القبض على ” كتيبة أبو عبيدة ” في حلب
شهد اليوم الثالث من مهمة القبعات الزرق على الأرض السورية ، تصاعدا في اعمال العنف في مختلف المحافظات السورية ،حيث سجلت اليوم سلسلة جديدة من اعمال العنف الدامية رغم مرور ستة ايام على وقف اطلاق النار،أبرزها في الركايا والتمانغة وجبل الزاوية في ادلب ،
وفي بلدتي انخل وإبطع في محافظة درعا، وفي حلب، ودمشق، ودير الزور وغيرها من المناطق ، في الوقت الذي اعلن فيه رئيس فريق المراقبين ان مهمته تحتاج الى "وقت وبناء ثقة".
ميدانيا ،حصدت اعمال العنف المتفرقة 14 شهيدا هم سبعة عسكريين وسبعة مدنيين بينهم طفلة، وذلك في عمليات اطلاق نار وقصف وتفجيرات، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. ففي حلب خرجت عدة مظاهرات مسائية في عدد من مناطق حلب مثل " السكري ،العامرية، الميسر، الفردوس" ، وكذلك الحال في الريف الشمالي الذي خرجت فيه عدة مظاهرات كان أكبرها في قرى "تل رفعت ، عندان ، اعزاز" كما انطلقت مظاهرة من أمام بيت الشهيد "محمد عبد الحميد" في سوق الخضرة في حي الميسر هتفت بشعارات مناوئة للنظام . من جهة أخرى، ذكرت مصادر اعلامية أنه تم مساء اليوم القبض على مجموعة مؤلفة من 11 شخصا تطلق على نفسها اسم " كتيبة أبو عبيدة الجراح" في حي صلاح الدين بحلب .
في المقابل، قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم " سرية الحق" باستهداف منزل مواطن في الأرض الحمرا وصفته بالـ" شبيح " . و سمع دوي انفجار كبير في حي "مساكن هنانو" لم يتسن معرفة مصدره ، مع الساعات الاولى ليوم الخميس. وفي العاصمة دمشق، تم مساء اليوم قطع طريق رئاسة مجلس الوزراء,أمام كلية الطب البشري ضمن حملة "هذه دمشق" للتصعيد في العاصمة ،كما خرجت مظاهرة في حي الشعلان امام دار السلام تحمل لافتات "أوقفوا القتل". كما قام مجموعة من الملثمين مساءاً بقطع طريق كورنيش الميدان بالقرب من محل الزمبركجي بالمواد المشتعلة وقامت على الفور قوات حفظ النظام بالتعامل مع الوضع واعادة الاستقرار للمنطقة. وبث ناشطون مقاطع عدة مصورة للتظاهرة في عربين ،بريف دمشق، يظهر احدها سيارة بيضاء رباعية الدفع تحمل شارة الامم المتحدة وقد تجمع حولها وفي الشارع الذي توقفت فيه مئات الاشخاص وهم يهتفون "الشعب يريد تسليح الجيش الحر".
ويشاهد رئيس الفريق الدولي احمد حميش متجها الى السيارة سيرا، بينما الناس يحيطون به ويحاولون اعتراضه ويتحدثون اليه، من دون ان يرد عليهم.
وذكر ناشطون في ريف دمشق ان " قوات النظام اقدمت على سحب دباباتها من مدينة عربين تزامنا مع قدوم اللجنة الدولية الى المدينة".
أما في حمص هاجم مسلحون حواجز الجيش في القصير ، وكان الهجوم الاكبر والاعنف للمسلحين في منطقة سوق الهال والسوق الشرقي حيث تم اطلاق قذائف هاون وصواريخ من قبلهم على حواجز الجيش . وفي باب السباع سمع صوت إطلاق نار كثيف في محيط القلعة ، وتم احراق عدد من الأبنية السكنية ، كما ألقت الجهات المختصة القبض على مطلوبين في تلكلخ وضبطت عدد من الأسلحة والقناصات والعبوات الناسفة والقذائف والألغام وكميات كبيرة من الرصاص. وفي إدلب أدى انفجار عبوة ناسفة على طريق كنصفرة- بليون لاستشهاد مجندين وجرح 3 بينهم ضابطين ، كما تعرضت سيارة إطعام عسكرية لكمين مسلح على طريق اللاذقية-جسر الشغور موقع كن سبة ما أدى لإصابة عنصرين ، ومساء سمع صوت اطلاق رصاص كثيف جدا بالقرب من المحافظة وبالقرب من دوار المحراب في المدينة. سياسيا ، أثارت الخروقات المستمرة لوقف النار قلق المجتمع الدولي ، فقد رأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان سوريا تقف "عند منعطف حرج" بين التقدم نحو السلام او تعميق النزاع، مؤكدة ان استمرار العنف مع انتشار المراقبين الدوليين "امر مقلق للغاية".
وذكر دبلوماسيون في مقر الامم المتحدة في نيويورك الاربعاء ان الشروط لم تتوفر بعد لتمكين طليعة المراقبين التابعين للامم المتحدة الذين وصلوا الى سوريا الاحد من القيام بعملهم في مراقبة وقف اطلاق النار. ويطالب قرار مجلس الامن 2042 الذي صدر السبت الماضي الحكومة السورية بضمان حرية حركة المراقبين وعدم التدخل في اتصالاتهم والالتزام بوقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الخميس وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس التي تراس بلادها مجلس الامن لهذا الشهر "نعتقد ان اي بعثة للامم المتحدة في سوريا او في اي مكان اخر، يجب ان تكون قادرة على العمل باستقلالية وان تتمتع بحرية حركة وحرية في اجراء اتصالات
واكد رئيس وفد المراقبين الدوليين الى سوريا الكولونيل احمد حميش الاربعاء ان اتمام مهمة بعثة المراقبين يحتاج الى وقت وبناء الثقة مع جميع الاطراف في البلاد.
وقال للصحافيين لدى عودته الى الفندق الذي ينزل فيه المراقبون في دمشق ان "مهمتنا تقضي باقامة ارتباط مع الحكومة السورية والقوى الامنية السورية ومع الاطراف الاخرى كذلك. وللقيام بها، نحتاج الى الوقت والى بناء الثقة مع كل الاطراف من اجل انجاز المهمة". وشهد المراقبون الاربعاء حادث اطلاق نار خلال زيارتهم بلدة عربين في ريف دمشق، ما تسبب بموجة ذعر بين متظاهرين في المكان، بحسب ما اظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع "يوتيوب" الالكتروني. ويسمع في الشريط صوت اطلاق رصاص خلال تجمع الحشود حول سيارتين تحملان شارتي الامم المتحدة، فيصاب الناس بالذعر ويبدأون بالفرار، بينما يحاول بعضهم الاختباء وراء السيارتين اللتين تقلعان بسرعة وتغادران المكان.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان " قوات النظام اطلقت النار على التظاهرة ما تسبب باصابة ثمانية اشخاص بجروح ". واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الاربعاء لوكالة فرانس برس ان "المحادثات التي جرت بين الحكومة ووفد المراقبين في دمشق كانت بناءة"، واسفرت عن "الاتفاق على نحو 90 بالمئة من بنود البروتوكول" الذي ينظم عمل المراقبين. ومن المتوقع ان يتلقى مجلس الامن الاربعاء رسالة من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يشرح فيها ما آلت اليه حتى الان مهمة بعثة المراقبين. كما من المقرر ان يقدم جان ماري مساعد عنان احاطة عن الوضع في سوريا امام مجلس الامن صباح الخميس، في حين يخاطب موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الى سوريا كوفي عنان المجلس قبل نهاية الاسبوع.