردة الفعل الايرانيه مع حلفائها وانعكاس ما سيلحق من ضرر جسيم بالمصالح الامريكيه في الخليج العربي وبمنطقة الشرق الأوسط وما ستتكبده القوات الامريكيه من خسائر جسيمه بنتيجة ردات الفعل الايرانيه بالتنسيق مع حلفائها من قوى المقاومة بنتيجة ردات الفعل على توجيه الضربة العسكرية لإيران ، المشروع الأمريكي الغربي الإسرائيلي لتجنب الضربة العسكرية وإضعاف إيران هو بإسقاط سوريا من خلال حلفاء أمريكا بالمنطقة ضمن ما تشهده المنطقة بالربيع العربي للثورات التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في تونس والاطاحه برأس الحكم في مصر بتنحي حسني مبارك والتدخل لحلف الناتو في لبيا واغتيال ألقذافي ، ما تقوم به قطر والسعودية وتركيا ضمن المخطط الأمريكي للشرق الأوسط الجديد بالهيمنة الامريكيه والنفوذ التركي ضمن تقسيم العالم العربي إلى دويلات يسهل التحكم فيها ضمن أقليات عرقيه ومذهبيه ضمن سياسة الفوضى ألخلاقه وبث الفتن والاضطرابات في الدول التي تعرضت للتغيير واعتلاء الإسلاميين لسدة الحكم ، إسقاط سوريا هو معادلة التغيير للمنطقة برمتها نظرا لما تتمتع به سوريا من موقع جغرافي متميز ومن عرقيه ومذهبيه متعددة والهدف من إسقاط سوريا محاصرة إيران وإبعادها عن محور سوريا المقاومة مما يحرم إيران موقع استراتيجي متقدم لمواجهة إسرائيل ، لقد أيقنت أمريكا والغرب وإسرائيل استحالة إسقاط النظام في سوريا وأيقنت عدم ألقدره على التغلغل في المجتمع السوري ووصلت لقناعة عدم قدرة المجموعات المسلحة على إسقاط النظام وان هذه المجموعات المسلحة وقوى المعارضة لا تتمتع بشعبيه في الداخل السوري ، إن قوة النظام بالشعبية التي يتمتع بها داخليا والتي قد تصل إلى ما يقارب 60 % حسب استطلاعات الرأي وقوة الجيش العربي السوري وتماسكه حالا ودون إسقاط أو ضعضعة النظام في سوريا حيث تمكن النظام السوري من خلال ما يتمتع به من قوه مكنته من السيطرة على العديد من المناطق التي عدتها أمريكا والغرب قاعدة الانطلاق لإمكانية التدخل في الشأن السوري ، إن التماسك الشعبي السوري ورفضه لتدويل ألازمه السورية ووقوفه في وجه السياسة العدوانية الامريكيه افشل مخطط المعارضة السورية التي استظلت بالمظلة الامريكيه الاسرائيليه بالتمويل القطري السعودي لقد وصلت أمريكا والغرب لقناعه بعجز حلفائها من تنفيذ المخطط المرسوم لهم وعجز كلا من قطر والسعودية وتركيا من إلحاق الهزيمة بالنظام السوري ، فشلت قطر والسعودية من خلال ألجامعه العربية بمحاصرة سوريا ومن إضعاف الاقتصاد السوري ، وفشلت ألجامعه العربية من تجنيد بعثة المراقبين ليكونوا رأس ألحربه للمشروع القطري السعودي وفشلت ألجامعه العربية بدفع الملف السوري لمجلس الأمن من اجل تدويل ألازمه السورية واصطدمت جميع تلك المخططات بالفيتو المزدوج الروسي الصيني ضد مشروعي القرارين لمجلس الأمن ، لقد فشلت أمريكا والغرب من إحداث اختراق في مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس ومؤتمر تركيا سيلاقي الفشل نفسه بنتيجة انعكاس الوضع الدولي والإقليمي على ما تخطط له أمريكا والغرب وحلفائها في المنطقة ، لقد وصلت أمريكا والغرب لقناعه بعدم ألقدره على إسقاط سوريا بالقوة المسلحة بنتيجة الموقف الروسي الصيني المساند لسوريا وأصبحت أمريكا على قناعه بان ألازمه في سوريا لن تحل إلا عبر الحوار والإقرار بتغير موازين القوى التي لا بد من التفاوض على سوريا من خلال روسيا والصين اللذان يصران على دعم النظام في سوريا ، إن بداية الطريق للتغير الإقليمي كان في النقاط الخمس التي توصلت إليه ألجامعه العربية مع وزير الخارجية