قناة الجزيرة تستحضر الذاكرة الأخلاقية لحماية تنظيم القاعدة
فجأة ومن دون مقدمات تذكرت قناة الجزيرة الممولة من مشيخة قطر أن هناك سلوكا أخلاقيا يحكم العمل الصحفي إلا أن الذاكرة الأخلاقية للجزيرة لم تأت في سياق الدفاع عن قضية
أو مواطنين عرب في أي من بقاع الوطن العربي المترامي وإنما جاءت دفاعا عن تنظيم القاعدة الإرهابي الذي أصدر ضده مجلس الأمن الدولي قرارات متعددة تضعه على رأس قائمة التنظيمات الإرهابية في العالم.
قناة الجزيرة القطرية التي لطالما هللت واحتفلت منذ تأسيسها من قبل أخوين فرنسيين يحملان الجنسية الإسرائيلية عند بث أي تسجيل أو شريط فيديو لعملية إرهابية ينفذها تنظم القاعدة في أفغانستان وليبيا وغيرها قررت تحت شعار السلوك الأخلاقي عدم بث شرائط فيديو تحمل عنوان /القاعدة تهاجم فرنسا/ والتي تتضمن لقطات تصور كيفية قتل محمد مراح أحد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي لسبعة أشخاص في وقت سابق من الشهر الجاري في تولوز ومنتوبان جنوب غرب فرنسا في خطوة يرى فيها الكثير من المراقبين أنها افتضاح علني لحقيقة هذه القناة المشبوهة ودعمها للإرهاب في أصقاع العالم المختلفة.
وإذا كانت قناة الجزيرة بقيت على مدار السنوات الماضية تقوم ببث تسجيلات وأشرطة تتضمن عمليات إرهابية وتصريحات وبيانات لقادة تنظيم القاعدة فإنها أوعزت لمكتبها في باريس برفض استلام أشرطة فيديو حول إرهاب تنظيم القاعدة في فرنسا وقامت بتسليمها الى الشرطة الفرنسية الأمر الذي يكشف بصورة لا تحتمل اللبس أن جميع ما بثته الجزيرة من أشرطة وفيديوهات سابقة لتنظيم القاعدة كانت تصلها بشكل حصري وهذا ما أكده الإعلامي السابق في قناة الجزيرة يسري فودة بقوله.. ان قناة الجزيرة لها قنوات مفتوحة مع تنظيم القاعدة وهي ترتبط معه.. وكان شرفا لأي إعلامي في الجزيرة أن يكون له علاقة بالقاعدة.. وقد أجريت 12 تحقيقا مع قيادات القاعدة التي تستطيع أن تبث بياناتها المسجلة وغير المسجلة عبر الجزيرة.
ويتساءل مراقبون.. إذا كان تنظيم القاعدة يستهدف الولايات المتحدة فلماذا لا يرسل أشرطته إلى قنوات أمريكية معتبرين أن تخصيص الجزيرة بهذه الأشرطة يؤكد أن التنظيم يستهدف العرب والمسلمين عبر قناة الجزيرة التي تعد وسيلة من وسائل الصهاينة والغرب للتحكم في العقل العربي وتوجيهه كما يريدون.
ازدواجية معايير الجزيرة وابتعادها عن الموضوعية وتحولها إلى قناة الرأي الأوحد تأكدت اليوم للمرة الألف وربما أكثر عندما قالت.. نظرا لحقيقة أن شرائط الفيديو لا تضيف أي معلومات لن نبث محتويات أفلام عمليات القاعدة في فرنسا وذلك في الوقت الذي تواصل فيه عرض مقاطع فيديو وصور عن الأحداث الجارية في سورية لا تتصف حتى بأدنى درجات الدقة والمهنية ولا تقدم أي معلومة أو فائدة تذكر سوى التجييش والتحريض على قتل السوريين في سياق العدوان الذي يقوده الغرب وتنفذه مشيخات النفط وتركيا عبر مجموعات إرهابية تكفيرية على الشعب السوري.
ويرى مراقبون أن نزول الجزيرة عند رغبة المسؤولين الفرنسيين بعدم بث الفيديوهات التي التقطها الإرهابي مراح لجرائمه بذريعة أنها تحرض على العنف والقتل وتنتهك كرامة الأشخاص وحماية الأمن العام يطرح العديد من التساؤلات حول عدم امتناع الجزيرة عن بث فيديوهات مفبركة مقتطعة من اليوتيوب والإنترنت والادعاء بأنها حدثت في سورية ودول عربية أخرى قبل أن يظهر في أوقات لاحقة أن هذه الفيديوهات مفبركة كما يؤكد أن هذه القناة تحولت فعليا إلى قناة تحريضية وشريكة في سفك الدم العربي.
وفي المحصلة يرى خبراء ومحللون أن قرار قناة الجزيرة يفضح مرة أخرى ارتباطها بتنظيم القاعدة ووكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية الذي تأكد في وثيقة نشرها موقع ويكيليكس مؤخرا الأمر الذي يؤكد قرب الانهيار التام لقناة الجزيرة والذي توقعت صحيفة الاندبندنت البريطانية حدوثه خلال أشهر قليلة ولاسيما في ظل استمرار تدهور أدائها وتنكرها حتى لأبسط المبادئ الإعلامية وميثاق الشرف الإعلامي وتواصل استقالة الشرفاء ممن يعملون فيها ورفضهم أن يتحولوا إلى أدوات تثير الفتن وتنشر الأكاذيب في سياق المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف المنطقة برمتها.