مادلين: بفضل امي تعلمت ان تكون عيني شبعانة
يشكّل عيد الأم أجمل مناسبة بالنسبة إلى الفنانة مادلين مطر. يحمل إليها السعادة والمحبة، هي التي تعتبر الأمّ
مثالاً للتضحية والعطاء ومدرسة الحياة. مع الإشارة إلى أنّ العلاقة التي تربطها بوالدتها مميزة جداً.
ماذا يعني لك عيد الأم؟
بالنسبة إليّ، هو أجمل عيد في الدنيا. فالأم خير مثال للتضحية والعطاء. هي مدرسة الحياة، وليست هناك كلمات في الكون تفي حقّها. فالأم تجسّد المحبة بكل ما للكلمة من معنى، وهي تعطي من دون مقابل، وتحبّ من دون مقابل. المحبة التي تصدر عن الأم لا حدود لها، ويعجز اللسان عن وصفها.
كيف تستقبلين هذا العيد؟
إنّه مخصّص لوالدتي، وأحرص على قضائه معها. أستعدّ لاستقبال هذا العيد قبل ثلاثة أيام، أقوم خلالها باختيار الهدية المناسبة لها، وغالباً ما أقدّم إليها قطعة مجوهرات.
حدّثينا عن والدتك؟
هي في منتهى الطيبة والأخلاق. ربّتنا على التسامح، والقناعة، والعطاء من دون مقابل، وكلّها مبادىء وتعاليم تشرّبناها وما زالت ترافقنا حتى اليوم. تعلّمت منها حسن الأخلاق وضرورة احترام الآخر، وأن أتمنى بصلاتي الخير للجميع قبل أن أتمّناه لنفسي. وهي كأي أمّ تتمنى لي دوام الصحة والسعادة، وما أنا عليه اليوم هو بفضل دعواتها المتكرّرة لي. باختصار، هي المدرسة التي يجب أن نتشبّث بها ونحافظ عليها. وبالتالي نحن نحرص على تكريمها في عيد الأم، ومهما بلغت قيمة الهدية التي سنقدّمها إليها أو الأفعال التي سنقوم بها بهدف تكريمها، فلن تفي عطاءاتها الكبيرة وحبّها العميق لنا.
كيف تصفين العلاقة بينكما؟
هي بكل بساطة العلاقة التي تجمع الوالدة بابنتها، فهي ما زالت الأمّ التي تشعر بالقلق تجاهي وتقدّم لي النصائح وترشدني إلى الطريق الصحيح، وتسألني عن الطبق الذي أرغب في تناوله.. هذه هي سنّة الحياة التي لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يغضّ النظر عنها، ولا شك في أنّ غريزة الأمومة تجاه أبنائها هي أطهر ما في الوجود.
هل تستمعين إلى نصائحها كما كنت تفعلين سابقاً؟
لا شك في أننا نختلف أحياناً كثيرة في وجهات النظر، خصوصاً أنّ جيل اليوم يختلف عن الأمس. لكن هذا لا يعني أنّني لا أستمع أو أرضخ إلى بعض النصائح التي تقوم بإسدائها لي. فالأم تنصح أبناءها وتوّجههم إلى الطريق الصحيح خوفاً عليهم، ولكن نحن كجيل جديد نملك حبّ المغامرة. في المقابل، أنا على دراية كاملة متى تنصحني والدتي خوفاً على مصلحتي الشخصية ومتى يجب أن استمع إلى نصيحتها.
هل تضاعف قلق والدتك بعدما أصبحت تحت الأضواء؟
مشاعر القلق ما زالت نفسها ولم تتغير بتاتاً. كوني فنانة لا يعني أنني مميّزة في نظر والدتي وبالتالي شعورها بالقلق نحوي لا يختلف عن باقي أفراد العائلة. لا شك في أنّ سفري هو أكثر ما يقلقها بعدما أصبحت فنّانة، سيما أنّ الفنّ يفرض عليك السفر وإحياء الحفلات خارج البلاد. لكن طالما أنا موجودة تحت جناحيها، فهي تشعر بالراحة والإطمئنان.
