فلّة: الفن اصبح مثل ساحة سياسية
تستأنف المطربة فلّة الجزائرية نشاطها بعد غياب عن الساحة الفنّية من خلال أغنية خليجية جديدة تحاكي
قضايا المرأة العربية ومعاناتها. في مقابلة مع “سلطانة الطرب العربي” تحدّثت عن جديدها وموقفها من الربيع العربي وخلافها مع رئيس “روتانا” سالم الهندي.
ما سبب زيارتك لبنان؟
أتيت لتسجيل أغنية جديدة من كلمات الشاعرة السعودية سارة الهاجري، وألحاني الخاصة وتوزيع طوني سابا. ستعالج الأغنية موضوعاً إجتماعياً هو المرأة العربية ومعاناتها. على أن أصوّرها على طريقة الفيديو كليب تحت إدارة المخرجة مي الياس. والأغنية رومانسية باللهجة الخليجية.
ما هي الأسباب التي دفعتك إلى اختيار أغنية تتمحور حول معاناة المرأة، خصوصاً مع تزايد الأصوات المطالبة بحقوق المرأة العربية؟
في ظلّ الظروف التي تعصف بالمنطقة العربية، من غير الوارد أن نغنّي الفرح، وبالتالي يجب إلقاء الضوء على قضايانا الإجتماعية. الأغنية مهداة إلى كل إمرأة في يوم المرأة العالمي الذي تزامن هذا الشهر.
برأيك ما هو الدور الذي قد يلعبه الفنان في هذا الشأن تحديداً؟
على كل فنان أن يكرّس جزءاً من فنّه لدعم القضايا العربية. من الضروري أن تكون الكلمة المغنّاة ذات أهمّية كبيرة إلى جانب اللحن. وقد سبق أن طرحت مواضيع إجتماعية مماثلة في عدد من أعمالي السابقة. برأيي، أصبح للمرأة الحق في التعبير عن رأيها وأصبح بإمكانها أن تقول “لا” للعذاب الذي تعاني منه، خصوصاً مع تغيّر العصر، وتطوّره من الناحية الإجتماعية، فالمرء لن يمرّ في هذه الحياة إلا مرّة واحدة، وبالتالي من حقّ المرأة أن تعيش حياة رغيدة.
بالمناسبة ما هو موقفك من الربيع العربي وما يحصل اليوم في الشارع؟
لا شك في أنّني مع المطالبة بالديمقراطية وبحقوق الشعوب العربية، لكن في الوقت نفسه يجب على المواطن العربي أن يتنبّه إلى الفخّ الذي يُنصب له. لذا من الضروري أن تقام طاولات حوار لحلّ الأزمة. وبالتالي يجب أن نتحكّم بعقلنا ونفكّر بحكمة قبل أن نتسرّع ونلجأ إلى الرصاص وهدر الدماء.
كفنانة ما هو تعليقك على القوائم السوداء التي وضعت وضمّت أسماء عدد من الفنانين الذي عبّروا عن موقف سياسي معيّن؟
(تجيب بانفعال واضح) الكلمة الصادرة عن الفنان تصل أسرع وأقوى من أي صاروخ في العالم. وبالتالي عليه أن يعبّر بأعماله، ولا يحق لأحد أن يعطي موقفه السياسي بالكلام والتصريحات. مهمّة الفنان أن يكرّس وقته للفنّ ويقدّم أغنيات تحاكي الوطن.
لماذا لم نسمع من فلّة أغنية خاصة بسوريا، سيما أنّه سبق وأهديت الشعب السوري أغنية “معزوزة يا شام”؟
إن شاء الله سأقدّم أغنية لسوريا وللشعب السوري، لكن ليس قبل أن تتحسن الأوضاع في سوريا وتعود إلى استقرارها. وبالتالي أتمنى ألا يتحول هذا الربيع العربي إلى “ربيع أسود”، لأننا لا نريد المزيد من القتل وهدر الدماء. أقول للمواطن السوري أن يكفّ عن قتل أخيه المواطن وليحصّن نفسه ضدّ العدو وليس ضد أخيه.
بالعودة إلى الشؤون الفنّية، هل تحضّرين لألبوم جديد؟
كيف لي أن أصدر ألبوماً أو أغنية تعكس الفرح والبهجة بالتزامن مع ما يحدث في عالمنا العربي من قتل للأبرياء والأطفال، فهذا الأمر غير وارد في الوقت الحالي.
كيف تنظرين اليوم إلى مستوى الفنّ؟
صراحة هو أشبه بالساحة السياسية. يجب تشكيل لجنة تحكيم مهمّتها تقييم الفنانين الموجودين على الساحة وغربلتها، خصوصاً مع وجود مغنّيات يطلقن على أنفسهن صفة المطربات، وهذا أمر غير مقبول بتاتاً. وللأسف بعض الفضائيات العربية تسوّق لهذا الفنّ الهابط بحجة أنّ “الجمهور عايز كده”. أتمنى أن يتحسّن المستوى الفنّي، علماً أنّ الساحة الفنّية ما زالت تضمّ أصواتاً رائعة تعكس الفنّ الأصيل وتحافظ على صورة الفنّ العربي الجميل كالمطربتين جوليا بطرس وماجدة الرومي وغيرهما.
