الصحافة التركية: حكومة أردوغان تنفذ الأجندة الأمريكية
يسجل المشهد السياسي التركي منذ بدء الأزمة في سورية وإلى اليوم تصاعدا واضحا للأصوات الرافضة لسياسة حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان والتي ربطت البلاد بعجلة
السياسة الامريكية حسب قولهم وباتت أداة لتنفيذ مشاريعها في المنطقة عبر استهداف القوى الاقليمية الممانعة الأمر الذي دفع بالعديد من الصحفيين والمفكرين وقادة الرأي الأتراك لكشف الحقيقة للراي العام وفضح هذه الحكومة التي تنفذ سياسة متناقضة مع مصلحة الشعب التركي .
وفي هذا السياق اعتبر الكاتب الصحفي ارسلان بولوت أن وصول حكومة حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في تركيا تم وفق مخطط امريكي يشمل المنطقة في سياق مشروع الشرق الاوسط الجديد مؤكدا أن الولايات المتحدة اوصلت رجب طيب اردوغان إلى السلطة لانها وجدت فيه الرجل المناسب لتنفيذ مشاريعها.
ولفت بولوت في مقال نشرته صحيفة يني تشاغ التركية إلى أن الولايات المتحدة اوجدت حزب العدالة والتنمية كبديل لحزب الرفاه الاسلامي المناهض للسياسات الامريكية وذلك في محاولة منها لايجاد ارضية لخلق حركات إسلامية اصولية قادرة على الوصول إلى السلطة وهذا ما حصل مع حكومة أردوغان .
واستند الكاتب التركي في مقالته إلى مصادر في وكالة المخابرات التركية من بينها عضو الوكالة ماهر كيناك الذي قال إن الولايات المتحدة الامريكية قامت بتصفية حكومة حزب الرفاه بقيادة نجم الدين اربكان لانها كانت مناهضة لها وان التخطيط لاستبدال حزب الرفاه بحزب العدالة والتنمية تم من قبل غراهام فولر رئيس مكتب وكالة الاستخبارات الامريكية في تركيا.
وبين بولوت ان فولر وهنري باركي الموظف في دائرة التخطيط السياسي التابعة لوزارة الخارجية الامريكية اعلنا في اجتماع عقده معهد الامن القومي الامريكي عام 1998 سيناريو التدخل الامريكي في تركيا والذي يتضمن تفجير الجوامع في عدد من المدن التركية وتحريض الشعب ضد المحافظين والمسؤولين المحليين وجر الجيش للتدخل وكل ذلك بغية خلق صراع طائفي يؤدي في المحصلة لتفكيك الجيش التركي وانشاء تحالف للقوى الاصولية تكون مهمتها مهاجمة الجيش .
وقال بولوت إن الخطة الامريكية ادت في النهاية إلى تعزيز الدعوات داخل المجتمع التركي لدعم مرشحي الاحزاب الاسلامية ومن بينهم اردوغان لاستلام السلطة كما تمخضت عن اتهام واعتقال عناصر من القوات المسلحة التركية واتهامها بتفجير الجوامع .
وأشار بولوت إلى التطابق الكبير بين ما ورد في أحد تقارير الادارة الامريكية عام 1997 بخصوص تركيا والخطاب السياسي لحكومة اردوغان حول الانفتاح الديمقراطي والتنمية انسجاما مع رؤية فولر التي أعلنها في لقاء سري مع عبد الله غول بأن الكمالية نسبة لمصطفى كمال اتاتورك لم تعد تصلح لتركيا.
وختم بولوت بالقول إن عملية الاعتقالات الجارية في تركيا اليوم في صفوف الجيش تهدف إلى إلهاء الرأي العام وتصفية مراكز الممانعة لحكومة اردوغان والتغطية على دور الولايات المتحدة في المؤامرة التي تنفذها تركيا ضد سورية.
وفي مقال اخر نشرته صحيفة ملليات أكد الصحفي سميح ايديز أن الاوضاع في الشرق الاوسط وخصوصا في سورية لا تسير لمصلحة حكومة حزب العدالة والتنمية التي تبين أنها عاجزة عن صياغة الوضع في سورية ورؤيتها الاقليمية دخلت في مازق كبير ولم يبق أمامها سوى الاعتراف بأنها ليست قوة عالمية وكل ما حصلت عليه من التدخل في شؤون سورية هو تخريب علاقاتها مع دول الجوار.
واعتبر الكاتب ان دعوات اردوغان للتدخل العسكري في سورية منقبل الناتو غير واقعية ما يدلل على ان الحكومة التركية لا تدرك حساسية الوضع في سورية التي تقع على خط الصدع بين الشرق والغرب بالاضافة لحالة التنوع التي تتميز بها ما يجعل التفكير بالتدخل بشوءونها امرا خطيرا لانه سيخلق فوضى عارمة في كل المنطقة.
وأشار الكاتب إلى أن العملية السياسة الجارية في سورية عبر خطة المبعوث الاممي كوفي أنان من شأنها أن تريح الشارع السوري وخاصة بعد ان تبين ان المعارضة غير قادرة على صياغة برنامج متكامل مقابل البرنامج الذي تطرحه القيادة السورية معتبرا أن الوقائع تؤكد عدم رغبة المجتمع الدولي بالتدخل في سورية.