برهان إبراهيم كريم كتب لزهرة سورية :كلام لا علاقة له بالأمور السياسية…(23)
الحياة بإيجاز واختصار وللناس أفراد وجماعات وحكومات وحكام آراء ومفاهيم ومواقف ومشارب بخصوص هذه الحياة الدنيا. فمنهم من عركته وعركها, فراح يطنب عليها بالمدح, أو يهجوها وهو يسرف في الذم والقدح والهجاء.
وآخر مازالت خبرته غضة, لم يختبر الحياة ,فترك لها كامل الحرية لتعركه وتعجنه كما تحب وتشاء.
وقد وردت كلمة الحياة في القرآن الكريم في (76) آية: 6 في سورة البقرة ,و3 في سورة آل عمران,و3 في سورة النساء , و 3في سورة الأنعام ,و3 في سورة الأعراف ,و3 في سورة التوبة, و6 في سورة يونس , و 1 في سورة هود, و3 في سورة الرعد,و2 في سورة إبراهيم,و2في سورة النحل, و 1 في سورة الإسراء ,و4 في سورة الكهف ,و 3 في سورة طه ,و1 في سورة المؤمنون, و1 في سورة النور, و 1 في سورة الفرقان ,و3في سورة القصص,و2في سورة العنكبوت,و1 في سورة الروم,و1 في سورة لقمان,و1 في سورة الأحزاب,و1 في سورة فاطر, و 1 في سورة الزمر, و2 في سورة غافر, و2في سورة فصلت,و1 في سورة الشورى,و2 في سورة الزخرف,و1في سورة الجاثية, و1 في سورة محمد,و1 في سورة النجم,و2 في سورة الحديد, و1في سورة الملك,و1 في سورة النازعات,و1في سورة الأعلى. و 1 في سورة الأحقاف بصيغة حياتكم,و1 في سورة الانعام بصيغة حياتنا,و1 في سورة المؤمنون بصيغة حياتنا,و1 في سورة الجاثية بصيغة حياتنا,و1 في سورة الفجر بصيغة حياتي. وهذه الآيات بينت للناس: أن الحياة الدنيا متاع الغرور. ومن هم أحرص الناس على الحياة الدنيا. ومن هم الذين زينت لهم الحياة الدنيا. ومصير من غرتهم الحياة الدنيا. و فحوى الحياة الدنيا. ومن ضل سعيه في الحياة. ولماذا خلق الله الموت والحياة. وأمور أخرى بينتها الآيات بكل وضوح هذه الآيات.
الحياة كما يجب أن يعيشها العباد, حددها القرآن الكريم بكثير من الآيات. ومن هذه الآيات ما ورد في سورة الأنعام: ﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)﴾. وفي سورة البقرة: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) ﴾. وفي سورة إبراهيم: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (7)﴾. وفي سورة الأحقاف: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) ﴾.وبعض أحاديث رسول الله تبين للناس كيف يجب أن يتعامل العياد مع هذه الحياة الدنيا. ومنها هذا الحديث الشريف, الذي لو فهمناه فهماً عميقاً لأصبحت حياتنا جنة. يقول عليه الصلاة والسلام: مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذافيرها. وقوله عليه الصلاة والسلام: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطأك لم يكن ليصيبك. واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يرد الله أن يعطيك لم يقدروا عليه. ولو اجتمعوا أن يصرفوا عنك شيئا أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك. فإذا سألت فاسأل الله .وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن النصر مع الصبر, وأن الفرج مع الكرب, وأن مع العسر يسرا. واعلم أن القلم قد جرى بما هو كائن. وقوله عليه الصلاة والسلام: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إِلَى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إِلَى الفجور، وإن الفجور يهدي إِلَى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. وقوله عليه الصلاة والسلام: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. وحين سأل رسول الله, أي الناس خير؟ قال: من طال عمره وحسن عمله، وحين سأل أي الناس شر؟ قال: من طال عمره وساء عمله.
