برشلونة يقطع شوطاً كبيراً لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا
فوز ثمين لبايرن ميونخ على مارسيليا
قطع برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني أكثر من نصف الطريق نحو بلوغ الدور نصف النهائي، بعد أن أجبر الأول مضيفه ميلان الإيطالي على الاكتفاء بالتعادل (صفر- صفر)، فيما عاد الثاني من ملعب مضيفه مرسيليا الفرنسي بفوز ثمين جدا (2- صفر) اليوم الأربعاء في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
في المواجهة الأولى التي احتضنها ملعب "سان سيرو"، لم يستفد ميلان بطل المسابقة سبع مرات، من عاملي الأرض والجمهور لكي يحسم الفصل الأول من مواجهته الثانية في نسخة هذا الموسم مع برشلونة بعد أن التقاه في دور المجموعات، حيث تعادل معه في "كامب نو" (2-2) قبل أن يخسر أمامه في ميلانو (2-3). وأصبحت الطريق ممهدة نسبيا أمام برشلونة الذي يستضيف الإياب في الثالث من الشهر المقبل لبلوغ نصف النهائي للمرة الخامسة على التوالي، وبالتالي معادلة الإنجاز القياسي المسجل باسم غريمه ريال مدريد بين 1956 و1960، لأنه بحاجة الآن إلى الفوز بفارق هدف وحيد لكي يواصل حملة الدفاع عن لقبه. وفي المقابل، أصبحت مهمة ميلان الذي يخوض غمار الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2006-2007، حين واصل مشواره حتى فوزه باللقب للمرة السابعة في تاريخه، والذي نجح على أقله بالمحافظة على سجله المميز بين جماهيره إذ لم يسبق له أن سقط في معقله خلال المباريات الثماني التي خاضها حتى الآن في هذا الدور من المسابقة الأوروبية على أرضه. وكان الفصل الأول من الموقعة الأقوى في ربع النهائي المواجهة الرابعة عشرة بين ميلان وبرشلونة، وقد حقق الأخير حتى الآن 5 انتصارات مقابل 5 تعادلات و4 هزائم وأكثرها قساوة على النادي الكاتالوني في نهائي المسابقة عام 1994، حين توج الفريق الإيطالي باللقب بعد فوزه وخلافا لجميع التوقعات برباعية نظيفة في العاصمة اليونانية أثينا، علما بأنه تفوق على منافسه أيضا في مسابقة كأس السوبر الأوروبية عام 1989 بالفوز عليه (1- صفر) في ميلانو قبل أن يتعادلا إيابا في برشلونة (1-1).
وبدأ ميلان اللقاء بإشراك البرازيلي روبينيو أساسيا بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن الملاعب لأسبوعين، والأمر ذاته ينطبق على الغاني كيفن برينس بواتنغ، فيما غاب المدافعان البرازيلي تياغو سيلفا وإينيازيو أباتي للإصابة ولاعب الوسط الهولندي مارك فان بومل الفائز مع برشلونة بلقب المسابقة عام 2006 للإيقاف.
وفي الجهة المقابلة، خاض برشلونة اللقاء بتشكيلة مكتملة باستثناء غياب الظهير البرازيلي أدريانو للإصابة، وقد فضل غوارديولا إبقاء شيسك فابريغاس على مقاعد الاحتياط، فيما لعب التشيلي اليكسيس سانشيز أساسيا كما حال المالي سيدو كيتا الذي لعب إلى جانب تشافي وإنييستا وسيرجيو بوسكتس في وسط الملعب، في حين شغل الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مركز قلب الدفاع إلى جانب جيرار بيكيه. وكان ميلان الأقرب إلى افتتاح التسجيل عندما حظي منذ الدقيقة 3 بفرصة ثمينة لروبينيو الذي وصلته الكرة من عرضية للسويدي زلاتان إبراهيموفيتش وهو وحيدا في مواجهة الحارس فيكتور فالديس فحاول تسديدها "طائرة" لكنه أطاح بها خارج الخشبات الثلاث. ورد برشلونة بفرصة لميسي الذي اختبر حظه بتسديدة أرضية تمكن كريستيان ابياتي من صدها، لكن الكرة سقطت أمام الظهير البرازيلي داني الفيش الذي فرط بفرصة ثمينة جدا لافتتاح التسجيل بعد أن سدد بجانب القائم (9)، ثم طالب النادي الكاتالوني بركلة جزاء بعد أن سقط سانشيز داخل المنطقة بعد احتكاكه بالحارس ابياتي لكن الحكم طالب بمواصلة اللعب (16). ثم انتقل الخطر إلى الجهة المقابلة بفرصة أخطر لإبراهيموفيتش الذي انفرد بفالديس بعد تمريرة متقنة من الهولندي كلارنس سيدورف، لكن المهاجم السويدي الذي دافع عن ألوان برشلونة خلال موسم 2009-2010 عجز عن وضع الكرة بعيدا عن متناول حارس الفريق الكاتالوني الذي تألق في الدفاع عن مرماه (20). ثم فرض برشلونة أفضليته الميدانية في وقت تراجع فيه ميلان إلى منطقته معولا على الهجمات المرتدة المرتكزة على إبراهيموفيتش وكادت إحداها أن تثمر عن هدف عندما استلم المهاجم السويدي العملاق الكرة ثم مررها على الجهة اليمنى إلى المندفع انتونيو نوتشيرينو ،الذي لعبها عرضية لسيدورف فحاول الأخير أن يسددها "طائرة" لكن الكرة ارتطمت بالأرض ما خفف من قوتها، الأمر الذي سمح لفالديس في التعامل معها دون عناء (38).