بعض الفنانات اللواتي ينتمين إلى هذه الفئة، أصبحن نجمات بفضل الفنّ الذي يقدّمنه. ألا توافقينني الرأي؟
هنّ نجمات بفضل الفضائيات التي تدعمّهن من خلال عرض أعمالهن كل نصف ساعة. هذا الواقع أشبه بالـ “الإرهاب” الفنّي. لست هنا في صدد القول إنّ الساحة الفنّية ليست بخير، سيما أنّها ما زالت تضمّ عدداً كبيراً من الفنانات الملتزمات. لكنّ عتبي على بعض الأصوات الرديئة الموجودة اليوم. في المقابل، أستثني من هذه الظاهرة هيفا وهبي، فهي حالة إستثنائية ورمز المرأة الجميلة.
لماذا استثنيت هيفا، سيما أنّ كثيرين يعتبرون أنّ مظهرها يطغى على صوتها؟
هي حالة استثنائية، فالكبيرة أم كلثوم كانت امرأة جميلة وفي الوقت نفسه صاحبة صوت من أروع ما يكون. فالساحة الفنّية كانت بحاجة إلى إمراة ترمز إلى الجمال، والفنانة هيفا وهبي سبق أن صّرحت مراراً أنّها ليست مطربة. ومع ذلك، استطاعت أن تشكّل حالة استثنائية بفضل حسن اختيار أغنياتها، فهي اختارت الأغنية البسيطة وغنّتها على طريقتها الخاصة الجميلة ولم تفرض نفسها وصوتها على الأغنية الطربية.
هل تشتاقين إلى مصر أمّ الدنيا؟
أشتاق إلى كل جمهوري العربي من دون استثناء لأنّني مطربة عربية ولا حدود لجمهوري. أنا بكل تواضع “سلطانة الطرب العربي” من دون منازع. وعلى رغم غياب الدعم الكافي لي والمحاربة التي تعرضت لها، فأنا هنا وما زلت موجودة على الساحة الفنّية.
من تتّهمين بمحاربتك؟
لست الوحيدة، بل كل الأصوات الجميلة تتعرض للمحاربة.
ما سبب عودة المشكلة بينك وبين مصر إلى الواجهة في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد احتجازك في مطار القاهرة الخريف الماضي ومنعك من دخول الأراضي المصرية؟
لا مشكلة بيني وبين مصر. المشكلة هي في القضية التي اتهمت بها زوراً، وأنا كلّي إيمان بأنّ الله سيأخذ حقّي من الذين كانوا وراء هذا الأمر، لأنّ الله موجود، وبالتالي هو يعاقب المرء على الأعمال التي يقترفها ليس فقط في الآخرة ولكن أيضاً في الحياة. الحمد لله لم أتّهم بقضية مخدّرات، وهو الأمر الذي يعاقب عليه القانون بالسجن لمدة عشرين سنة، بل كانت “قضية مكالمة هاتفية لفّقت لي”. وقام أحدهم بزج إسمي زوراً في إحدى القضايا بعدما دفع مبلغاً من المال. علماً أنّ هذا ممنوع ويحاسب عليه القانون، لكن للأسف كانت البلاد وقتها تعيش فلتاناً واضحاً في القانون.
هل تأثرت شعبيتك في مصر؟
إطلاقاً، فأنا موجودة في مصر من خلال لوحاتي الإعلانية وبعدد المصريين المنضمّين إلى نادي المعجبين الخاص بي.
ما قصة خلافك مع “روتانا” والدعوى المقامة بينك وبين الأستاذ سالم الهندي؟
لا خلاف بيني وبين “روتانا”. والدعوى التي أقيمت بيننا هي من أجل تحصيل حقّ. فالأستاذ سالم الهندي الذي كنت أكنّ له كل محبة واحترام، لا يحقّ له “التوقيع على شهادة وفاتي فنّياً” بعد عشر سنوات من العطاءات والنجاحات المتتالية. من هنا، من حقّي أن أدافع عن نفسي، سيما بعدما صرّح أنّ ألبوماتي لا تحقق ربحاً للشركة لأن نسبة مبيعاتها ضئيلة، كأنه يقول إنّني فنانة فاشلة، وأسأله: ماذا تحقّق له الفنانات في “روتانا” حالياً مع احترامي طبعاً لنجوى كرم، وإليسا وأحلام اللواتي أحبّهن وأحترمهن كثيراً؟
ما هو تعليقك على الاستياء الجزائري الكبير في ما يخصّ إعادة توزيع أغنية “بتونس بيك” للمطربة وردة في برنامج “أراب آيدول”؟
لا أعتقد أنّ الشعب الجزائري سيستاء من إعادة توزيع أغنية باللهجة المصرية للمطربة وردة، فهذا كلام فارغ. ولكنه قد يدافع عن أغنية باللهجة الجزائرية أعيد توزيعها بطريقة لا تليق بتاريخ وردة الفنّي.