البيئة تطلق حملة وطنية لحمايته.. النسر السوري طائر العام 2012
أطلقت وزارة الدولة لشؤون البيئة أمس الحملة الوطنية لحماية النسر السوري بعنوان النسر السوري طائر العام 2012 في المتحف الوطني بدمشق.
وتهدف الحملة إلى إعادة التألق للنسر السوري باعتباره النسر الإمبراطوري الشرقي ملك العقبان وحمايته والتعريف به وإطلاع المهتمين على طريقة حياته وموائله ومتطلبات حماية النظام البيئي الذي يعيش فيه إضافة إلى تحديد العوامل التي تهدد هذا الطائر بالانقراض.
وأوضحت الدكتورة كوكب داية وزيرة الدولة لشؤون البيئة أن الوزارة اعتمدت منهجية علمية متكاملة في تعزيز قدرات المجتمع المحلي على معرفة النسر السوري واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايته فانطلقت من التاريخ لتربط المراحل التاريخية التي وضعت هذا الطائر في موضعه المثالي في وجدان وضمائر الناس بحيث أصبح جزءا من تراثها الأدبي والفني وملهما لفنانيها مشيرة إلى أن الوزارة ستقوم في كل عام بتبني أحد مكونات التنوع الحيوي النباتية أو الحيوانية وتسليط الضوء عليه وحمايته بإطلاق حملة وطنية إيماناً منها بضرورة العمل المشترك بينها وبين المجتمعات المحلية كافة يدا بيد لحماية التنوع الحيوي.
وبينت الوزيرة داية أهمية صدور قانون البيئة الجديد رقم 12 لعام 2012 الذي يمثل نقلة نوعية في إطار العمل البيئي من حيث منح مزيد من الصلاحيات للسلطات البيئية في الأطر القانونية والمؤسساتية والمجتمعية بما يوازي ويفوق أحيانا المعايير المتبعة في العديد من الدول المتقدمة مشيرة إلى أن اطلاق الحملة الوطنية لحماية النسر السوري عام 2012 هو دعوة للتعرف على كنوز الحياة البرية التي تزخر بها البيئة السورية ومحاولة لحماية التنوع الحيوي فيها.
وأشار الدكتور بسام جاموس المدير العام للآثار والمتاحف إلى أهمية ربط البيئة بالتراث مبينا أن البيئة السورية كانت مهمة جدا لعمليات الاستقرار الإنساني والحيواني الذي بدئ منذ مليون ومئتي عام خلت وذلك وفقا للمعطيات الاثرية التي تم التوصل لها.
وقال إن النسر السوري فارد الجناحين هو أول وثيقة في العالم تم كشفها على لوح حجري بقياس 5ر4 ضرب 5ر3 سم في قرية الجرف الأحمر الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات ويدل على أنه كان طقسا اجتماعيا شعائريا ويؤكد أن هذا الطائر انطلق من سورية منذ عشرة آلاف عام وما زال شعارنا حتى الآن.
وأضاف جاموس أنه تم العثور مؤخرا في موقع البلعاس على نحت لنسر ضخم أمام أحد الكهوف والذي اعتمدته المجتمعات كرمز من رموز دينية شعائرية تدل على القوة والشجاعة.
وتضمنت فعاليات إطلاق الحملة عرض فيلم تسجيلي تناول نبذة عن حياة النسر السوري وموائله ودورة حياته وغذائه والعوامل التي تهدد وجوده إضافة لدوره المميز في تاريخ الحضارة السورية.
ووزعت الوزارة كتابا خاصا بالنسر السوري ألقت من خلاله الضوء على مجموعة الطيور الجارحة في سورية والتركيز على أهمية هذا النسر ونشر الثقافة المعرفية الكافية حوله من النواحي التاريخية والوطنية والاجتماعية والطبيعية لتطوير القيم والسلوكيات الكفيلة بحماية هذه الطيور وموائلها وتأمين استدامة وجودها في البيئة السورية بشكل خاص وكوكب الأرض عموما.
كما أعدت الوزارة مفكرة سنوية للتعريف بالنسر السوري وأهميته على مدار العام إضافة إلى إصدار كتيب خاص به.
وتتضمن الحملة التي تستمر لعام كامل إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة التي تسهم في رفد هذه الحملة الهادفة إلى زيادة المعرفة والوعي لأهميته من الناحية البيئية وارتباطه بوجدان المواطن السوري من الجوانب الثقافية والتاريخية وغيرها ومنها جعل النسر السوري فكرة التنافس ضمن مسابقات لأهم بحث علمي وقصة قصيرة ورواية وقصيدة وأهم بحث يدرس الأوابد الأثرية التاريخية في سورية إضافة إلى أهم عمل موسيقي وفنون تشكيلية متنوعة تجسد جميعها أهمية النسر السوري تاريخيا وطبيعيا وارتباط ذلك بالشعور الوطني وستمنح الوزارة الأعمال الفائزة شهادات تقدير وجوائز نقدية مختلفة.
ويحتل النسر السوري موقعا مميزا في ذاكرة الوطن ويعد أسطورة سورية بامتياز انتشرت في أنحاء المعمورة وتناقلتها الحضارات المتعاقبة لتصبح جزءاً من التراث المهم لمعظم شعوب العالم كما يقع النسر السوري على قمة هرم التسلسل البيئي ما يظهر أهميته البيئية في التوازن الحيوي واستقرار المنظومة المعقدة من السلاسل والشبكات الغذائية التي يربطها.