سعيد سليمان سنا كتب لزهرة سورية :غطاء زائف لشن عدوان على إيران و ” الصبر ” كلمة سر واشنطن في سورية
من بعيد ، بدت المواقف ضبابية إزاء التعامل مع أحداث كالتي تجري في سوريا ، يصير ما هو ضبابي … معقدا .
وضعوا في الاعتبار التحذير الإيراني ، الموجه إلى كل اللاعبين ،والذي اتخذ إشكالا متعددة في المرحلة الماضية ،باعتبار استقرار سوريا ، في صميم الأمن الاستراتيجي لإيران .
أخذوا في الاعتبار أيضا ، مخاض الانسحاب العسكري الأميركي من العراق ،مصحوباً بتقارب يثير حنق الأميركيين ، وحلفائهم في المنطقة ، بين بغداد ودمشق .
الناتو خائف كثيرا من فكرة الذهاب إلى سوريا .. المجتمع الدولي خائف .
" سوريا دولة كبيرة جغرافياً ، لديها جيش كبير ومنظم ، وأجهزة أمنية ومخابراتية كبيرة ومنظمة بشكل أو بآخر " .
" هناك العديد من الجبهات المحيطة بها ، وموقعها الجغرافي شديد التعقيد ، حيث أن هناك العديد من النقاط الساخنة حول حدودها " .
وبالإضافة إلى مجاورتها لدولة أطلسية هي تركيا التي لها مشكلاتها الجغرافية والسياسية والعرقية ،هناك أيضا تأثير الأزمة السورية المحتمل ، على لبنان وفلسطين وإسرائيل ، واحتمال زعزعة استقرار الأردن .
أشاروا أيضا إلى احتمال تحرك النزاع السني الشيعي في المنطقة ، مع الدخول الإيراني والسعودي المحتمل على مسار أزمة متفجرة في سوريا .
وللعلم فقط …………………
وصلت إلى مياه بحر العرب في الخامس من آذار الحالي مجموعة القتال البحري الأمريكية الثانية عشرة CCSG والتي تضم حاملة الطائرات انتربرايز و ( 4 ) من المدمرات الهجومية متعددة المهام وسفينة واحدة للدعم والإمداد والتموين .
وبوصولها إلى مياه بحر العرب ومنه إلى الخليج العربي تبدأ سفن المجموعة القتالية " انتربرايز "
مهامها ضمن وحدات الأسطول الأمريكي الخامس المرابطة هناك منذ الانتشار الأول للقوات الأمريكية في المنطقة بداية التسعينات من القرن الماضي قبيل حرب الخليج الثانية " تحرير الكويت " .
ويأتي الدفع بمجموعة انتربرايز إلي منطقة الخليج وسط مخاوف متصاعدة من اندلاع مواجهة عسكرية كبرى بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل .
محللون أمريكيون ذكروا أن الحاملة انتربرايز التي دخلت الخدمة في البحرية الأمريكية عام 1960
وكان قد أعلن عن الإبقاء عليها على الساحل الأمريكي وعدم إسناد أي مهام انتشار عملياتية لها تمهيدا لإخراجها من الخدمة العام الحالي ،
ربما دفع بها إلى المنطقة لافتعال عملية تستهدف :
إغراقها في مياه الخليج ينسب تنفيذها إلى عناصر إيرانية لتوظيف الحادث كذريعة لشن حرب اتخذ قرارها بالفعل ضد إيران في سياق عملية استخبارية باسم الراية الزائفة FLAG FALSE .
تقارير أشارت إلى أن معلومات سبق وأكدت أن هناك توجها كان قائما للتخلي عن انتربرايز بإغراقها في المياه الدولية بالمحيط الهندي ..
كحل اقل كلفة وخطرا من تخريدها ( جعلها خردة . ) ذلك إن إخراج حاملة الطائرات انتربرايز من الخدمة يمثل عبئا ماليا ضخما علي البحرية الأمريكية ..