وللحكماء وبعض رجال العلم والفكر والقلم أقوال عدة بخصوص الحياة. و أذكر بعضاً من هذه الأقوال:
فحكيم قال: إننا نعيش في الأفعال لا السنين, وفي الأفكار لا الأنفاس, وفي المشاعر لا الأشكال. لذلك لا يعرف الإنسان قيمة الحياة إلا قرب انتهائها لأنه يراها قصيرة. وآخر قال: الحياة أولها بكاء, وأوسطها شقاء, وآخرها فناء. والسيد كارفا لوا قال: حدق في الحياة وأمعن النظر متحدياً ضاحكاً أو باكياً, وعندئذ دع قلبك يتكلم. والسيد لارشفوكو قال: الحياة تبدأ عندما تقرر ماذا تريد منها. والسيد ستوكر قال: إياك أن تهمل المعرفة على حساب الحكمة,فالأولى تساعدك على العيش والثانية على الحياة. والأديب مارون عبود قال: حياتي كلها عمل متواصل , حركة بلا بركة, وإذا مت لا يجدون في جيبي ثمن الكفن. الحياة ركض وراء الرغيف , والرغيف دولاب , والدولاب أسرع من الرجلين. والسيد شارلز ديكنز قال: إذا عرف الإنسان جور الطبيعة أحتقر الموت, وإذا عرف جور المجتمع أحتقر الحياة. والحكيم هيبوقريطس قال: أعلم بأن الحياة قصيرة جدا, ومعرفتها تحتاج على وقت طويل. والسيد بيكون قال: الذين لا يعرفون قيمة الحياة لا يستحقونها. والسيد شكسبير قال: الحياة أقصر من أن نضيعها بالإصغاء إلى ما يقوله الغير عنا. و بنجامين ديزرائيلي قال: لا تعد الحياة بالسنين فحسب,فالأحداث التي تصادفك أحيانا أفضل من التقاويم. وآخر قال: إذا كنت تحب الحياة فلا تضيع وقتك سدى فالوقت جوهر الحياة. والسيد فولتير قال: لنعمل دون تفكير فذلك هو السبيل الوحيد لجعل الحياة محتملة. والسيد مونتسكيو قال: التفكير الدائم يشغل بال الإنسان كل الوقت فيحيل حياته عذاباً. والسيد نيتشة قال: ليست هذه الدنيا طوع البائسين,إنها محط الرجال الطامحين المبدعين. وحكيم قال: لا يشعر الإنسان بقيمة الحياة إلا عندما يشعر بالخطر. والسيد برناردشوا قال: الحياة الحقيقية أن تجند نفسك لمسعى تعتقد أنه سام رفيع. والسيد أدلر قال: أسهل على المرء أن يقاتل من أجل المثل التي يؤمن بها من أن يسير في حياته وفقا لتعاليمها. والأديب جبران خليل جبران قال: أن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها وتدنيه من أبعد أسرارها. والسيد ريكارد قال: العلم مرتبط بالصناعة والطب بالأخلاق والفكر بالعمل والفلسفة بالحياة. والسيد سقراط قال: هناك أشياء تدفع المرء دفعاً إلى إتخاذ قرارات قد لا تكون دائماً صائبة. وقال أيضاً: الله وحده يعلم كم عانيت من ألم وأنا أحاول أن أبحث عن وسيلة تخلصني من الضيق الذي أحس به. والسيد إيمرسون قال: كثيرون منا يصلون في مسيرتهم عبر طريق الحياة إلى مفترق طرق فتنتابهم الحيرة…… ترى ماذا يصنعون بأنفسهم ,وأي طريق يسلكون………. وكثيرون أيضا هم الذين لا يقفون طويلا عند هذا المفترق ………فنراهم وقد اختاروا طريقهم بسرعة فلا يلبثون أن يكتشفوا أنهم أخطئوا. وآخر قال: أكبر مآسي الحياة أن يموت شيء داخل الإنسان وهو مازال حياً. والسيد دوموسيه قال: وجدت آلام الحياة أكثر من ملذاتها, فوددت لنفسي الراحة,فأحببت الألم. والسيد سومرست توم قال: إن نصف المتاعب التي يواجهها الإنسان في حياته تكمن في الرد على أي سؤال يوجه عليه بنعم أو لا,رغم علمه بان لا هذه ولا تلك هي الإجابة الصحيحة السليمة على مثل هذه الأسئلة. فلكل من الجانبين الايجابي والسلبي بعض الخطأ وبعض الصواب. والسيد محمد فريد أبو حديد قال: حياتنا سلسلة من حوادث صغيرة ليس لواحدة منها في ذاتها ما يسترعي انتباهنا في اللحظة التي نمر بها. ولكننا إذا بعدنا في الطريق وأصبح من