الصحف التركية تفضح ارتباط حكومة أردوغان باللوبي الصهيوني واستعمالها الإسلام السياسي
بالتزامن مع استمرار ظهور الكثير من الوثائق والمعلومات التي تكشف الدور الموكل لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لخدمة مصالحهما في المنطقة
أكدت تقارير إخبارية جديدة أعدتها صحف تركية ارتباط أردوغان وحزبه باللوبي الصهيوني والسياسة الأمريكية الساعية لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط تسهل لها السيطرة عليه.
وتحت هذا العنوان أكدت صحيفة ايديلينك أن أردوغان وخلال زيارته إلى واشنطن عام 2004 حاز على جائزة الشجاعة اليهودية التي منحتها له اللجنة اليهودية الامريكية المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بمنظمة جينسا التي تعد جسر ارتباط بين وزارة الدفاع الأمريكية وإسرائيل وتعمل كمركز /دفاع/ إسرائيلي خارجي في الولايات المتحدة في حين اشارت صحيفة ميلليت في ذات السياق إلى علاقات حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان بجماعة فتح الله كولان الدينية المقربة من الولايات المتحدة.
وتظهر المعلومات الجديدة التي تكشفها الصحف التركية أن حزب العدالة والتنمية الذي وصل إلى السلطة عام 2002 بما يشبه الانقلاب وأزاح العلمانيين عن الحكم جاء بموافقة ومباركة اللوبي الصهيوني والإدارة الأمريكية التي رأت بأردوغان وحزبه بحسب الوثائق ضرورة لاستكمال مشروعها الاستعماري الجديد المعد للمنطقة.
وبالعودة إلى جائزة الشجاعة اليهودية التي حاز عليها أردوغان ضمن جوائز الموءسسات اليهودية العالمية التي منحت أيضاً للرئيس التركي عبد الله غول وقائد الجيش الأول تشويك بير الذي تم القبض عليه ضمن عملية محاكمة مدبري انقلاب 28 شباط الذي يعد أردوغان من أكبر المستفيدين من وقوعه فإن تلك الجوائز وحسب محللين لا تعطى إلا لكل من قدم خدمات بارزة وواضحة لإسرائيل و ساهم بحماية المصالح اليهودية في العالم.
ووضعت صحيفة ايديلينك جائزة أردوغان و جائزتي غول التي حصل عليهما من معهد تشاتام هاوس الملكي البريطاني الذي اسس عام 1920 تحت اسم الطاولة المستديرة وساهم بإقامة إسرائيل و قائد الجيش التركي الأول التي نالها من موءسسة جينسا التي تأسست بهدف حماية المصالح الإسرائيلية واليهودية وصياغة سياسات امنية في خانة الجوائز التي تمنح إلى السياسيين الموءيدين للعقيدة اليهودية.
ورغم محاولات أردوغان إخفاء هذه الحقيقة من خلال تصريحاته التي أعلنها ضد الكيان الصهيوني غداة مقتل 9 مواطنين أتراك في هجوم نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي على أسطول الحرية المتجه إلى غزة عام 2010 إلا أن محللين وضعوا ما قام به أردوغان من استعراضات إعلامية هاجمت اسرائيل والسياسات الأمريكية في المنطقة في سياق اتفاقه معهم لكسب ثقة وتأييد شعوب المنطقة التي تعتبر كل من يعادي إسرائيل و الولايات المتحدة بطلاً ونموذجاً يكتسب الاحترام.
وتشير الصحيفة التركية في سياق تقريرها الإخباري إلى ما أورده الكاتب ناسوهي كونكور في كتابه الحركة المبتكرة عن اللقاءات الرسمية للفريق المتقاعد تشويك بيير مع أردوغان الذي كان يشغل منصب رئيس بلدية اسطنبول في تلك الفترة والتي تكررت بعد تقاعد بيير مؤكدة أن لقاءهم الأخير كان في الولايات المتحدة واستضافته اللجنة اليهودية الأمريكية في مؤشر يدل على أن وصول حزب العدالة والتنمية و أردوغان إلى قيادة تركيا كان معدا سلفا وفق مخطط أشرفت عليه الولايات المتحدة ووافقت عليه إسرائيل.
واستكمالاً لتلك المعلومات أوردت صحيفة ميلليت أن حزب العدالة والتنمية يلقى دعماً إعلامياً وسياسياً من قبل جماعة عبد الله كولان الذي برأته حكومة أردوغان عام 2008 من اتهامات وجهت له بالتآمر للإطاحة بالحكومة العلمانية عام 1997 بعد أن استضافته الولايات المتحدة وسمحت له بحسب مقال نشرته صحيفة يورت التركية للكاتب يلماز بفتح مدرسة إسلامية في أكبر قاعدة جوية أمريكية في مدينة توسون التابعة لولاية اريزونا الأمر الذي يطرح أسئلة حول احتمال فتح مدارس مشابهة في قواعد عسكرية مقامة خارج الولايات المتحدة في أفغانستان وتركيا والعراق.
وتؤكد الصحيفة التركية أن حركة كولان دعمت حكومة أردوغان عن طريق نفوذها القوي على وسائل الإعلام وجيشها الصغير الذي يضعه بعض المحللين في إطار العمل الخفي من وراء الكواليس لتسيير أعمال حكومة حزب العدالة والتنمية منطلقين من الدعم العلني الذي يقدمه الإعلام المنحاز لكولان إلى أردوغان ومحاولته تصفية أعداءهم المشتركين.
وتشير المعلومات التي قدمتها الصحيفة الى أن جماعة كولان كانت وراء عمليات الاعتقال التي استهدفت الضباط المتقاعدين والصحفيين والعلماء والمثقفين الأتراك مبينة أن الجماعة تسعى الى التحول لقوة سياسية مؤثرة في تركيا بالإضافة الى الصعود في مراكز الأمن والموءسسات القضائية.
ويرى مراقبون أن حكومة أردوغان التي تلتقي بجماعة كولان من خلال استخدامها الإسلام السياسي أدى إلى ازدياد قوة الجماعة وازدياد نفوذها في المحاكم التركية ومراكز الشرطة والاستخبارات لتصفية المعارضين وتحويل تركيا إلى دولة إسلامية محافظة وهو ما حذرت منه صحيفة ميلليت على لسان بعض المحللين والنقاد من أن أجندة كولان تهدد مصداقية الحكومة التركية ومساعيها الرامية للتحول إلى قوة اقليمية في المنطقة.
وبالنتيجة وحسب ما سبق فإن المتتبع لصعود حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان والدور الذي اضطلع به في كل ما يتعلق بالأحداث الجارية بالمنطقة يكتشف أن أردوغان الذي وصل إلى الحكم مستخدماً الإسلام السياسي وشعارات الديمقراطية والعدالة حاز على رضا الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين نجحتا باستخدام الإسلاميين في تركيا كورقة لخدمة مصالحهما تمهيداً لتعميمها على باقي دول المنطقة التي تحاول السيطرة عليها واستغلالها.