بعدما أوقفت سوريا مفاوضاتها مع إسرائيل…
عضو في الكونغرس الأميركي بدمشق لتسليم الأسد رسالة من أولمرت.
وصل عضو مجلس الشيوخ الجمهوري أرلين سبيكتر إلى دمشق مساء أمس الاثنين في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، وذكرت صحيفة "جيروزالم بوست" اليوم الثلاثاء أن سبيكتر سينقل رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى الرئيس السوري بشار الأسد، علماً أن سورية كانت أعلنت تعليق المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل كرد على الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة التي أودت بحياة المئات حتى الآن، وقال سبيكتر للصحفيين لدى وصوله إلى مقر إقامته في دمشق إنه سيبحث مع الرئيس الأسد العلاقات الثنائية ويطلع منه على ما تم في المحادثات السورية -الإسرائيلية بوساطة تركية، وأشار سبيكتر إلى أنه يزور سوريا بشكل منتظم منذ سنوات وأن أول زيارة له كانت عام 1984 .
يذكر ان أول وفد أميركي يمثل أوباما كان زار دمشق شهر تشرين الثاني الماضي لمعرفة تأثير انتخاب أوباما على المنطقة والتوقعات التي يحملها الشعب العربي عن سياسة للرئيس الأميركي الجديد وإمكانية تطبيق شعار "التغيير" الذي حملته، وفي زيارة لمقر المعهد العربي للعلوم الدولية والدبلوماسية بدمشق، التابع للأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير، يوم الأربعاء 12/11/2008، أكد الوفد، الذي يضم مثقفين من مجموعة ولايات أميركية، أن جولته في المنطقة تهدف لنقل انطباعات الشارع العربي وتوقعاته عن سياسة أوباما المستقبلية في المنطقة، إضافة إلى رصد فرص الحوار والسلام وحل مشاكل المنطقة، وذلك لنقلها إلى الشعب الأميركي عبر وسائل الاتصال المباشر، إضافةً إلى التعرف على التحديات التي تواجه الإدارة الأميركية على صعيد سياستها في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الرؤية السورية لسياسة الولايات المتحدة التي تساهم في تحقيق شرق أوسط عادل ومستقر، وبيّن الوفد أن المرحلة الراهنة تمثل مرحلة التحديات والفرص بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة، وخلال زيارتهم المعهد العربي للعلوم الدولية والدبلوماسية في مقر الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير، استفسر أعضاء الوفد عن الرأي الشعبي لشروط السلام بين إسرائيل والعرب، والمرحلة التي وصلتها المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة، إضافة إلى ظروف عملية الإنزال الأميركي في مدينة البوكمال، والرد السوري على العملية، ومسألة ضبط الحدود السورية العراقية وغير ذلك من القضايا التي تهم الإدارة الأميركية الجديدة.
أما حول الرأي العام السوري فأكد رئيس مجلس إدارة الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير، د. نزار ميهوب، للوفد وقتها وجود "تفاؤل حذر" لدى الرأي العام السوري من سياسة أوباما في المنطقة، وفيما يتعلق بالرأي الشعبي للتحديات التي تواجه الإدارة الأميركية الجديدة فرأى ميهوب أنها تتمثل في ثلاث نقاط: "أولاً العراق الذي بات بعد الاحتلال الأميركي خزاناً مصدراً للإرهابيين، ثانياً محاربة الإرهاب التي جعلت إدارة بوش منها مبدأً لسياستها أوقعها بجملة من الأخطاء أثرت عليها قبل غيرها"؛ حيث أوضح د.ميهوب أن محاربة الإرهاب انعكست سلباً على الإدارة الأميركية الأخيرة لأنها حاربت شكل الإرهاب الخارجي دون مكافحة مسبباته الحقيقية، ولأنها اعتمدت أسلوب الخلط بين الجماعات الإرهابية وحركات المقاومة الوطنية، أما فيما يتعلق بالتحدي الأخير الذي تواجهه الإدارة الأميركية الجديدة فهو، من وجهة د.ميهوب، السلام العربي الإسرائيلي، وفي هذا السياق اعتبر ميهوب أن اتفاق سوري إسرائيلي يشكل الانطلاقة لعملية سلام شاملة في المنطقة
أما حول حقيقة ما صرح به بعض السياسيين الأميركيين عن أن عملية البوكمال ساعدت في القضاء على أحد الإرهابيين، أكد الوزير والسفير السوري السابق، د. عيسى درويش، للوفد أن ضحايا الغارة هم ثمانية عمال مدنيين سوريين.
يذكر أن الوفد زار أثناء تواجده في سوريا القنصل الأميركي في دمشق ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، والمعهد العربي للعلوم الدولية الدبلوماسية؛ حيث تعرف على التوقعات الشعبية من إدارة أوباما والتحديات التي تواجهه.
ترأس الوفد رئيس مجلس «المصلحة الوطنية الأميركية» يوجين بيرد، وضم الوفد السفيرين السابقين إدوارد بيك وجاك ماتلوك، وعدداً من الديبلوماسيين السابقين وأساتذة جامعيين وممثلين لعدد من الكنائس وشخصيات سياسية.