محمد منير: مصر بحاجة لطبيب نفسي.. وأرفض اختزال الاقتصاد الإسلامي في الملابس الداخلية
وصف الفنان المصري محمد منير حالة الشعب بعد الثورة 25 يناير وإسقاط نظام حسني مبارك بأنه يشبه أهل الكهف الذين عادوا إلى الحياة بعد سبات عميق، داعيا الأطباء النفسيين ليتصدروا المشهد لأن المجتمع شبه منهار ويحتاج لمساعدتهم.
ومع صعود الإسلاميين في الساحة السياسية والحديث عن تغييرات في البنية الاقتصادية، انتقد الفنان من قال إنهم يختزلون الاقتصاد الإسلامي في تجارة الملابس الداخلية.
وقال محمد منير في حوار مطول لصحيفة المصري اليوم نشرته الأحد 15 إبريل/نيسان 2012 "على الإعلام والصفوة التراجع إلى الخلف قليلًا من أجل مصر، وليتصدر المشهد علماء الطب النفسي وعلم الاجتماع، ولا أعنى بكلامي أن يبتعد النخبة عن الساحة، لكن يتراجعوا قليلا حتى يكون العلم في الصدارة، لأن مجتمعنا حاليا منهار وفي أشد الحاجة إلى الصحة النفسية". وشدد الفنان بأن "مصر يجب أن تفيق من نوم طويل استمر لأكثر من 60 عامًا ويشبه نوم أهل الكهف"، مستطردا "هل تتخيل شخصًا نام طوال هذه المدة وعندما يعود للحياة لا بد أن يكون ذلك تدريجيا، بداية من مرحلة الاستحمام وحلاقة الشعر وخلافه وكعادة المصريين لا بد أن يشرب كوبًا من الشاي حتى "يفيق".. لذلك مصر لم تشرب الشاي حتى الآن".
وحول رؤيته للمستقبل في ظل الجدل المحتدم بشأن الانتخابات الرئاسية قال منير "إلى أن يأتي بديل أو قائد أو رئيس يؤمن بمواقف محددة ربما لا تصلح هذه المواقف في زمن سابق، لكن لا بد أن نعود للشعار القديم وهو يد تبني وأخرى تحمل السلاح".
وأوضح المقصود بهذا الشعار قائلا "يد تبني لمصر في المستقبل من التعليم والصحة والجهل وكل الموبقات التي نشاهدها، ويد تحمل السلاح ليس سلاحا ضد عدو، لأن العدو واضح سواء داخليًا أو خارجيًا، ولن نستطيع أن ننهض بالبلد إلا بعد أن يعود الأمن، لذلك إذا استخدم الرئيس القادم هذا الشعار فسوف تدخل مصر عصر النهضة".
وعن رأيه في الثوار وتصاعد دور مشجعي كرة القدم من الشباب "الألتراس" قال "أنا أرى أن الثوار والألتراس هم دراويش العصر، ولن يتركوا مواقعهم ما لم يحل الأمن والعدل".
وعما يقصده من هذا التشبيه قال "الدرويش دائمًا هو الضمير الحي، وأعتبره مثل ناقوس الخطر أو المسحراتي الذي ينبهك، لكن هذا الدرويش "الألتراس والثائر" لا يطمع في مناصب، ولا يسعى لأن يترأس لجنة أو يحصل على عضوية في البرلمان ولكن يطالب بأن يعم الأمن والقانون في أرجاء الوطن".
وتطرق المطرب لمطالب بعض التيارات الدينية بالاتجاه نحو الاقتصاد الإسلامي، وقال "في يومٍ ما كنت متجها إلى استوديو (صوت الحب) لتسجيل إحدى أغنيات ألبومي الجديد ومررت بشارع فيصل بمحافظة الجيزة، وشاهدت إحدى الفاترينات الخاصة بأحد المحال التي تنتمي إلى الاقتصاد الإسلامي، مليئة بالملابس الداخلية في عز وضوح النهار، وما يحدث هذا غير موجود في الدول المتحررة؛ حيث إن هذه الملابس تعرض بشكل متخفٍّ حتى لا يشاهدها الأطفال".
واستطرد "لقد هجم السلفيون على شارع الهرم واشتروا عددًا من الملاهي الليلية وحولوها إلى عمارات سكنية، لكن لم نسمع أن أحدًا منهم طوّر الموبايل أو حتى أنشأ بنكًا إسلاميًا أضع فيه أموالي وأحقق ربحًا ماديًا حتى مستشفى بالمجان لعلاج الفقراء والمحتاجين، أو سكة حديد تربط بين مصر وكينيا حتى تكسب قلب إفريقيا، هذا هو رأس المال الحقيقي الذي يستخدم للنهضة بالبلد، ولا يصلح أن نهتم بالقاهرة فقط بل هناك الأقاليم".
وختم محمد منير قائلا "ما نشاهده ليس مؤشرا جيدا لمسار الاقتصاد الإسلامي القادم، لا تختزل احتياج شعب في محل ملابس داخلية، كل كلامي قلته وكنت متوقعه منذ البداية، رغم أننا في مرحلة من الممكن أن تجد مليون رأى وفكرة ناضجة في أقل من 10 أيام".