المحال أن نعود أدراجنا , تبين لنا أن بعضها هو الذي يقرر مصائرنا. وحكيم قال: يلزمك في الحياة التجارب فهي علم مستأنف,والاعتبار يفيدك الرشاد, وكفاك أدباً لنفسك ما كرهته من غيرك , وعليك لأخيك مثل الذي لك عليه. والسيد روسو قال: الأشياء في تتابع مستمر وحياتنا عرضة للمتغيرات. والسيد سيرجون ديفتر قال: تأتي المهارة ببطء بينما تمضي الحياة بسرعة, فتتعلم القليل وتنسى الكثير. وحكيم قال: المحبة عصير الحياة. و طاغور قال: حب الحياة يزداد كثيرا لدى الإنسان إذا ما انهالت عليه المصائب. والمثل الإسباني يقول: الحياة بلا صديق موت بلا شاهد. وآخر يقول: لا تدوم في الحياة ألفة مع الكلفة. والمثل الألباني يقول : الحياة الانسانية كشمعة. والمثل الفرنسي يقول :نصف حياتنا يمضي قبل أن نعرف ما هي الحياة. والمثل الهندي يقول: الحياة تستمد قوتها من الموت. ومثل هندي آخر يقول: العمر لا يقاس بعدد السنين , ولكن بما تحفل به هذه السنين من عطاء يثريها وينميها. وآخر يعتبر: الحياة مزيج من الحلو والمر, والصفو والكدر, والنعيم والشقاء, والشهد والعلقم. وهناك من قال: عندما لا تجد الحياة مغنياً يتغنى بقلبها تلد فيلسوفاً يتكلم بعقلها. وآخر يلخصها بهذا القول: الحياة ضحكة من القلب, ودمعة من الفرح, وكفاح خالص. وآخر قال: الحياة كلمة فارغة لا يملأها إلا الإنسان. وآخر يعتبر: الرغبة نصف الحياة, أما عدم الاكتراث فنصف الموت. و جوبير قال: مساء الحياة يأتي بمصباحه معه. والسيد غوتة قال: يجب أن نبدأ الحياة كل يوم من جديد, كما لو أنها بدأت للتو. ومارك توين قال: إن الحياة كانت تبدو رائعة جميلة لو كنا نولد في الثمانين, ثم نقترب على مر الأعوام حتى الثامنة عشرة. وقال أيضاً : حينما يولد المرء يشغل من الأرض مكانا طوله ثلاثة أقدام, وحينما يموت يشغل من الأرض مكان طوله ستة أقدام. أليس محزنا أن يكافح طول عمره في سبيل ثلاثة أقدام. وآخر يقول: الحياة طفل ينبغي ملاطفتها كي تنام. وآخر قال: التأمل في الحياة يزيد أوجاع الحياة. وهناك من قال: في الحياة هناك محظوظون يصلون إلى كل شيء,وسيئو حظ يحدث لهم كل شيء. وآخر اختصر الحياة في ثلاث: دمعة تذوب مع الأيام, وزهرة تختفي بعد الربيع, وذكرى كالسراب. وطبيب انكليزي نصح قائلاً :كي يتمتع الإنسان بحياة أفضل وعمرا أطول, عليه أن يأكل نصف ما أعتاد أن يأكله, وان ينام ضعف ما أعتاد أن ينام, وأن يشرب ثلاثة أضعاف ما أعتاد أن يشربه, وأن يضحك أربعة أضعاف ما أعتاد ضحكه. وآخر نصح فقال: عاشروا الناس في الحياة معاشرة حسنة. إن غبتم عنهم حنوا إليكم, وإن متم بكوا عليكم, واكتموا الأسرار. والسيد سميث يقول: في الحياة غرضان جديران بالعناية: أن تظفر بما تبغي, وأن تتمتع به بعد ذلك. وأحكم الحكماء هو الذي يدرك الغرض الثاني. وآخر يعتبر: أن الحياة لا تستقيم إلا بالعقل, ولا تدور الأمور إلا عليه. و جورجينا رزق قالت: مع الغيرة الحياة مستحيلة, وكل من يأخذه الغرور يحفر قبره بيديه. و السيد محمد جلال قال: لولا الأمل لفقد الإنسان أمنع قوة دافعة لحياة أفضل, فالحياة أمل والموت يأس. وآخر قال: في شبابنا تبهرنا الحياة فلا نراها, وفي شيخوختنا نراها ونندم عليها. وآخر قال: كل شيء في الحياة يبدوا صغيراً ويكبر إلا المصائب والحب. والسيد براوينغ قال: كثير من الناس يلعنون الحياة لأنهم يطلبون منها في سن الأربعين أشياء كثيرة لو طلبوها في سن العشرين لأعطتهم إياها. والسيد هونيكر قال: عندما لا تعرف الميناء الذي تتجه إليه سفينة حياتك فكل الرياح سواء. والسيد لامارتين