معرض اللوحة الواحدة لممدوح قشلان.. أسلوب فني متفرد
عرض الفنان التشكيلي ممدوح قشلان لوحته الواحدة الكبيرة للعام الحالي 2012 في صالة ايبلا بالروضة وهي لوحة حلقة ذكر التي سجل فيها هذه الظاهرة الدينية الاجتماعية واراد حفظها باسلوبه الفني وألوانه الصارخة التي صارت علامة مسجلة لكل أعماله.
والهدف من فكرة اللوحة الواحدة كما يقول قشلان الذي يتفرد بهذا النوع من المعارض هو التركيز على عمل فني واحد لكي يبقى في ذهن المشاهد الذي يتشتت بصره في الصالات التي تضم عدداً كبيراً من اللوحات.
استغرق العمل في لوحة حلقة ذكر سبعة شهور وهي بقياس 210 ضرب160 سم مستخدما فيها الألوان الزيتية على القماش ويظهر فيها أربع وستون شخصية تناجي الله في ايقاع واحد.. وقد اختار الفنان الرائد هذا الموضوع بعد أن حضر في رمضان الماضي حضرة بحي الشيخ محي الدين بدمشق ورأى فيها هذا المستوى الرفيع من السلوك الانساني المتعلق بالتقاليد والطقوس.. والأناشيد الدينية الجماعية والابتهالات ويتوسط الحلقة ضابط ايقاع يردد بشكل تصاعدي وبنوع من التجلي مع الاله /الله..الله/.. كل ذلك في جو من المحبة والاحترام والترحيب بمن يحضر لأول مرة.
ويقول قشلان المولود في دمشق 1929 لفتتني هذه الظاهرة ووجدتها جديرة بالتسجيل الفني فأردت حفظها باسلوبي الخاص خوفا من ضياعها وانقراضها يوما ما.
وشهد افتتاح المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام اقبالا من مثقفين وفنانين واصدقاء الفنان من الرعيل الأول وكان بعض الحضور من الشباب المهتمين بالحركة الفنية.. ولكن طلاب كلية الفنون الجميلة يغيبون عادة عن مثل هذه المعارض ومسؤولية هذا الغياب تقع بحسب قشلان على أساتذة الكلية الذين لا يشجعون طلابهم على حضور المعارض مستذكرا كيف كان الأساتذة في الماضي يطالبون طلابهم بمتابعة المعارض وكتابة تعليقات على لوحة او معرض وقراءتها في الكلية لتعزيز النقد الفني لديهم.
وتحدث مروان مراد الباحث في الأدب والتاريخ لوكالة سانا عن زيارته للمعرض فقال ان الفنان قشلان عرف بعمله على ثلاثة محاور تنطق بها أعماله وهي حبه لدمشق والطبيعة الجميلة في سورية والناحية الروحانية التي تتمثل في العيش المشترك.. وعمله الأخير حلقة ذكر يمثل رمزاً جامعاً مشتركاً لكل ما يحفل به وطننا من أخوة وروحانية ومحبة تظهر على وجوه من اجتمعوا في اللوحة يناجون الله.
ورأى الدكتور خالد المز الأستاذ في كلية الفنون الجميلة ان لوحة قشلان لهذا العام تحمل تكوينا جميلا يستهوي كل من يقف أمامه ويتميز أشخاصها بالتلقائية والبساطة.. واتمنى ان تتعمم فكرة اللوحة الواحدة التي ابتدعها الفنان المخضرم وما ساعده على تحقيقها ان ايبلا هي صالته الخاصة اما الصالات الأخرى فلن تتقبل الفكرة لأن مايهمها هو ان تمتلئ الصالة باللوحات.
ومن جانبه رأى بشير زهدي الاستاذ السابق في كلية الفنون الجميلة ان العبرة ليست بالكثرة بل بالنوعية والواضح ان قشلان بذل جهداً كبيراً في انجاز لوحته الكبيرة معبرا عما يختزنه في أعماقه من ذكريات صوفية تجلت في تعابير وجوه أشخاص اللوحة وملامحهم التي تتحدث عن هذه المناسبة الدينية في صمت ناطق إضافة إلى الألوان المبهجة التي تتميز بها لوحات الفنان.
يذكر ان هذا هو المعرض السنوي الرابع للوحة الواحدة الكبيرة للفنان ممدوح قشلان بعد لوحة المولوية عام 2009 ولوحة اللقاء الدافئ عام 2010 ولوحة ألا بذكر الله تطمئن القلوب عام 2011