ثم غابت الفرص عن المرميين لما تبقى من الشوط الأول، ولم يتغير الوضع في بداية الثاني، بعدما اعتمد ميلان مقاربة حذرة تجنبا لترك المساحات أمام ميسي الذي فشل في إيجاد طريقه للشباك للمرة الأولى منذ 11 شباط/فبراير الماضي أمام أوساسونا في الدوري المحلي، والبديل كريستيان تيلو الذي كاد أن يخطف هدف الفوز لفريقه في الدقيقة 82، عندما توغل في الجهة اليسرى للمنطقة اللومباردية لكن ابياتي تدخل في الوقت المناسب لقطع الطريق عليه، ثم كرر الأمر أمام تسديدة من ميسي قبل دقيقتين على النهاية فعادت الكرة إلى تيلو الذي حاول متابعتها في الشباك الخالية لكن لوكا انتونيني تدخل في الوقت المناسب وأنقذ فريقه. انتصار ثمين للبايرن وفي المواجهة الثانية التي احتضنها "استاد فيلوردوم"، ارتقى بايرن ميونيخ إلى مستوى التوقعات وعاد من معقل مرسيليا بفوز ثمين، سيخوله خوض لقاء الإياب على ملعبه "اليانز ارينا" بأعصاب هادئة، موجها ضربة قاسية أخرى للفريق الفرنسي الذي يخوض غمار هذا الدور للمرة الأولى منذ تتويجه بالنسخة الأولى لدوري الأبطال عام 1993 على حساب ميلان، لأنه لم يذق طعم الفوز في مبارياته التسع الأخيرة في جميع المسابقات.
وكانت المباراة مميزة لنجم بايرن الفرنسي فرانك ريبيري، الذي سجل عودة ناجحة إلى "استاد فيلودروم" الذي تركه عام 2007، حيث أصبحت الطريق ممهدة أمام فريقه البافاري لبلوغ دور الأربعة. ويبدو أن عقدة مدرب مرسيليا ديدييه ديشان مع بارين متواصلة لأن مباراته الأوروبية الأخيرة له قبل الاعتزال كانت أمام النادي البافاري في نهائي نسخة 2001، حين فاز الأخير على فالنسيا الإسباني بركلات الترجيح (5-4) بعد تعادلهما (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب "سان سيرو" في ميلانو.
ولن يتمكن ديشان على الأرجح من تحقيق ثأره من نظيره يوب هاينكيس الذي حرم نجم وسط المنتخب الفرنسي سابقا من الفوز بلقب المسابقة عام 1998، حين قاد ريال مدريد الإسباني للفوز على يوفنتوس الإيطالي (1- صفر) في أمستردام، علما بأنه خرج أيضا خاسرا من ميونيخ حين تغلب الفريق الألماني الآخر بوروسيا دورتموند على يوفنتوس (3-1) في نهائي 1997. وغابت الفرص الحقيقية عن الشوط الأول باستثناء واحدة لمرسيليا إثر ركلة ركنية وصلت إلى رأس رود فاني الذي حاول أن يضعها بعيدا عن متناول الحارس مانويل نوير الذي صدها ببراعة لكنها سقطت أمام لويك ريمي الذي سددها بجانب القائم (7). وانتظر بايرن حتى الدقيقة 44 ليهدد بشكل حقيقي مرمى الحارس البرازيلي ايلينتون اندرادي الذي لعب بدلا من ستيف مانداندا الموقوف لطرده في إياب الدور الثاني أمام إنتر ميلان الإيطالي، وقد نجح النادي البافاري في الوصول إلى الشباك بفضل هدافه ماريو غوميز الذي وصلته الكرة إثر هجمة مرتدة سريعة من الهولندي أريين روبن فسددها من خارج المنطقة داخل الشباك، مستفيدا من سوء تقدير حارس أصحاب الأرض لأن الكرة مرت من تحت جسده قبل أن تتهادى في المرمى ليسجل هدفه الحادي عشر في المسابقة هذا الموسم. وفي الشوط الثاني نجح بايرن ومن إحدى فرصه النادرة في توجيه الضربة القاضية لمرسيليا عبر روبن الذي تبادل الكرة مع توماس مولر قبل أن يسددها من زاوية ضيقة في شباك الفريق الفرنسي (69)