خاصة لما يتطلبه تحييد الخطر الإشعاعي لمفاعلات الدفع النووية الثمانية التي يعتمد تشغيلها عليها من تقنيات خاصة ومكلفة جدا ، وهي مهمة غير مضمونة النتائج بالأساس ..
وينقل التخلص من الحاملة في الخليج علي هذا النحو مشكلة التلوث الإشعاعي من الولايات المتحدة إلي أطراف أخرى لا تملك غير الامتثال إلى ما يوفره من :
غطاء زائف لشن عدوان على إيران .
فالطريق إلى طهران يمر عبر دمشق .
إن الحرب الأمريكية على إيران برعاية حلف شمال الأطلسي ستشمل كخطوة أولى حملة لزعزعة الاستقرار
( " تغيير النظام " ) ، بما في ذلك عمليات استخباراتية سرية لدعم القوى المتمردة ضد الحكومة السورية .
يمكن أن تتطور الحرب على سوريا وصولاً إلى حملة عسكرية للولايات المتحدة وحلف الناتو ضد إيران ، والتي ستتضمن تركيا و إسرائيل بشكل مباشر .
وإن هذا سيسهم في استمرار زعزعة استقرار لبنان .
الرئيس السوري بشار الأسد نقل تهديدات إلى مبعوث الأمم المتحدة و الجامعة العبرية كوفي عنان عندما التقيا السبت , العاشر من آذار .
حذر الأسد وبعبارات حاسمة بأن سوريا مستعدة لإطلاق صواريخها ضد أي دولة تستعد للتدخل العسكري في سوريا حتى قبل أن تتحرك .
لم يذكر الحاكم السوري الدول بشكل مباشر ، ولكنه أشار بشكل مباشر إلى :
بريطانيا , فرنسا , النرويج , هولندا , وإيطاليا .
الدول التي وضعت بحريتها وقواتها الجوية في حالة الاستعداد التام لاتخاذ أي إجراء من أماكن تمركزها شرقي البحر المتوسط وقواعدها في الشرق الأوسط , بما فيها قاعدة ( أكروتيري ) للقوات الجوية الملكية في قبرص .
هذه القوات الأوروبية كانت تقف على أهبة الاستعداد لمحاصرة مناطق ومدن سورية محددة وضرب طوق حولها " كمناطق آمنة " لا يسمح للقوات السورية بالدخول إليها بما فيها سلاح الجو .
حيث تبحر قبالة السواحل السورية كل من حاملة الطائرات الأمريكية USS انتربرايز وحاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول .
تعد كل من السفينتان جزء من عملية حشد الصدام الغربي ضد إيران والتي ستلعب دور في أي عملية مجابهة عسكرية في الخليج الفارسي من مواقعها في البحر المتوسط .
وأشار الأسد بشكل واضح إلى تركيا ( أردوغان ) على أنها العدو الأول التي ستطاله الصواريخ السورية الاستباقية .
وشدد بأنه لن يتردد في مهاجمة تركيا .
لعل هذا يفسر الإعلان الروسي من مقر قيادة البحر الأسود في ( سيفا ستبول ) يوم الاثنين بأن اثنتين من السفن الحربية الروسية رستا في ميناء طرطوس السوري .
لم يتم الكشف عن أسماء أو مهمة السفن الروسية , باستثناء أن إحداها حملت وحدة قتالية من " قوات المار ينز لمكافحة الإرهاب " والأخرى عبارة عن ناقلة عسكرية انضمت إلى سفينة الاستطلاع و المراقبة الروسية المرابطة في طرطوس .
كشف المقربون من الحكم في سوريا عن ورود اتصالات إلى القصر الرئاسي السوري خلال الأيام القليلة التي سبقت القمة العربية ،من قبل كل من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ، والرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ، وسلطان عمان قابوس بن سعيد ،
كلها تؤكد أن هذه الدول لا تريد القطيعة مع سوريا ،
لكنها في الوقت نفسه لا تريد شق الصف الخليجي الآن ،والوقوف في وجه السعودية وقطر لحسابات خليجية بحتة .
