معرض تشكيلي عن التراث الفلسطيني وجدارية الانتفاضة
شاركت مجموعة من الفنانين الفلسطينيين والسوريين ضمن معرض فني مشترك
أمس بمناسبة يوم الأرض ومسيرة القدس العالمية مقدمين روءاهم التشكيلية عبر مجموعة من اللوحات التي تمثل فلسطين والقدس إضافة إلى جدارية الانتفاضة التي شارك فيها مجموعة من الفنانين التشكيليين من سورية وفلسطين ودول أخرى عربية وأجنبية. وركز الفنانون المشاركون في ذكرى يوم الأرض على الخصوصية الفلسطينية من خلال الموضوعات التي يطرحونها في أعمالهم حيث تحضر بيئة أرض كنعان بكل مفرداتها وكامل آلامها وجراحها وقسوة المصير الذي آل إليه الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات نتيجة الاحتلال الإسرائيلي.
كما تضمن المعرض جناحاً خاصاً بالتراث الفلسطيني بكل ما يتضمنه من الأزياء والأواني المنزلية ولوحات تمثل العرس الفلسطيني بشغل اليد ومنحوتات تمثل مفتاح مدينة القدس وغيرها مما يمكن الاستفادة منه في الحياة اليومية ويحمل الطابع التراثي الفلسطيني. وقال الدكتور عدنان محمود وزير الإعلام ان هذه المناسبة هي رسالة انتماء للأرض والتاريخ والهوية الوطنية والقومية في مواجهة ممارسات التهويد والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة موضحا أن عروبتنا تكون أكثر رسوخا وعمقا بقدر ما نتمسك بالقضية الفلسطينية وندعم الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة. وأضاف وزير الإعلام أن ثمة محاولات كثيرة من إسرائيل والقوى الغربية الداعمة لها وبعض العرب أيضا لاسقاط البعد القومي عن القضية الفلسطينية تمهيدا لتصفيتها لافتاً إلى واجب الإعلام والثقافة في دعم تلك القضية بكل أبعادها الوطنية والقومية والإنسانية.-.
بدوره أوضح الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة أن قضية فلسطين المصيرية تعيش في ضمير وروح كل إنسان سوري وعربي مشددا على التلاحم الذي حصل بين الفنانين السوريين والفلسطينيين للتأكيد على عدم وجود فرق بين سوري وفلسطيني في الإيمان بالحق العادل والمشروع. وأضاف وزير الثقافة أن هذا المعرض يركز على معنى الأرض بكل ما تحمله من دلالات مادية ورمزية موضحا أن وزارة الثقافة بما تمثله من مسارح ومراكز وصالات تدعم مثل هذه الأنشطة التي تؤكد على إيمان الشعب السوري بالقضية الفلسطينية قضية الحق المشروع المغتصب الذي ما زلنا نطالب بإصرار لاستعادته واحقاق الحقوق العادلة. من جهته قال الفنان أكثم عبد الحميد مدير مديرية الفنون الجميلة إن الفنانين المشاركين في هذا المعرض استطاعوا أن يجتمعوا على موضوع واحد هو فلسطين وأن يعكسوا من خلال لوحاتهم الإنسان الفلسطيني والشجر والحجر وأعطوا مضامين تدل على معاناة الشعب الفلسطيني.
وأضاف إن النشاطات الثقافية المتعلقة بالقضية الفلسطينية يجب ألا تقتصر فقط على المناسبات بل من الضروري أن يقوم الفنانون الفلسطينيون بتفعيل هذه الأنشطة الثقافية لأنه بالعمل الفني والثقافي والإعلامي نستطيع الدخول إلى المجتمعات الأوروبية. بدوره قال الدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين إن سورية هي الدولة الوحيدة التي ربطت وجودها بتحرير بفلسطين لافتاً إلى أهمية ذلك في اللحظة الراهنة لما يحمله من تلاحم وطني وتكاتف وهو الذي يهز ضمير كل إنسان عربي. أما عبد المعطي أبو زيد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين فأوضح أن هذا المعرض يأتي تزامنا مع الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض التي نحاول من خلالها بالتعاون مع الفنانين التشكيليين السوريين تقديم بصمة ثقافية واضحة بهدف إعادة الألق إلى القدس من خلال اللوحات التشكيلية للدفاع عن وجودها في ظل محاولات طمس معالمها عبر حملات التهويد المستمرة.
وأضاف أبو زيد ان اللوحة التشكيلية شاهد على العصر وهي التي بشرت بالانتفاضة الأولى قبل قيامها كما أنها سفير فلسطين إلى العالم يخترق الأسوار الثقافية مبيناً أنه تم التأسيس للوحات المعرض عبر التركيز على التراث الفلسطيني والبناء المقدسي والأزياء الشعبية. بدورها قالت هناء الوزير مديرة نادي فتيات فلسطين مركز التراث والتأهيل المهني إن المشاركة في هذا المعرض هي تأكيد على الالتزام بالهوية الفلسطينية وتأكيد من أبناء الشتات على التمسك بقضيتهم الأم والحفاظ على تراثنا وهويتنا وفلكلورنا بهدف تعريف الجيل الذي ولد خارج وطنه بالتراث الفلسطيني الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي جاهدا سرقته لافتة إلى أن مشاركة النادي تمثلت بمنتجات لها علاقة بالفلكلور من كل الأشكال والأنواع التي يقوم بإنتاجها مركز التراث. وقال الفنان التشكيلي علي الكفري إن مشاركته في هذا المعرض جاءت بلوحتين من القياس الكبير تجسدان العمارة الرئيسية في فلسطين كالقدس وجامع الجزار بطريقته الخاصة خارجا عن الأسلوب التقليدي في رسم لوحاته موضحا أنه على الفنان أن يضع بصمته الخاصة به في لوحاته مستخدما التقطيعات الهندسية الذي تمحل رموزا في الفن إضافة إلى اضفائها جمالية على اللوحة. وأضاف الكفري إنه استخدم الاكريليك بدلا من الزيتي لإيحاءاته الزمنية وجمالياته التي تزداد مع مرور الزمن. حضر الافتتاح رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني واللجنة التحضيرية السورية الفلسطينية لمسيرة القدس العالمية الدكتور محمد مصطفى ميرو والسفير الفلسطيني بدمشق ووفود من دول عربية وأجنبية. يشار إلى أن الاحتفال بيوم الأرض في الثلاثين من آذار من كل عام هو مناسبة لتخليد الهبة الجماهيرية الفلسطينية في التاسع والعشرين من آذار 1976 ردا على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي مصادرة واحد وعشرين ألف دونم من أراضي القرى الفلسطينية المحتلة عام 1948 حيث قام أهالي قرى عرابة وسخنين ودير حنا وعرب الخوالد الذين صودرت أراضيهم بانتفاضة انضم إليها في اليوم التالي أهالي الناصرة والمثلث وأم الفحم وحيفا وعكا واسفرت المواجهات مع قوات الاحتلال عن استشهاد ستة من المواطنين العرب وإصابة العشرات واعتقال المئات الأمر الذي أدى إلى توسع المواجهات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ليشكل ذلك حدثا فلسطينيا وطنيا جامعا ورمزا لوحدة هذا الشعب ولحمته وتمسكه بأرض آبائه.