الأكياس القماشية أبرز الحلول.. (البيئة) تواصل حملتها للتخلص من الأكياس البلاستيكية
الحملة الوطنية للتخلص السليم والآمن من الأكياس البلاستيكية مازالت مستمرة لزيادة الوعي البيئي والحد من مشكلات
التلوث وتهدف الحملة الوطنية للتخلص السليم والآمن من الأكياس البلاستيكية التي أطلقتها وزارة الدولة لشؤون البيئة إلى نشر الوعي البيئي للحد من مشكلة تلوث البيئة من هذه الأكياس نظراً لخطورتها وانعكاساتها السلبية على الصحة والبيئة وخاصة في حال التخلص منها بشكل عشوائي عبر حرقها حيث تطلق كثيراً من الغازات السامة والمسرطنة مثل الديوكسين.
وأصبحت الكميات الهائلة التي يتم استهلاكها سنويا من الأكياس البلاستيكية في شتى المجالات والمقدرة بنحو 500-1000 مليار كيس حول العالم مشكلة كبيرة لا يمكن التهاون بها حيث يتم التخلص من معظمها بطرق وأساليب خاطئة تضر بالبيئة والصحة.
وأكد مدير التوعية والإعلام في الوزارة الدكتور نادر غازي أن الحملة أطلقت نهاية عام 2009 ولا تزال مستمرة ومترافقة مع الحملات الأخرى كالحملة الوطنية للنظافة وحملة التشجير وغيرها وتهدف الى تنمية المعرفة لدى مستخدمي هذه الأكياس حول مضارها والتعامل السليم معها للتخفيف من انعكاساتها على البيئة والصحة وبالتالي التوجه نحو البدائل الآمنة وعلى رأسها الأكياس القماشية والسلال القديمة مشيرا إلى أن سبب انتشار الأكياس البلاستيكية يعود لرخصها ومجانيتها في كثير من الأحيان وسهولة نقلها من مكان إلى آخر مبينا أنه ومن خلال هذه الحملة تم التنسيق مع كل الجهات المعنية من وزارات ومنظمات شعبية والتعاون مع وسائل الإعلام والاستعانة باللوحات الإعلانية الطرقية.
ولفت غازي إلى أن الحملة ركزت على ضرورة الاقتصار على استخدام أكياس النايلون السوداء المخصصة لترحيل القمامة المنزلية ريثما يتم إيجاد البديل أو ما يعرف بعملية الفرز من المنزل أو المصدر منوها بإصدار كثير من دول العالم تشريعات وقوانين تنظم عملية استعمال الأكياس البلاستيكية وترشيد وتحديد استخدامها بحيث لا تسبب مضارا بيئية وصحية وأن الطموح الآن هو تطبيق مثل هذه الإجراءات في سورية مشيرا إلى أن الوزارة عقدت لقاء مع الصناعيين الذين أبدوا استعدادهم للتحول نحو تصنيع الأكياس القماشية التي تتميز بتكرار استعمالها لفترات طويلة عكس نظيرتها البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة وترمى لتبقى عبئا على البيئة.
وأضاف غازي أن الأكياس البلاستيكية هي عبء كبير على البيئة والإنسان والكائنات الحية حيث تنجم عن تراكمها في المدن والقرى مناظر كريهة وموءذية ويساعد تراكمها أيضا على تكاثر القوارض والحشرات وانتشار الأمراض وإعاقة تحلل الفضلات المنزلية الأخرى ولاسيما العضوية منها ما يزيد من احتمالات انبعاث الروائح الكريهة والغازات السامة والعبء البيئي في محاولة التخلص منها.
كما يؤدي تراكم الأكياس وتجمعها في أماكن معينة إلى إعاقة نمو النباتات حيث تحجب عنها أشعة الشمس والهواء كما تستغرق عملية تحلل الأكياس الملقاة داخل التربة مئات السنين وتطلق أثناء تحللها العديد من المواد الكيماوية السامة الملوثة للتربة والمياه الجوفية القريبة.
وأوضح مدير التوعية أن وصول الأكياس البلاستيكية إلى مجاري المياه والصرف الصحي يؤدي إلى الحد من جريان المياه وتجمعها وفيضانها وينتج عن ذلك تراجع خصوبة التربة وانتشار الأمراض والأوبئة ويؤدي وصولها إلى البحار والبحيرات الملوثة أصلا بعبوات البلاستيك وزجاجات المياه والعصير إلى ابتلاعها من قبل الأسماك وغيرها من الحيوانات البحرية ما يؤدي الى نفوقها وكذلك الأمر بالنسبة للحيوانات البرية.
وأشار غازي إلى أنه قد يكون من الصعب أن يتوقف الأفراد تماما عن استخدام الأكياس البلاستيكية لكن عليهم محاولة خفض عدد المستهلك منها يوميا إلى الحدود الدنيا الممكنة وضرورة التخلص السليم والآمن من إلقائها هنا وهناك إضافة الى محاولة تحسين عادات التسوق اليومية لديهم بشكل يسهم بالحد من مشكلة هذه الأكياس.
يذكر أن البلاستيك مادة صنعية تركب بتفاعلات كيماوية تدخل في معظمها المشتقات البترولية باستثناء بعض الأكياس البلاستيكية قليلة الانتشار والمصنوعة من مواد عضوية مستخلصة من الذرة والبطاطا وغيرها التي تتحلل بسرعة أكبر نتيجة تأثير العضويات المجهرية الموجودة في التربة عليها.
كما تقوم بعض معامل البلاستيك بإنتاج أنواع من الأكياس القابلة لإعادة التصنيع بعد استخدامها لأول مرة إلا أن هذا النوع مازال قليل الانتشار حيث تقدر نسبة ما يعاد تصنيعه عالمياً بـ 1 إلى 2 بالمئة فقط من إجمالي الأكياس المستهلكة نظرا لارتفاع التكاليف وصعوبة عملية إعادة التصنيع ما يجعل هذه الأكياس غالية الثمن بالمقارنة مع الأكياس المتوافرة حاليا في الأسواق.