وتؤكد المصادر أن الحكم في دمشق حسم خياره بأنه :" لن تكون هناك عودة إلى علاقات طبيعية مع السعودية وقطر ، أو مع الجهات السياسية العربية ، ومن بينها اللبنانية ، التي ذهبت بعيداً في عدائها وتآمرها على سوريا " ،
مشيرة إلى أن :" الأسد يرى أن وقت الحساب قد حان ، وأن دمشق لن تقبل بعد اليوم تبويس اللحى على قاعدة عفا الله عما مضى " .
دمشق تابعت أولاً بأول نتائج زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ولقائه المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي في إيران ،
ومذ وطأت رجلا أردوغان أرض مطار الإمام الخميني في ضواحي العاصمة ، ألقوا سلسلة من التسريبات ، كانت أشبه برسائل ، أو بالونات اختبار ، من بينها ، على سبيل المثال :
إشاعة الإيرانيين بقوة معلومات عن أنه لا لقاءا ثابتا ونهائيا مع المرشد .
قبل أن يشيعوا أن على أردوغان ، إذا أراد عن حق لقاءا بالمرشد ، أن يقدم بادرة حسن نية .
فكانت المبادرة من خلال :
" إطلاق المهندسين الإيرانيين الخمسة المختطفين في سوريا "
على ما تفيد المصادر ، التي تشير إلى :
" أنها خطوة لم تأت لصالحه ، ذلك أن وزير خارجيته أحمد داوود أغلو سبق أن توسط في هذه القضية ، وأبلغ الإيرانيين أن المهندسين ليسوا في أيدي المعارضة المسلحة السورية ، وأن تركيا لا تعرف عنهم شيئا ، ليتبين من خلال خطوة أردوغان ، أن السلطات التركية كانت قادرة على إطلاق سراحهم ، وعلى إيصالهم براً إلى تركيا ، قبل أن يصل رئيس الوزراء التركي إلى مشهد للقاء خامنئي " .
فإضافة إلى لقاء المرشد بالوفد التركي ، حصلت خلوة بين خامنئي أردوغان ، تصفها مصادر قريبة من القيادة في إيران بأنها كانت :
" جلسة مصارحة تامة ، جرت بقدر عال من الشفافية والحسم والجزم " .
بادر أردوغان إلى الطلب إلى خامنئي ممارسة ضغوط على سوريا من أجل تحقيق القدر الأكبر من الإصلاحات .
وطرح الضيف التركي مشروعاً شبيها بالحل اليمني من دون ذكر تنحي الأسد ،
شيء مثل حكومة انتقالية وتكافؤ فرص بين السلطة والمعارضة ، عارضاً الأمر كأنه :
" هم إسلامي وعربي " ، بل أكثر من ذلك .
تعامل أردوغان مع سوريا عند عرضه المشكلة على خامنئي كأنها خصم ، وأنها ذهبت بعيداً في الخروج عن سياق الربيع العربي ، على ما أفادت المعلومات نفسها .
في المقابل ، كان خامنئي حاسماً وجازماً في :
" إن الهم الإسلامي والعربي هو الدفاع عن المقاومة لا التدخل في الشأن السوري الداخلي .
ليس لديكم أي تفويض للقيام بأمر كهذا ، وليس لغيركم تفويض مماثل ، وما لم نفعله ( نحن الإيرانيين )
مع أصدقائنا ( السوريين ) كيف تفعلونه أنتم ( الأتراك ) مع أخصامكم ( السوريين ) .
أما ما تسمونه الربيع العربي ، تضيف المعلومات نفسها ، فهو في الحقيقة صحوة للمسلمين ، عرباً أكانوا أم غير عرب ، ونصرة للمقاومة .
