الأسير السوري صدقي المقت: أقدم أسير في تاريخ سورية وأحد أقدم 13 أسيرا في العالم
يعد الأسير السوري صدقي سليمان المقت ابن بلدة مجدل شمس المحتلة أقدم أسير في تاريخ سورية وصراعها مع المحتلين، فضلا عن كونه احد أقدم 13 أسيرا في العالم من الذين امضوا أكثر من 26 سنة خلف قضبان السجون
والمعتقلات لأنهم رفضوا الظلم والاحتلال والقهر، وفي الرابع والعشرين من تشرين الأول القادم سينهي عميد الأسرى السوريين المقت عامه ال 27 أي كامل المدة التي أصدرتها ما تسمى محاكم الاحتلال بحقه. وعبر والد الأسير الشيخ سليمان المقت في تصريح لسانا عن اعتزازه وفخره بما قدمته أسرته وأبناء الجولان من سنوات عمرهم خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي لتتجاوز مدة الاعتقال لأفراد عائلة المقت والتي لم تجتمع على مائدة واحدة منذ ربع قرن أكثر من ستين عاما بعد اعتقاله مطلع سبعينيات القرن الماضي واعتقال جميع أفراد أسرته لاحقا ومنهم ابنته نهال وبكره فخري والحكم على ولديه بشر وصدقي بالسجن لمدة 27 عاما بتهمة مقاومة الاحتلال. ولفت المقت إلى أن نجله صدقي واحد من شباب الجولان الذين مارسوا حقهم الشرعي بمقاومة الاحتلال وعدم الرضوخ لقوانينه الباطلة والجائرة والمتنافية واتفاقيات حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الأربع وقال لنا الفخر كجولانيين انه ورفاقه الأسرى القدامى (الشهيد سيطان الولي والشهيد هايل أبو زيد وعاصم الولي ومدحت الصالح وأيمن أبو جبل وشقيقه بشر) رفضوا الوقوف لجزار المحكمة الصهيونية في مدينة اللد المحتلة قبل أن يطلق حكمه الجائر بحقهم في آب 1985 ولكنهم وقفوا وقفة رجل واحد في نهاية محاكمتهم الشكلية ورددوا النشيد الوطني حماة الديار عليكم سلام.. ورغم ضربهم المبرح من قبل حراس المحكمة لم يتوقفوا حتى أنهوا نشيد الوطن الخالد.
وأشار شقيقه الأسير المحرر بشر المقت عميد الأسرى السوريين المحررين والذي أمضى 25 عاما في سجون الاحتلال إلى الإجراءات اللاإنسانية والإرهابية التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسير وعائلته خارج المعتقل ومنها الإهمال الصحي المتعمد والقتل الممنهج والبطيء والأسيران الشهيدان سيطان الولي وهايل أبو زيد مثل صارخ على انتهاكات المحتل بحق الأسير.
وروى المقت تجربته خلال تعرضه لوضع صحي وحاجته لعملية جراحية في القلب قبل أعوام وقال تم نقلي من سجن الجلبوع إلى مشفى سجن الرملة في صندوق محكم الإغلاق ودون أي متنفس وكنت مقيداً ومعصوب العينين علماً انه توجد مشاف قريبة من المعتقل وهذا ما يضعف تردي الوضع الصحي للأسير كما يتقصد السجان منع زيارة الأقارب من الدرجة الثانية كأولاد الإخوة والعموم والاخوال مع منع دخول الكتب وصور الأهل وإذا تمت زيارة الأهل يكون الحاجز الزجاجي حائلا ما بينهم.
ولفت المقت إلى إبعاد إدارة السجون شقيقه صدقي عنه ووضعه في معتقلات بعيدة أو زنازين انفرادية للتأثير على معنوياته وتشتيت العائلة في حال تمت زيارتهم.
بدوره أشار علي اليونس رئيس لجنة دعم الأسرى السوريين المعتقلين والمحررين في سجون الاحتلال إلى وجود أكثر من 110 أسرى عرب ممن تجاوزت مدة حكمهم في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من عشرين عاما و13 أسيرا امضوا أكثر من 26 عاما ويتعرضون للتصفية الجسدية ويتم إخضاعهم يوميا وبشكل ممنهج لطواقم الهندسة البشرية والوراثية لإجراء التجارب عليهم بعيدا عن لجان حقوق الإنسان ولجان الصليب الأحمر الدولي.
يشار إلى أن الأسير صدقي المقت 45 عاما أحد مؤسسي حركة المقاومة السرية في الجولان، ونشط مطلع ثمانينيات القرن الماضي في المظاهرات والأحداث التي شهدها الجولان ونفذ مع رفاقه الكثير من الأعمال المشروعة ضد الاحتلال، واعتقلته قوات الاحتلال في الثالث والعشرين من آب لعام 1985 ووجهت إليه لائحة اتهام وفي العام 1986 أصدرت المحكمة المركزية العنصرية في الناصرة حكماً عليه بالسجن لمدة عشر سنوات فعلية وفي العام ذاته أصدرت المحكمة العسكرية في مدينة اللد حكماً آخر بالسجن لمدة 27 عاماً بتهمة مقاومة الاحتلال ويعتبر المقت من أبرز الأسرى الذين جسدوا أدب السجون من خلال المقالات الكثيرة التي كتبها في ظلمات السجون ونشرت العديد من الصحف العربية مقالاته ومنها مقال (كلمة لابد أن تقال) ومقال آخر يرصد الانتصار المجلجل للمقاومة اللبنانية في تموز 2006 و على اثر هذا المقال الذي تم تهريبه من خلف القضبان وضع صدقي في العزل الانفرادي في سجن بئر السبع بعيدا عن شقيقه بشر الذي كان في معتقلات في سجن الجلبوع.