دوري أبطال أوربا : برشلونة يسعى إلى استعادة توازنه أمام تشلسي بعد أن غرق في الليغا
يتطلع نادي برشلونة الاسباني إلى وضع حد للنتائج المخيبة التي سجلها في المباريات الأخيرة على الصعيد المحلي و القاري عندما يلتقي ضيفه تشلسي الانكليزي اليوم الثلاثاء على ملعب “كامب نو” في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوربا.
و كان تشلسي حقق نتيجة إيجابية و أن لم تكن مطمئنة في مباراة الذهاب على ملعب "ستامفورد بريدج" عندما فاز بهدف وحيد سجله ديديه دروغبا في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول ،في حين ضيع لاعبو النادي الكتلوني عدد لا باس به من الفرص الحقيقية أمام مرمى بيتر تشيك بسبب التسرع و رعونة المهاجمين أحيانا ، وتكفل القوائم برد بعض الكرات.
و لن تكون المهمة سهلة في ظل الحالة المعنوية السيئة للاعبين بعد فقدانهم الأمل منطقيا في الفوز بلقب الدوري المحلي للموسم الرابع على التوالي بخسارتهم السبت أمام الغريم الأزلي ريال مدريد (1-2) في أرضهم وبين جماهيرهم، ما سمح للنادي الملكي في الابتعاد بالصدارة بفارق 7 نقاط.
وسيسعى برشلونة منذ البداية إلى الوصول لشباك الحارس التشيكي بتر تشيك من اجل إعادة المواجهة مع النادي اللندني إلى نقطة الصفر.
و قالت الصحف الأسبانية أن بيب غوارديولا سيعدل عن الاعتماد على تشكيلة تتضمن 3 لاعبين فقط في خط المؤخرة ، مشيرة إلى أنه سيدفع بفابريغاس منذ البداية بعد أن اعترف بأنه اخطأ بإبعاده في مباراة الريال.
و أكدت الصحف أيضاً انه سيعتمد على التشيلي سانشيز في مركز المهاجم الصريح بعد أن بقي هذا المركز شاغراً في مباراة الريال.
وقال نجم خط وسط برشلونة تشافي هرنانديز عن المباراة: "قد نكون خسرنا لقب الدوري، لكن بانتظارنا نهائي الكأس (أمام اتلتيك بلباو)، فزنا باللقب (الدوري) ثلاث مرات وما زال بإمكاننا الوصول إلى نهائي دوري الأبطال".
وأكد تشافي انه لا يوجد هناك متسع من الوقت من اجل التحسر على مباراة السبت أمام ريال مدريد، مضيفا "نحن نلعب الآن من اجل فرصة بلوغ نهائي دوري الأبطال، وذلك كاف لكي يؤكد أهمية الأمر. المشجعون يتمتعون بالذكاء الكافي ليدركوا بان هناك الكثير على المحك في مباراة الثلاثاء ونريد مساندتهم بشدة".
ويطمح برشلونة الذي لم يذق طعم الهزيمة في ملعبه في المباريات الـ 15 الأخيرة على الصعيد القاري، إلى أن يصبح أول فريق يحافظ على لقبه منذ ميلان الايطالي عامي 1989 و1990، وذلك بعد أن أصبح أول فريق يتأهل إلى نصف النهائي خمس مرات متتالية منذ اعتماد النظام الجديد للمسابقة في موسم 1992-1993، لكنه يصطدم بتشلسي الساعي إلى الثأر من النادي الكاتالوني الذي أطاح به من نصف نهائي موسم 2008-2009.
ولا تزال تلك المواجهة عالقة في الأذهان بعد أن سجل اندريس اينيسيتا هدفا قاتلا (1-1) في 6 أيار 2009 خلال لقاء الإياب في "ستامفورد بريدج" ليقود فريقه إلى النهائي لان لقاء الذهاب انتهى حينها بالتعادل السلبي.
ويأمل تشلسي أن يواصل نتائجه الجيدة مع مدربه المؤقت الايطالي روبرتو دي ماتيو وبلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد 2008 حين خسر أمام مواطنه مانشستر يونايتد، على أمل الفوز باللقب الذي يلهث وراءه مالك النادي ابراموفيتش.
ويحوم الشك حول مشاركة دروغبا في مباراة غد بعد أن غاب عن مواجهة ارسنال (صفر-صفر) السبت في الدوري المحلي.
ويعاني دروغبا من إصابة في ركبته قد تبعده عن الملاعب لعدة أيام، وذلك بحسب ما كشف دي ماتيو الذي دافع عن مهاجمه العاجي ضد الانتقادات التي وجهت إليه بعد مباراة الأربعاء أمام برشلونة بسبب سقوطه المتكرر في أرضية الملعب وادعائه الإصابة.
وقال دي ماتيو "لكل رأيه الخاص، لكنه كان مراقبا من قبل مدافعين في معظم المباراة وتعرض لتعنيف جسدي، وبالتالي علينا أن نكون موضوعيين في رد فعلنا. لكل أسلوبه الخاص في اللعب لكننا فريق عادل. قدم مساعدة كبيرة للفريق (أمام برشلونة)، سجل لنا هدفا هاما جدا ونحن سعداء بذلك".