ودولة مقاومة مثل سوريا هي في قلب الصحوة الإسلامية ، ولذلك هناك مؤامرة عليها ، وتحتل موقع القلب في المخطط الاستعماري الذي نقف له بالمرصاد ، وبناء عليه لن نسمح بتعرض الدولة السورية لأي أذى من أي جهة أو مكان صدر " . كذلك شدد خامنئي ، على :
" إن أي طرح وأي تفكير في أي مشروع أميركي للمنطقة ستواجهه إيران دفاعاً عن سوريا ،
وبكل الإمكانات المتاحة ، التي ربما لا يخطر بذهن الغرب أنها موجودة لدى الجمهورية الإسلامية .
وبناء عليه ، من الأفضل لكم تجنب الفخاخ الأميركية ، لأننا نريدكم معنا في خندق واحد .
ما حصل حتى الآن هو لصالح الإسلام والمسلمين ، فلا تشوهوا سمعتكم كحزب إسلامي وصل إلى السلطة على أساس انتمائه إلى الإسلام ، ولا تضروا بأنفسكم ، فما يحصل تجاه سوريا مخطط أجنبي للنيل من المقاومة .
أما الإصلاحات ، فهي شأن داخلي سوري ليس لأحد الحق في تحديد مساراته .
نحن أيضاً مثلكم نريد للإصلاحات أن تتجذر وتتعمق ، لكن كما يرسمها السوريون أنفسهم " .
وختم خامنئي حديثه أردوغان بأن :
" من الأفضل لكم العودة إلى مواقعكم السابقة ، يوم كنتم حلفاء لسوريا .
وإذا وجدتم صعوبة في ذلك ، فارسموا خريطة الطريق التي تريدونها من أجل ضمان هذه العودة ، ونحن مستعدون لمساعدتكم على تنفيذها .
مع وعد بأنه إذا خرج الأتراك من هاجسهم السوري ، الذي يلاحقهم، فإن :
إيران مستعدة لتقوية أواصر العلاقات، وخاصة الاقتصادية منها ، لنجعلها أكثر متانة " .
إدارة اوباما سعت خلال الأشهر الماضية إلى نقل السلطة ولكن الأمور اتجهت نحو الأسوأ ، ولكن عدم القيام بشيء يعني الوقوف إلى جانب قوات الرئيس الأسد .
الخيارات معقدة ، وصناع القرار على الأرجح يحاولون الجمع بين أكثر من خيار لإبراز الايجابيات والتقليل من السلبيات ، التي ستكون حتما صعبة وتبرز تعقيدات جديدة .
في شباط 2012 ، أصدرت مجموعة من 137 بلدا في الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدين نظام الرئيس الأسد ويدعم الخطة العربية لانتقال السلطة ، لكن جهود جامعة الدول العبرية مرت على الأرجح دون نتيجة ، نظرا للخلافات بين دول التآمر الخليجي ودول مثل السودان والجزائر ، التي لا تزال قلقة بشأن تغيير النظام والتدخل في الشؤون الداخلية .
تأسيس مجموعة ما يعرف " بأعداء سوريا ( أصدقاء إسرائيل ) " المجموعة التي يقودها العربان مع التحالف الدولي الذي يشمل أوروبا ، الولايات المتحدة الأميركية ، والجهات الفاعلة الرئيسية في المنطقة مثل تركيا ( أردوغان) .
بينما من الناحية النظرية هذا التحالف هو نسبيا أكثر فطنة من الأمم المتحدة ،
واستغرق تشكيله شهرا من كل الجهات الفاعلة الرئيسية .
أكبر عائق أمام الوحدة الدولية كان الموقف الذي اتخذته روسيا والصين .
الاثنين على حد سواء اظهروا أنهم يعارضون تغيير النظام في سوريا عبر التدخل الدولي .
سياسة الولايات المتحدة الحالية في سوريا تندرج تحت عنوان :
" الصبر " هي كلمة السر في واشنطن .