قوات الاحتلال تسعى لإفراغ الجولان المحتل من سكانه السوريي
تمثل الشابة السورية بثوب عرسها الأبيض والعازمة على العبور من وإلى الجولان المحتل للالتحاق برفيق دربها بعد مماطلة إسرائيلية متعمدة تستمر في أغلب الأحيان لسنوات رسالة عالمية
أكثر مما هي محلية وعربية.. رسالة محبة وسلام في مضمونها دعوة للتآخي والتسامح ورفض الهيمنة والتسلط ونبذ العنف والاحتلال..رسالة تسمو على الإجراءات التعسفية واللاانسانية التي تتبعها حواجز التفتيش الإسرائيلية في القسم المحتل من نقطة العبور بمدينة القنيطرة والتي تحرم العروس من خلالها من ابسط حقوقها كمشاركة ذويها لها في يوم زفافها فضلا عن حرمانها من اصطحاب صور العائلة والأخوة.. وبعض دفاتر المذكرات.. والحاجيات الشخصية وما أكثر الحالات التي أعيدت فيها حقائب العروس عبر الصليب الأحمر الدولي إذا ما تمت مصادرتها لأسباب تتعلق بما يسمى الأمن القومي الصهيوني.
وقال عصام شعلان مختار قرى الجولان إنه زوج 7 شابات من أسرته من الوطن إلى عين قنية المحتلة وبالعكس مبينا أن المصاهرة واجب وطني قبل أن تكون عقدا اجتماعيا وسنة كونية لكون العروس التي تعبر إلى ارض الآباء والأجداد في قرانا المحتلة تحرم من رؤية ذويها ولا تسمح لها سلطات الاحتلال بالعودة إلى وطنها وأهلها ناهيك عن دورها في تنشئة جيل مناهض للاحتلال ومتمسك بأرضه وهويته العربية السورية رغم انتهاكات وممارسات الاحتلال المنافية للأعراف والمواثيق الدولية.
واستعرض شعلان قصة ابنة شقيقه الشيخ عاطف شعلان الشابة مي التي توفيت قبل عامين في مدينة جرمانا بعد عبورها عروسا للوطن بسنوات ورفض قوات الاحتلال عبور والدها ووالدتها إلى الوطن لإلقاء نظرة الوداع عليها أو المشاركة في تشييع جنازتها مؤكدا أنه كلما تغطرس المحتل وتمادى في انتهاكاته بحق أبناء الجولان بهدف سلخهم عن وطنهم ومحاولته اليائسة إفراغ الجولان من أبنائه واستقطاب مستوطنين صهاينة إليه اشتدت عزيمتهم الوطنية ورفضهم لجميع أشكال الاحتلال والإصرار على التواصل مع الوطن والمصاهرة.
وأشار مفيد عقل والد العروس راميا عقل المتزوجة من ابن خالتها الطبيب شادي أبو شاهين في بقعاثا المحتلة إلى حرمان ذوي العرائس الجولانيات من التعرف على أحفادهم مهما كانت الظروف الإنسانية تستدعي ذلك منوها بالمواقف الوطنية والمشرفة للأهل الصامدين المتمسكين بعروبة الأرض والهوية وقال رغم مرور أكثر من أربعة عقود على الاحتلال لا يزال الأهل محافظين على عملة الليرة السورية الورقية لتستخدم رغم انف الاحتلال بمثل حالات الخطبة حيث حدد مشايخ الجولان ليرة سورية واحدة المهر المعجل للعروس التي لا تقدر بثمن في إشارة إلى التمسك بالإرث الوطني على مرأى ومسمع قوات الاحتلال التي تسعى جاهدة لتهويد كل ما هو حي في قرانا المحتلة.
وعن طقس المباركة للعروسين أوضح سليمان مصطفى من مجدل شمس والد العروس مانيا التي التحقت برفيق دربها عام 2005 أن المباركة تتم في أجواء مشوبة بالألم والحزن والمعاناة وعبر مكبرات الصوت عند موقع عين التينة المشرفة على مجدل شمس بحيث تفصل أسلاك الاحتلال ما بين العروس وذويها وأقاربها.
ولفت مصطفى إلى أن المصاهرة إحدى وسائل التواصل الاجتماعي والوطني ما بين الجولانيين وأبناء الوطن تهدف إلى ديمومة التواصل وإلى توجيه رسالة واضحة للعالم بان الأسلاك الإسرائيلية الشائكة والمصطنعة لا تستطيع أن تفرق ما بين أبناء الوطن الواحد.. وان الاحتلال إلى زوال ولتكشف الوجه الحقيقي للعنصرية الصهيونية وممارستها اللا إنسانية بحق الأهل في الجزء المحتل.
من جهتها طالبت السيدة سمر محمود من مجدل شمس والمتزوجة من الفنان السوري أكرم الحلبي العالم بمنظماته الحقوقية والإنسانية كافة بالضغط على سلطات الاحتلال والسماح للسيدات اللواتي تزوجن إلى ارض الوطن برؤءية ذويهم لكون الاحتلال يرفض ذلك وروت محمود تجربتها بعد رحيل شقيقها الأكبر قبل عامين ورفض سلطات الاحتلال جميع الطلبات التي تقدمت بها عبر الصليب الأحمر الدولي للسماح لها بالمشاركة ولو لساعات بجنازة شقيقها
أما المهندسة حمدة العرقاوي عضو مكتب تنفيذي بمحافظة القنيطرة فاوضحت أن عدد الشابات اللواتي عبرن عرائس من والى الجولان منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى يومنا يزيد على 200 شابة توفيت منهن خمس شابات ولم تسمح قوات الاحتلال بنقل جثامينهم إلى مسقط رأسهن سواء في الوطن أو في الجولان المحتل.
وأشارت العرقاوي إلى حالات كثيرة عرقل فيها الاحتلال عملية عبور العروس إلى خطيبها ورفض حالات أخرى وخاصة العروس القادمة من الوطن للجولان نتيجة النزعة العنصرية الصهيونية الرامية إلى إفراغ الجولان من السكان في وقت يصر فيه الجولانيون على ديمومة التواصل مع الوطن والتمسك بالحقوق والثواب الوطنية.