الروسي سيري لافروف ، وان مهمة المبعوث الاممي كوفي عنان ما كانت لتتم إلا بالتوافق مع روسيا والصين وان دعم مهمة كوفي عنان ونجاحها لا تتم إلا من عبر البوابة الروسية الصينية ، وان القناعة الروسية للتوصل لحل للازمه السورية لا يكون إلا عبر الحوار ما بين النظام والمعارضة السورية وأي حوار لا يتم إلا بتخلي المعارضة السورية عن سلاحها ، وان ما لحق بهزائم بالمجموعات المسلحة قد أوصل الرسالة لأمريكا والغرب ما جعلهم يقايضون على المعارضة السورية ويقرون بشرعية النظام في سوريا ، إن هذا الإقرار للشرعية السورية هو تبني مجلس الأمن في 21 من آذار بيانين رئيسيين أعرب في أولهما الذي اقترحت فرنسا مشروعه عن دعمه الكامل لمهمة كوفي عنان المبعوث الاممي العربي المشترك إلى سوريه وأدان في ثانيهما الذي اقترحته روسيا تفجيرات دمشق وحلب التي سقطت فيه ضحايا مدنيه مؤكدا عزمه على مكافحة الإرهاب بكل مظاهره وأشكاله ، لقد دعا البيان الذي اقترحته فرنسا إلى وقف العنف من قبل النظام السوري والمعارضة وإفساح المجال أمام المساعدات الانسانيه كما أكد أعضاء مجلس الأمن فيه دعمهم للبنود الستة التي قدمها عنان للحكومة السورية كشروط أوليه للتسوية في مقدمتها إلزام دمشق للتعاون مع المبعوث الاممي في إطار عمليه سياسيه شامله من اجل تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري والبنود الستة تشمل وقف زحف القوات السورية نحو المدن الكف عن استخدام الاسلحه الثقيلة وسحب القوات منها إضافة إلى إيقاف العنف المسلح من قبل كافة الأطراف النزاع بصوره دائمة على أساس المراقبة الامميه وذلك بالتعاون مع انان كما دعا المجلس الحكومة السورية والمعارضة للتعاون مع عنان على أساس الاراده الطيبة من اجل بلوغ التسوية السلمية للنزاع وتنفيذ البنود الستة ، لم يعطي البيان مهلة للنظام للتقيد بما ورد في بيانه ولم يوجد تحذيرات للنظام في البيان مع أن البيان ليس ملزم في الأساس إلا أن البيان في معانيه وألفاظه ومحتواه يحمل تغير في الموقف الأمريكي والغرب وبإقرارهما بان هناك تغير في التوازن الدولي والإقليمي وان سوريا بثقلها وبموقفها وبعلاقاتها ألاستراتجيه تعد محورا ولاعبا أساسيا لا بد من مفاوضته والإقرار والاعتراف بوجوده وشرعيته وان المعارضة السورية لا تستطيع تحقيق ما كانت تسعى أمريكا لتحقيقه ، إن مواقف أمريكا والغرب من قضية تزويد المعارضة بالسلاح ومواقفهما من قضية التدخل الدولي في الشأن السوري وإقرارهما بعودة النفوذ الروسي للمنطقة عبر سوريا والعودة الصينية للعب دور دولي جعل من أمريكا والغرب يعيدان موقفهما من المعارضة السورية والسؤال هل بدأ العد التنازلي لصعود المعارضة السورية لأعلى الشجرة وهل أصبحت مطالب المعارضة السورية في النزول من أعلى الشجرة وهل ستشهد الأسابيع القادمة انشقاقات جديدة في صفوف المعارضة السورية حيث سيتفاوض البعض من المعارضة مع النظام السوري ليشارك في اقتسام الحكم قبل أن تخسر المعارضة السورية الخارجية وجودها ، إن على المجموعات المسلحة إنقاذ نفسها ووجودها بان تلقي سلاحها وتشرع في مفاوضة النظام لان كل المؤشرات تشير على أن أمريكا والغرب تقايض على هذه المجموعات المسلحة وان الخاسر من التآمر على سوريا هو السعودية والدوحة حيث ستتقد تلك الدولتان لنفوذهما في العالم العربي وسينعكس تحالفهما مع أمريكا والغرب على مصالحهما وعلاقاتهما في المنطقة حيث أن محور المقاومة والممانعة سيتعاظم وجوده وقوته في ظل التغير في الموازين الدولية والاقليميه والتي يجري التفاوض عليهما لاقتسام مصالح النفوذ بين أمريكا وروسيا والصين والغرب