الشــارع الغــزاوي يــزداد التصـــاقاً بالمقــاومــــة
بدأ الشارع الغزاوي رغم استمرار إسرائيل بكل ما تملكه من وسائل تقنية وترسانة حربية بإلقاء حمم قذائفها لليوم التاسع على التوالي صوب المراكز المدنية والتجمعات السكنية في قطاع غزة بهدف سلخ أهلها عن مقاومتهم أكثر التصاقاً بالمقاومة.
وقال تقرير ميداني ان حالة الخوف والإرباك جراء مشاهد القتل المفزعة والدمار الهائل والمتوالي التي سيطرت على كل سكان القطاع في الأيام الأولى من المحرقة لم تغير من قناعات الشارع الغزاوي ووقوفه خلف المقاومة.
وفي اشارة تبرز مدى روح الصمود والتحدي والمعنويات العالية التي تسود الناس في القطاع قال التقرير انه منذ صباح أمس بدأت حركة الناس تعود إلى الشوارع بشكل واضح وخاصة في مناطق وسط وجنوب القطاع كما أن المصلين بدؤوا يتوافدون لأداء الصلوات في المساجد غير ابهين بحركة الطائرات والمقاتلات الحربية التي تعج بها سماء غزة.
واشار التقرير الى ان المصورين الصحفيين اللذين قدموا لالتقاط صور قصف الطائرات الحربية لمجمع المقار الأمنية وسط المدنية فوجئوا بعد أن أشيع أن طائرات الاحتلال ستقصف المجمع بتوافد المصلين لأداء صلاة المغرب في مسجد الشرطة الملاصق له وانه بينما كان المصلون يؤدون صلاة المغرب كان مئات المواطنين من مختلف الأعمار يملؤون الشوارع التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن المجمع ولاحظ الجميع أن إحدى المقاتلات الحربية جالت بسرعة فائقة سماء مدينة خان يونس وأطلقت عدة بالونات حرارية وغادرت متوجه إلى شمال سماء القطاع دون أن تقصف المجمع.
وقال التقرير ان هذه المشاهد وغيرها كثير باتت على لسان الناس الذين يتحركون أمام مرأى الطيران العسكري الإسرائيلي غير ابهين بالموت والدمار التي تنشره في كل مكان وقال الموظف الشاب خليل السطري الذي يسكن مدينة غزة ان الأيام الأولى للعدوان كانت مفجعة وخطيرة، ودب الرعب في نفوس الصغار والكبار لكن مع استمرار عمليات القصف بات الجميع على قناعة أن الضربة التي لا تميتهم تزيدهم قوة.
وفسر الدكتور فضل أبو هين أستاذ الصحة النفسية في جامعة الأقصى بغزة هذا الحال بقوله لموقع الجزيرة نت إن هول المفاجأة الناجم عن كثافة الغارات والقصف والأعداد الكبيرة في صفوف الشهداء وكثافة الخراب والدمار قذفت بحالة من الرعب والإرباك في صفوف الناس، لكن سرعان ما استوعب المجتمع هذه الضربة السريعة وبدأ يعود إلى تنظيم نفسه وعقله وانفعالاته.
وأضاف أن الناس في غزة على قناعة تامة أن الاحتلال يمارس هذه الأساليب نتيجة إفلاسه السياسي والعسكري لذلك يحرص أهل غزة على إظهار روح التحدي والصمود.
ويرى الاختصاصي النفسي أن ما يجري الآن في الشارع هو التفاف حول المقاومة واحتضانها وإبراز روح التحدي المغروسة في أعماق ووجدان أهل غزة، انطلاقاً من قناعة كل إنسان بأنه يتوجب عليه المقاومة بالطريق والأسلوب الذي يراه مناسبا.
وذكر ابو هين أن الاحتلال أراد عبر عمليات القصف المركز للمنازل والمساجد والمجالس التي يتواجد فيها الناس بالتزامن مع إلقاء المنشورات واختراق موجات بث بعض الإذاعات المحلية والاتصالات الهاتفية النيل من عزيمة الناس وبث الرعب وكسر الروح المعنوية، إلا أن ذلك لم يفت في عضد الناس وساهم في بناء الروح المعنوية لأهل غزة وأمدهم بالصلابة العقلية والنفسية.