جمال دهان كتب لزهرة سورية … سورية تقلب موازين القوى العالمية
تحديات خطيرة مرت بها سورية خلال الأزمة التي تعرضت لها من كل الجوانب السياسية والاقتصادية والضغوط الدولية التي مورست عليها من قبل المؤسسات الدولية التي ظلت لفترة
طويلة تلعب على وتر الحريات وحقوق الإنسان وتحاول عن طريق هذه القنوات ان تتدخل بشؤون الدول صاحبة السيادة فلو اردنا ان ننظر الى الامم المتحدة هذه المؤسسة الدولية التي تجمع دول العالم كله في اطار سياسي منها في مجالات حفظ السلام وبناء السلام ومنع النزاعات والمساعدة الإنسانية.
كثيرا ما يقال إنه لو لم تكن لدينا الأمم المتحدة لكان لا بد من اختراعها ففي هذا العالم الذي ترهقه الصراعات، تتيح الأمم المتحدة إجراء مشاورات آنية فيما بين الحكومات كما تهيئ منتدى لمعالجة المشاكل الطويلة الأجل ولكن هذه المشاكل ظل منها أجلها طويل جداً ولم تستطع الأمم المتحدة أن تفعل شي مشاريع قرارات عديدة حول القضية الفلسطينة ظلت سنين تقابل بفيتو أمريكي صهيوني والشعب الفلسطيني جريح والجامعة العربية تندد وتشجب وتقيم المؤتمرات واجتماعات من أجل فلسطين وقضايا اخرى معلقة في جلسات الأمم المتحدة ولا تستطيع إجاد اي حل لها .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الأن هل الأمم المتحدة أداة في يد الدول الكبرى؟
ولم نبتعد عن الإجابة الى مكان أخر بل هذا ما جاء في نظامها الداخلي" الأمم المتحدة أداة مكونة من جميع الدول الأعضاء فيها وهي التي تقوم بوضع سياساتها من خلال مناقشة المسائل الرئيسية والتصويت عليها وتتمتع جميع البلدان بنفس حقوق التصويت في الجمعية العامة، مما يجعلها أكثر المؤسسات الدولية تمتعا بالديمقراطية."
ولكن أي ديمقراطية تتحدث عنها مع وجود فيتو يقتل الرأي العام العالمي لسنوات عديدة لقد نسينا الأمم المتحدة ومجلس الأمن لفترات طويلة لأننا تعودنا على نمط معين ولكن اليوم هناك شي مختلف وإنقلبت الموازين رأساً على عقب في الأزمة السورية التي أحيت القطب النائم وانهت سياسية القطب الواحد وأصبحنا نتابع وبشدة جلسة الامم المتحدة ومجلس الامن لنرى الإنتصار العالمي الجديد الذي برز بالفيتو المزدوج الروسي الصيني لنصرة سوريا والوقوف في وجه الاطماع الغربية التي تريد ضرب قلب العروبة النابض لتمزيق الجسم العربي وتنفيذ مخططاتها في التقسيم الجديد للدول العربية بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان التي ظلت لسنين تسمعنا بها وهي جاهلة لها وتمارس أبشع أنواع الاختراقات لحقوق الإنسان .
ولكن بحكمة القيادة السورية ووعي الشعب السوري للقضايا المحيطة بالوطن العربي صدوا المؤامرات وافشلوها وقلبوا موازين القوى العالمية وأظهرت قطب جديد لا يستهان به ويحسب له كل الحسابات اليوم التاريخ يسجل هذا الانتصار للشعب السورية .