تصميم مخ إلكتروني لعلاج ألزهايمر وإنتاج نسخة جديدة لذكاء البشر
بدأ علماء في أوروبا مشروعًا علميًّا لبناء مخ إلكتروني يحاكي المخ البشري، في محاولة تهدف إلى تعرُّف حقيقة الأمراض العصبية، مثل ألزهايمر والشلل الرعاش، وإلى التوصل لعلاج ناجع لها.
كما يهدف مشروع المخ البشري المُموَّل من الاتحاد الأوروبي، الذي سيُنفَّذ ببناء آلة حاسوبية تتضمَّن جميع مكونات المخ؛ إلى معرفة أتقدر تلك الآلة على إنتاج شكل جديد من الذكاء على غرار الذكاء البشري أم تعجز. وقال البروفيسور هنري ماركرام قائد فكرة المشروع في سويسرا، الذي سيتعاون مع علماء من مختلف أنحاء أوروبا: "محاكاة هذا العضو سيجعل علاج وقياس أي جزء في المخ أسهل"، حسب صحيفة "ذا ديلي ميل" البريطانية. وأضاف ماركرام الذي يأمل إتمام المشروع في 12 عامًا: "تعقيدات المخ الذي يضم ملايين الخلايا العصبية المترابطة؛ تجعل من الصعب على علماء الأعصاب فهْم كيفية عمله". ويسعى القائمون على المشروع إلى إدخال كمية كبيرة من بيانات جمعها علماء الأعصاب في العالم لتحقيق محاكاة واحدة. وسيوضع "المخ" الافتراضي في حاسوب عملاق جديد بألمانيا. وسيعرض الحاسوب صورًا متحركة بأبعاد ثلاثية للمخ على شاشات ضخمة بحيث يتمكن العلماء من التحليق في عالم المخ وتكبير أو تصغير هياكل الأعصاب لمراقبة تدفق المعلومات بين مناطقه.
وإذا نجحت هذه التجربة سوف تصير ثورة علمية لفهم الأمراض العصبية المدمرة، خاصةً ألزهايمر والشلل الرعاش، وستُلقي الضوء على كيفية التفكير واتخاذ القرار.
وفي تعليقه على المشروع العلمي، قال الدكتور حسام معاطي أستاذ جراحة المخ والأعصاب لـmbc.net: "إن فكرة استحداث نموذج يحاكي المخ البشري أمر هام؛ لأنها ستساعد على اكتشاف مزيد من المعلومات عن المخ الذي لا يعرف العلماء عنه حتى الآن إلا القليل جدًّا، لكن الأمر يعتمد على النجاح في تنفيذ هذا النموذج".
وأوضح معاطي قائلاً إن "هذه المشاريع في الغالب تكون مفيدة علميًّا، خاصةً عن المخ، حتى لو لم تُكلَّل بالنجاح التام؛ لأنها على الأقل ستساعد في تعرُّف جزء من آلية عمله، ومن ثم ومواجهة المشكلات المتعلقة بها".