ما هي الطباع التي اكتسبتها منها؟
كلّ ما تعلّمته منذ صغري حتى اليوم اكتسبته منها وهو لا يزال راسخاً في ذاكرتي. اكتسبت منها الإعتماد على الذات والتواضع، وبفضلها تعلّمت أن تكون “عيني شبعانة”، وهو أمر ظلّ يرافقني حتى بعد دخولي مجال الفنّ. فأنا على سبيل المثال لا أولي أهمّية للماركة بقدر ما أولي أهمّية لما هو جميل ويلفت الأنظار. لذا قد أبتاع أحياناً كثيرة ثياباً ذات ماركة غير معروفة، إلا أنّها تلفت الأنظار سيما أنني أثق باختياراتي. هذا الأمر اكتسبته من والدتي، فضلاً عن أمور كثيرة أخرى.
ما هو الأثر الذي تركته لديك؟
لا شك في أنّ كل أمّ تترك أثراً ما في أبنائها، وأمّي تركت أثراً كبيراً في نفسي. علماً أنني لا أوافقها الرأي في الكثير من وجهات النظر إلا أنّني أحترمها وأقدم على تنفيذ طلباتها بكل طيبة خاطر لأنها مثالي الأعلى ومن واجبي أن أطيعها، وقد أفعل أي شيء كرمى لعينيها.
متى تلجئين إليها؟
صراحة لا ألجأ إليها في أوقات ضعفي، فأنا أراعي مشاعرها كثيراً، وأحرص على أن تكون دائماً سعيدة، سيما أنّها أصبحت في مرحلة حيث يجب تكريمها على عطاءاتها وتضحياتها الكبيرة. وبالتالي لا أسمح لنفسي بأن أخبرها عن المشاكل التي تواجهني لأنني أعتبر أنها في غنى عن ذلك و”اللي فيا مكفّيا”. لذا تراني أطلعها على مشاكلي الشخصية بعد الوصول إلى حلٍّ لها.
ما هي الأغنية التي تهديها دوماً إلى والدتك؟
مادلين مطر: بفضل امي تعلمت ان تكون عيني شبعانة ونيتي بالزواج موجودة!
أغنية “ست الحبايب” التي أحبّها وتعني لي كثيراً، فأنا دوماً أقدّم لها هذه الأغنية في إطلالاتي التلفزيونية في عيد الأم، علماً أنّ والدتي تحبّ كل أغنياتي الخاصة وتستمع دائماً إليها.
ماذا تقولين لها من خلال موقعنا لو أردت شكرها على طريقتك الخاصّة؟
أشكرها من كل قلبي وروحي وأقول لها “شكراً لأنني كبرت على تعاليمك”، ولأنك زرعت في نفسي الإيمان والتواضع الذي يفتقر إليه بعض الفنانين الذين يصبحون ضحّية الغرور بسبب الإغراءات التي تقدّم إليهم، الأمر الذي لا أقبله على نفسي ولا أقبل أن أعرّض نفسي للإهانة من أجل المادة. وهذه قناعة اكتسبتها من والدتي. في نهاية المطاف، الإنسانية وحدها هي التي تبقى وتدوم للمرء. ولا شك في أنّ والدتي حرصت على المحافظة على هذه النقطة بالذات خصوصاً نحوي شخصياً لأنها بقدر ما كانت شديدة الحماس وراغبة في أن أصبح فنانة بقدر ما كان ينتابها القلق والخوف على سمعتي.
هل أصبحت مادلين بدورها مستعدة للأمومة؟
لا شك في أنّ نيّة الزواج والأمومة موجودة، ولكن الحياة “قسمة ونصيب”.
كلمة أخيرة.
أشكركم، وأريد أن أستغل الفرصة لأعبّر عن سعادتي بنجاح أغنيتي الأخيرة “أهل الغرام”، خصوصاً الكليب الذي يحظى بأصداء جميلة.