الخطة الأميركية (B): تدخّل عسكري في سوريا
تصاعد النقاش في واشنطن بشأن الخطة «ب» التي تقوم على التدخل العسكري في سوريا، في حال فشل خطة الوسيط الدولي كوفي أنان التي وصفت بأنها الخطة «أ»
كررت الحكومة الأميركية موقفها بعدم التدخل العسكري المباشر في الأزمة السورية، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، رداً على ما يقال بوجود خطة «ب» لدى الولايات المتحدة تقوم على التدخل العسكري في سوريا في حال فشل خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي انان، بأن الخطة «ب» هي في زيادة الضغط على سوريا في جميع المجالات، موضحة أن واشنطن طلبت من حلفائها الاستعداد لاتخاذ خطوات تصعيدية أخرى إن لم تلتزم دمشق خطة أنان.
خطوات ستأخذ شكل عقوبات إضافية تشمل منع السفر وفرض ضغوط مالية وحظراً على الأسلحة وإصدار قرارات وفق البند السابع. وقالت نولاند إن مجموعة العقوبات على سوريا المنبثقة من مؤتمر أصدقاء سوريا ستعقد اجتماعاً لها في واشنطن قريباً، لكنها لم تحدد موعداً لذلك.
وكانت مجلة «فورين بوليسي» قد ذكرت يوم الخميس الماضي أن مسؤولي الملف السوري في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، برئاسة ديرك شوليت، يبحثون ما يسمى الخطة «ب» التي تقوم على تدخل عسكري غير مباشر. ومن بين الاقتراحات التي يجري دراستها التواصل المباشر مع المعارضة السورية في الداخل وإقامة مناطق عازلة داخل سوريا وعقد لقاءات مباشرة مع ما يسمى «الجيش السوري الحر» في تركيا، وهو ما جرى بالفعل، حيث ذكرت المجلة أن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية كان قد رافق عضوي مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين وجوزف ليبرمان خلال لقائهما مع قادة «المجلس الوطني السوري»، واجتمع سراً مع العميد مصطفى الشيخ والعقيد رياض الأسعد. وفي أحد الاجتماعات، حث قادة الجيش السوري الحر واشنطن على توفير أنظمة مضادة للطائرات لصدّ الهجمات التي تشنها المروحيات التابعة للقوات الجوية السورية. وأشارت «فورين بوليسي» إلى أن المناقشات حول الخطة «ب» تستند إلى دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما الصريحة إلى تنحي الرئيس بشار الأسد من منصبه. وقالت نولاند إن وزارة الخارجية الأميركية قدمت مساعدة إضافية للمعارضة السورية «في إطار المساعدات الإنسانية» قدرها ثمانية ملايين دولار، وهو ما يرفع قيمة المساعدات الإنسانية الأميركية للمعارضة السورية إلى 33 مليون دولار.
وستشهد واشنطن يوم الخميس المقبل مؤتمراً تشارك فيه المعارضة السورية، حيث سيتحدث فيه رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الذي سيعقد لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض وأعضاء في الكونغرس.
وقال السناتور ليبرمان، في أعقاب لقائه وماكين مع قيادة الجيش السوري الحر، إن «النتيجة الأكثر قلقاً التي استنتجتها من قادة الجيش السوري الحر أنهم لم يحصلوا على مساعدة من أي شخص، ويعانون من نفاد الذخيرة في الوقت الذي يُعاد فيه تزويد نظام الأسد بالذخيرة من إيران وروسيا». وقال ليبرمان وماكين إن المجتمع الدولي ينتظر القيادة الأميركية في سوريا، مشيرين إلى أن تركيا مستعدة لمساعدة المعارضة السورية المسلحة في حالة التعاون الكامل من قبل واشنطن.
وذكر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وهو المؤسسة الفكرية للوبي اليهودي _ الإسرائيلي، أن دول مجلس التعاون الخليجي تنتظر حملة تشنها الولايات المتحدة أو حلف شماليّ الأطلسي على سوريا. وقال المعهد، في تقرير أعده مايكل نايتس بعنوان «هل تتدخل دول الخليج في سوريا»، إن «مساعدات دول مجلس التعاون الخليجي العسكرية من المرجح أن تظل غير مباشرة، وستظل كذلك الأموال الخليجية التي تُعطى لمهربي الأسلحة العراقيين واللبنانيين حتى تدخل إما الولايات المتحدة أو فرنسا وتوفر أسلحة مضادة للدبابات، وتوفّر معدات اتصال من بين أشياء ضرورية أخرى».