الغرب مصدوم من قدرة النظام السوري على البقاء: خياران سويان والا… الحرب!
يبدو المشهد السوري بعد يومين من وقف إطلاق النار وكأن جميع أطراف الأزمة تريد لهذه الهدنة بشكل أو بآخر أن تصمد مع الاحتفاظ بأكبر قدر من المكاسب، لأن إسقاط وقف إطلاق النار سيعني الذهاب نحو خيار أخير ووحيد: الحرب.
وهذه هي الكلمة التي يريد كل السوريين تجنب الوقوع في براثنها. لذلك ومع وقف إطلاق النار وصموده حتى الآن رغم الخروقات، ترى مصادر ديبلوماسية عربية حسبما نقلت مصادر لبنانية أنّ الأزمة السوريّة دخلت مرحلة جديدة، فهي أمام خيارين بانتظار التطوّرات في الأيّام المقبلة: إمّا الحرب الشاملة وإمّا الحلّ السياسي الجذري.
وتنقل المصادر عينها عن الرئيس بشار الأسد اقتناعه بأنّ خطة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان وخصوصاً مادتّاها الأولى والثانية تحمل الكثير من الألغام، ما يعني أنّ ما لم تستطع القوّات المحيطة بسوريا (تركيا والجزيرة والخليج العربي وأميركا وأوروبّا) تحقيقه يحاولون أخذه بطريقة غير مباشرة عبر أنان، ولهذا السبب وافقت دمشق على الخطّة في البداية لكنّها لم تحدّد التاريخ.
وتشير المصادر إلى أنّ بقاء نظام الأسد حتى الآن على قيد الحياة يثير صدمة كبيرة لدى الغرب الذي لا يعرف حتى الآن ما هو البديل عن الأسد في حال إسقاط نظامه، حتى أنّ الأميركيّين باتوا على يقين أنّ المعارضة السوريّة ضعيفة ولم تتمكّن من تحقيق أيّ تقدّم ملموس حتى الآن لافتة ً المصادر في هذا السياق إلى أنّ الغرب يريد تفتيت سوريا خدمةً لإسرائيل، وهؤلاء يسعون ليلاً نهاراً لشنّ ضربات عسكريّة على سوريا لأنّ هدفهم إنشاء منطقة عازلة، وليست زيارة كوفي أنان إلى تركيا للمخيّمات إلّا لهذا الهدف، إذ إنّه يريد خلق مناطق عازلة.
وترى المصادر أنّه بمجرّد إعلان وزارة الدفاع السوريّة وقف الأعمال العسكرية فهذا يعني أنّ النظام عَبَرَ نفقَ إسقاطه، واستعاد مبادرة اشتباكه مع المجتمع الدوليّ أكثر منه مع معارضيه، معتبرةً أنّ سوريا اليوم أمام مرحلة جديدة من المواجهة بعد معركتين خطيرتين يعتقد الأسد أنّه اجتازهما: سياسية حملت لواءَها وتبنّتها موسكو في مجلس الأمن قبل البيان الرئاسي وبعده لمنع تقويض النظام بالقوّة، وعسكرية مكّنت الأسد من استعادة بعض المدن الكبرى التي استولت المعارضة المسلّحة على أجزاء واسعة منها.