طرطوس لؤلؤة الساحل تزخر بالعديد من المواقع السياحية والأثرية المهمة
تمتلك محافظة طرطوس الكثير من مقومات السياحة بمختلف أنواعها على مدار فصول السنة حيث تشكل السياحة
الشتوية الى جانب الاستمتاع بالبحر في فصل الصيف جزءا لا يتجزأ من واقع السياحة في المحافظة التي تتوفر فيها المقومات الطبيعية اللازمة للاستثمار السياحي.
ويؤكد أيوب ابراهيم مدير سياحة طرطوس أن المحافظة تمتلك الكثير من المقومات التي تؤهلها لصناعة سياحة متطورة تضاهي أكثر البلاد السياحية تطورا من خلال استغلال تلك المقومات بالشكل الأمثل للوصول إلى سياحة على مدار العام مشيراً إلى تتمتع المحافظة بوجود المغاور والغابات والمحميات الطبيعية بالإضافة إلى البحر والجبل .
ويوضح أن أهم هذه المقومات تتمثل في المغاور السياحية ومنها مغارة الضوايات في بلدة مشتى الحلو والتي يزيد عمرها على مئة مليون عام وهي الوحيدة التي توجد فيها فتحات بالسقف تسمح لأشعة الشمس بالدخول إليها لذلك سميت بهذا الاسم إضافة إلى مغارة بيت الوادي التي تعتبر أكثر تميزا وتقع في منطقة الدريكيش ناحية دوير رسلان وتضاهي مغارة جعيتا اللبنانية وذلك لاحتوائها على صواعد ونوازل كبيرة ويوجد فيها مجريان مائي وجاف وثلاث قاعات كما تتميز بثبات درجة الحرارة صيفا وشتاء وهي 26 درجة مئوية وتغذي نحو40 قرية بالمياه الصالحة للشرب.
وأضاف أنه استنادا لكل هذه المعطيات فقد قامت وزارة السياحة بطرح هذا المشروع الحيوي منذ عام 2008 في ملتقيات سوق الاستثمار السياحي ولم يرس العقد حتى تاريخه على أحد منوهاً بوجود عدد من المغاور منها في قرية نشير صافيتا ومغارة جوعيت منطقة الشيخ بدر ومغارة فجليت هوة الجباب في منطقة القدموس و مغارة سبة اضافة لمغاور أخرى لم يتم الكشف عنها حتى اليوم .
ويؤكد ابراهيم إن هذه الخارطة الموزعة على كافة مساحة المحافظة من المغاور يمكن أن تكون أساسا لسياحة شتوية تخدم المحافظة إضافة لوجود منتج مميز ومهم يخدم السياحة المستدامة وهو الغابات الطبيعية والحراج .
وأشار إلى وجود عدد كبير من المواقع الأثرية تصل إلى 130موقعاً أثرياً يمكن ان تشكل قبلة للسياح الأجانب والعرب على مدار العام وتدر أرباحاً كبيرة وتجعل من طرطوس محافظة سياحية من الدرجة الأولى .
وقال ابراهيم إنه وعلى الرغم من أهمية تلك المواقع غير انه لم يتم تأهيل إلا عدد قليل منها والباقي ما زال ينتظر ومن أهمها قلعة المرقب التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لأهميتها التاريخية والقيمة الكبيرة للمكتشفات فيها وقلعة الكهف وقلعة العليقة وقلعة الخوابي وقلعة القدموس وقلعة يحمور ومدينة عمريت الأثرية وغيرها من المواقع التاريخية المهمة.
ولفت إلى أهمية إقامة مشروع التلفريك المقترح منذ سنوات عديدة في منطقة بانياس والذي يعد من أهم مقومات الجذب السياحي على مدار العام في حال انجازه وخاصة انه سيربط البحر بأجمل قلاع الساحل السوري وهي قلعة المرقب موضحاً أن مخططات هذا المشروع الحيوي والمهم جاهزة الا انه لا توجد خبرات كافية لتنفيذه محليا.
وأضاف ابراهيم إن الدولة تقدم تسهيلات كبيرة للمستثمرين وخاصة إذا تم التركيز على هذا المنتج بالإضافة إلى الغابات والمحميات الطبيعية وتأمين المستثمرين الراغبين في تطوير هذه المناطق واستثمارها لقيام سياحة مستدامة.
وعندما نتحدث عن السياحة الشتوية في طرطوس لا يمكننا أن نغفل منتجا لا يقل أهمية عن المغاور وهو المحميات الطبيعية والحراج والتي تتميز بها المحافظة في مواقع متعددة موزعة على ارتفاعات مختلفة بدءا من سطح البحر وحتى ارتفاعات تفوق الألف متر والتي تغطي مساحة 17بالمئة من مساحة المحافظة أي نحو33 ألف هكتار ومع هذا ورغم المواقع الكثيرة القابلة للاستثمار السياحي لا تزال خارج الاستثمار.
وتؤكد المهندسة "نسرين خليل" مسؤولة السياحة البيئية في شعبة التنوع الحيوي بدائرة الحراج في طرطوس إن السياحة البيئية واحدة من مصادر السياحة المستدامة في سورية ومصدر مهم لدفع عجلة الاقتصاد مشيرة الى ان السياحة البيئية في المحافظة لاتزال سياحة طبيعية لا تتجاوز مصطلح التنزه الشعبي وتتضمن رحلات المواطنين إلى المناطق الطبيعية كالغابات ومجاري الأنهار والأماكن الأثرية والأوابد التاريخية وهي سياحة عشوائية تتم على المستوى الشخصي .
وقالت خليل إن أهمية استثمار المحميات الموجودة وهي محميات الشعرة الشرقية والنبي متى وقلعة الكهف ومنطقة الوفاية في قرقفتي وهي أماكن مهمة جدا يمكن أن تلعب دورا كبيرا في الجذب السياحي .
وأضافت إن ما تم تنفيذه لصناعة سياحة بيئية في سورية هو خطوة أولية مهمة رغم أنه لا يرقى إلى الطموح لأن تحقيق هذا يتطلب الجدية ووضع خطط شاملة مدروسة لعمليات الاستثمار السياحي المستدام وبمشاركة محلية وربما يعطي قانون الحراج الجديد التسهيلات اللازمة للاستثمارات السياحية ضمن الغابات.
ويرى الكثير من أبناء المحافظة أن هناك ضرورة ملحة لتأهيل البنى التحتية اللازمة لخلق فرص الاستمتاع بالسياحة في فصل الشتاء فهي لا تقل جمالاً ومتعة عنها في الصيف كونها سياحة رومانسية وذلك من خلال مشاهدة تساقط الأمطار والثلوج مؤكدين حاجتهم وحاجة أطفالهم لخلق جو جديد ومهرجانات شتوية تملأ أيام عطلهم ومناسباتهم .