قال: الحياة كالورد , وإننا نحب الورد رغم الأشواك التي تعانقه. وحكيم قال: يولد الإنسان في الحياة وهو ينتقل من أسر إلى اسر. يكون أسير رحم أمه, ثم أسير ثدييها,ثم أسير شهواته,وانغماسه في الشهوات مثل الذي يطفئ ظمأه بشرب الماء المالح,أو الأكول الذي يقضي حياته على مائدة الطعام حيناً, وعيادة الطبيب حيناً آخر. وآخر يلخص الناجح في الحياة بهذا القول: الناجح في الحياة من كان حب الخير وعمل الخير دال عليه, يثني عليه القريب والبعيد. وآخر قال: الأمل هو الدافع الذي يدفعنا للإستمرار في الحياة. لأن الأمل له أمر عجيب, وسحر نفاذ. فهو ريحانة العمر وجنة الصبر, والسلاح على عدوان الدهر. فهو الربيع الدائم , والفجر الباسم,والشراع الحالم, يستسلم إليه اليافع , ويعتمد عليه الرجل, ويتطلع إلى سمائه الشيخ الفاني. يشقى الإنسان فيسعده وينعشه,وكلما شابت الحياة بعثها شابة فتية, وكلما زادت بشاعة سواها حسناء مرضية.فالأمل خلق مع الحياة وساير موكبها, وباق ما بقيت, والسعيد من ملأ بالأمل قلبه, ويا ويل رجل ليس له من أمل أو مطمح. وآخر لخص الحياة قائلاً: الحياة ملئا بالصعاب, ولكن يجب على المرء أن لا يهابها. فكل شيء يصعب في بدايته, لكن فكر دائماً بالأمر والعمل قبل إتيانه, لأن من نظر في العواقب سلم من النوائب, ولا تنسى أن الناس معادن مختلفة , والحياة تجبرك على التعامل معهم شئت أم أبيت. فلا تكسر قلوب الناس في الفظ من الكلام وبالسوء من المعاملة. وحكيم قال: الناس في الحياة ما اختلفوا إلا على الدرهم والدينار, أو متر أرض, أو شربة ماء. وآخر قال: لو فهم البشر حقيقة الحياة لزهدوا فيها. وكارل ساندبرغ قال: الحياة كالبصلة تقشرها طبقة أثر طبقة في كل مرة , وأحيانا تبكي.
وللبعض وجهات نظر فيما يجب توفره في هذه الحياة لتكون يسيرة. وهذا بعض مما قاله البعض:
•أثمن الأشياء في الحياة ثلاثة :هي العلم والغذاء والصداقة.
•أجمل فترات الحياة: فترات الاكتشاف, وأبهتها فترات الملل.
•خير الحياة: غنى النفس, وكف الأذى, وكسب الحلال, ولباس التقوى, والثقة بالله في كل حال.
•ثلاثة لا يشبع منهن: الحياة والعافية والمال, فلا حياة أطيب من العافية.
•طيب العيش يكون بثمان: زوجة صالحة, وولد بار, وأخ مساعد, وصديق وفي, وخادم عاقل, وعافية سابغة, وأمن شامل, واستغناء عن الرسميات.
•ترتكز الحياة على دعائم ثلاثة : شيء نعمله , وشيء نحبه ,وشيء نرجوه .
باختصار وإيجاز يمكن القول: الحياة هي فترة امتحان للعباد وليست بدار قرار. والله سبحانه وتعالى خلق الناس أحرار. ومن يتنازل عن حريته أو يفرط بها سيحاسبه الله. والله رب العباد خلق العباد ليتعارفوا ويتعاونوا ويتحاوروا لما فيه خير العباد والبلاد, لا أن يتصارعوا ويتقاتلوا على الدرهم والدينار وعلى المصالح الشخصية المقيتة التي تضر بالعباد. والحرية التي خص بها الله عباده يجب أن تثريها عدالة الحكام والقضاء والتعاون والتعاضد والاخاء بين الناس. ومن يلتزم بشرع الله وسنن الرسل والأنبياء وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, يضمن لنفسه السعادة والهناء وحسن خير الدنيا والآخرة في هذه الحياة. فمن هم أرقاء لرأس المال وقوى الامبريالية والصهيونية والاستعمار وحلفائهم وعبيدهم من بعض الحكام هم أعداء ألداء للحرية والديمقراطية. فما يسعى إليه هؤلاء هو أن يجعلوا حياة الناس شقاء وعناء وبلاء من خلال إيقادهم لنيران الحروب والفتن بين العباد. وهؤلاء أولى بهم أن يحرروا أنفسهم من القيود والأصفاد, كي لا تضيع أيامهم سدى في هذه الحياة.