وستكون مواجهة الغد مصيرية بالنسبة للنادي الكاتالوني لان تنازله عن اللقب الأوروبي الذي توج به الموسم الماضي للمرة الثانية في غضون ثلاثة أعوام، قد يشكل بداية لفترة انحدار خصوصا إذا فشلت إدارة النادي في الاحتفاظ بخدمات المدرب جوسيب غوارديولا الذي قاد "بلاوغرانا" إلى لقب الدوري ثلاث مرات والكأس المحلية مرة واحدة والكأس السوبر المحلية ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين وكأس السوبر الأوروبية مرتين وكأس العالم للأندية مرتين أيضا، أي ما مجموعه 13 لقبا منذ استلامه الإشراف على الفريق عام 2008.
وكانت بعض التقارير رجحت أن يستلم غوارديولا الإشراف على تشلسي ، إلا انه نفى هذا الأمر قبيل لقاء الذهاب في لندن، معتبرا هذه الأخبار من "نسج الخيال".
وذكرت وسائل الإعلام أن غوارديولا يعتبر الهدف الأول لمالك تشلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي أقال المدرب البرتغالي اندري فياش-بواش وعين مساعده الايطالي روبرتو دي ماتيو بديلا له حتى نهاية الموسم.
و رد المدرب الشاب على تقارير صحفية تقول أن ابراموفيتش مستعد لمنح غوارديولا راتبا سنويا قدره حوالي 16 مليون دولار بالقول "أنها من نسج الخيال، أنها افتراضية. أنا مدرب برشلونة حاليا وتشلسي يملك مدربا جيدا نجح في تحقيق نتائج رائعة. ليس من المفيد بالنسبة لتشلسي أو برشلونة أن نتحدث عن هذه المسألة. لا يوجد هناك الوقت من اجل التحدث عن الموضوع".
وأصبحت مسألة تجديد غوارديولا لعقده مع برشلونة الذي أواخر الموسم أمرا مثيراً للجدل بين اللاعبين و الجماهير ، و حث اللاعبون على تجديد عقده في عدد من اللقاءات الصحفية و تلبية مطالبه وكان على رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي قال مؤخرا: "نريد أن يواصل غوارديولا مهامه باسم كل ما يمثله بالنسبة لنا"..
وتأتي هذه الشكوك والمخاوف من التصريحات التي أدلى بها غوارديولا سابقا حيث أشار إلى انه يحتاج إلى المزيد من الوقت لكي يحسم مسألة استمراره مع برشلونة من عدمه، مشيراً إلى أنه "في الوقت الحالي، لا ادري، احتاج إلى المزيد من الوقت. لا يمكنني العمل في فريق متطلب من هذا النوع إذا لم يكن في متناولي جميع عناصر القوة".
وقد يشجع تخطي عقبة تشلسي ووصول النادي الكاتالوني إلى المباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخه والفوز باللقب للمرة الخامسة غوارديولا على البقاء في منصبه.
وستكون مواجهة الغد الثانية عشرة بين الفريقين على الصعيد القاري، ويتفوق تشلسي في عدد الانتصارات بأربعة، مقابل أربعة تعادلات وثلاثة انتصارات لبرشلونة الذي تفوق على منافسه الانكليزي في ثلاث من أربع مواجهات جمعتهما في الأدوار الاقصائية (مباراتي ذهاب وإياب).
و كانت الغلبة لتشلسي في دور المجموعات من موسم 2006-2007 حيث فاز 1-صفر على أرضه وتعادل 2-2 في كاتالونيا.
وفي الدور الثاني من نسخة 2006 عندما أحرز اللقب، تأهل برشلونة لفوزه في لندن 2-1 بهدف متأخر من الكاميروني صامويل ايتو بعد تعادله 1-1 على أرضه، لكن تشلسي حسم موقعة 2005 لمصلحته في الدور الثاني لخسارته 1-2 ذهابا وفوزه 4-2 إيابا، في حين حقق برشلونة فوزا ساحقا على خصمه في ربع نهائي 2000 على أرضه 5-1 بعد التمديد بمشاركة دي ماتيو مع تشلسي وغوارديولا مع برشلونة وذلك بعد خسارته ذهابا 3-1، كما تواجه الفريقان في نصف نهائي كأس المدن والمعارض 1966 عندما فاز كل فريق 2-صفر على أرضه، قبل أن يفوز برشلونة بمباراة فاصلة 5-صفر في برشلونة.
وفي المقابل، سيكون نجم برشلونة ميسي، صاحب 63 هدفا في 53 مباراة هذا الموسم، أمام فرصة تحطيم رقم قياسي جديد وهو اكبر عدد من الأهداف في المسابقة القارية الأولى في موسم واحد والذي يتقاسمه راهنا مع الايطالي-البرازيلي جوزيه التافيني صاحب 14 هدفا لميلان الايطالي في موسم 1962-1963.