فريد ميليش كتب لزهرة سورية .. شعب سورية والمراقبين الدوليين
لم تكن العروبة موضع نقاش عند السوريين ، بل هي الرباط المقدس بينهم بمختلف أديانهم وطوائفهم،عناصرهم وأعراقهم, حتى يصعب على زائرها أن يميز بين المتحدر من أصول
تركمانية أو أرمنية أو كردية أو سريانية، فكل المواطنون عرب سوريون وباعتزاز نموذجاً يحتذى في التماسك وثبات وحدته الوطنية.
ليس صحيحا أن سورية أصبحت جرحاً مفتوحاً في الجسد العربي, وبأنها تحولت أرضاً مفتوحة للصراع الدولي، بل أن موقع سورية ومواقفها وإرادتها ضمن تقاطعات السياسة الدولية التي لم تبتعد عن المنطقة يوما ,ودائما في أجنداتها.
من غير المنصف الحديث بأن الجامعة العربية تقاضي سورية وتحاكمها وتحكم بطردها، الواقع يقول أن إمارة نفطية صغيرة تتولى دور النيابة العامة بما في ذلك أمام مجلس الأمن , وتعلن أنها ستسلح المعارضة وتمولها، مستبقة بذلك التحريض السعودي.
واجه الشعب السوري في تاريخه الحديث الكثير وبقي متماسكاً وأكد وحدته الوطنية ,فقد خاضت سورية حروباً ضد العدو)مرفوعة الرأس( ,واجهت نظام صدام حسين عندما اندفع إلى حرب غير مبررة ضد الثورة الإسلامية ,تعاملت بحكمة مع الخلافات متعددة الأسباب والأهداف مع ياسر عرفات حول مسيرة الثورة الفلسطينية وتكتيكاته, تحدت خيانة أنور السادات خلال حرب تشرين1973 مع العدو الإسرائيلي ,تصدت للأوضاع المتفجرة في لبنان ودعمت المقاومة كموقف استراتيجي, اتخذت موقفا شجاعا ضد الحرب الأميركية لاحتلال العراق . انتصرت مع انتصار المقاومة في لبنان وتعاملت بحكمة مع القرار 1559.
الخطر على سورية سيكون له امتداداته في لبنان ، كما أنه خطر داهم على فلسطين وقضيتها فلا عروبة بلا فلسطين… كما كان الشعار تماماً بان لا حرب من دون مصر ولا سلام من دون سورية ,وبالتالي ليس المراقبين الدوليين من يحمى الوحدة الوطنية بل الدور القومي لسورية وهذا الشعب الأبي على تراب وطننا العزيز.